الثنائي الإسلامي يضع اللمسات الأخيرة للتحالف الكبير !

صدام الحريبي
الخميس ، ٣١ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٦:١٥ مساءً
في تحد لم تشهده "المملكة العربية السعودية" إلا في عهد الملك "فيصل" تخرج المملكة عن طوع "الولايات المتحدة" ومن يقف وراءها ممن يديرون العالم من خلف الستار ..
 
فبعد الإعلان عن تحالف إسلامي عسكري بقيادة "السعودية" ، ها هو "أردوغان" يزور المملكة ويعلن عن تحالف جديد وصريح وقوي دون خوف من أحد ، هذا التحالف هو عبارة عن مجلس تعاون استراتيجي بين (السعودية وتركيا) من شأنه التعاون في مجالات عديدة منها العسكرية والاقتصادية والسياسية وأبعد من ذلك مما لا يتوقعه من ضمنوا انبطاح "السعودية" لهم في السابق ..
 
هذا التحالف الجديد الذي أعلن عنه وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" ونظيره التركي "أوغلو" أمس الأربعاء هو كذلك من ضمن الرسائل الموجعة والقاصمة التي يرسلها الثنائي الإسلامي (السعودية وتركيا) لما يسمى ب "الماسونية العالمية" الذي ظل يعبث بكل بقاع الأرض ويستعبد العرب والمسلمين ويحاول إعاقة "تركيا" الإسلامية ﻷنه يؤمن بأنها الخطر الضخم الذي يهدد بقاؤه وأن التقاءه بالسعودية سيشكل خطراً مضاعفا بالنسبة لمن يتحكمون في سياسة واقتصاد العالم ..
 
ها هو "أردوغان" يزور "السعودية" وها هي "السعودية" تحتفي به وتفتح له أبواب الكعبة في مشهد عظيم له دلالاته السياسية والدينية أيضاً ، فهذا العمل هو حركة قام بها السعوديون حتى تعلم دول العالم الخفي بأن الدين الإسلامي المعتدل هو الشيء الأساسي الذي يربط "السعودية" ب "تركيا" أما باقي المصالح كالاقتصاد وغيره فهي تأت متأخرة في حضرة الدين الذي إن تمسكنا به بالحق لما استطاعت أعتى قوة في الكون أن تخذلنا ..
أما بالنسبة للتوقيت الذي زار فيه "أردوغان" "السعودية" فهو كذلك له دلائل مرعبة كون الزيارة أتت في بداية العام الجديد ، فبينما يذهب حكام العالم المجهولين ليلهون ويستمتعون ب "عيد الكرسميس" يذهب "أردوغان" لتأسيس تحالف قوي من أطهر وأغرب مكان في الكرة الأرضية مع أقوى دولة عربية ذات سلطة دينية كونها تحتضن أعظم مقدس ديني إسلامي في الوجود وهي الكعبة المشرفة ولا وجود للأيدلوجيا المنحرفة في هذا الحديث ..
 
 
كان التوقيت الذي زار فيه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" "السعودية" هو إحدى الرسالة الموجهة للعالم كذلك والتي كان مضمونها : سنبدأ من هذا العام في العمل الذي ستعلمون من خلاله مدى قوة وحكمة الإسلام الذي تطاول عليه "بوتين" في خطابه الأخير ، الإسلام الذي حاولتم تشويهه مرة بالغزو الفكري ومرة بالإرهاب ومرات كثيرة باستعبادكم لبعض حكام الدول الإسلامية ، هذا العام سيكون الفصل وستتحد كل القوى التي تؤيد الحق ضدكم كونكم تمثلون الباطل من خلال إشاعاتكم للخراب والدمار وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء في المنطقة ، حتماً ستتجرعون من الكأس الذي أسقيتم منه المظلومين ومن استحليتم حقوقهم ونهبتم أراضيهم وشردتموهم ، كونوا على علم بأن الأيام دول وبزوغ الفجر شيئاً مسلماً ولابد منه وسترونه بأمهات أعينكم ..
 
هذا ما أراد الثنائي الإسلامي إيصاله إلى الغرب وروسيا وكل الدول التي لا تريد الخير للمسلمين والتي تعمل ليل نهار على التخطيط لقتل أكبر عدد من العرب والمسلمين تحت مبررات ومسميات عدة ..
 
أما قضية عجز الميزانية السعودية التي أثارت الجدل وفرح بها من لهم عداء أيدلوجي وعقائدي ومذهبي وحتى ديني مع "السعودية" فلا خوف من هذا العجز ، وإن كان العجز قد أثر سلبا على "السعودية" لما أعلنت عنه أصلاً ولسحبت الدعم عن النفط وكل الأساسيات دون الإعلان عن ذلك أيضاً، ولألغت تحالفاتها مع كل من سيتسبب في ضعفها ، ولتقربت من (روسيا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واسرائيل وكل دول العالم التي تتحكم بالاقتصاد من خلال السياسية القذرة) ولركلت "تركيا" ولما تقربت منها كون "تركيا" هي العدو الأكبر لمن يقررون من تضعف مقدرات بلده ومن ترتفع مقدراته ، هذا إن كان العجر حقا وقد أثر على ميزانيتها ، لكن ذلك الأمر من وجهة نظري له تداعياته السياسية وأكبر دليل من عدم وجود تأثير سلبي على الخزينة السعودية أن سبب العجز هو انخفاض سعر النفط ، وهذا العمل _تخفيض سعر النفط_ قامت به السعودية وقد ضربت من خلاله عدة دول تحارب التحالف الجديد ..
 
 
الخلاصة : هي أن (السعودية وتركيا) تمضيان وبوضح إلى تأسيس قوة إسلامية متينة لا يستطيع أحدا أن يبتزها أو يؤثر عليها ، وأتوقع بأن "السعودية" تنتظر سقوط "السي سي" ليأت بعده رئيس يعرف الخطر الغربي وغيره على "الشرق الأوسط" ويجعل الأولويات للشعب والأمة وليس لمصالحه الشخصية كون "مصر" سيكون لها أثر كبير وقوي في تشكيل تحالفات قوية وهذا ما أعتقد بأنه سيكون قريباً ، إضافة إلى الهدوء التركي الذي قد يكون يجهز لمفاجأة ستذهل العالم ولا غرابة من ذلك ف "تركيا" يتوقع منها أعداءها أي شيء لا يخطر ببال أحد كونهم يعرفون قدرتها وإمكانياتها وإصرارها والطرق السياسية النوعية التي تستطيع ممارستها وبوضوح على غير عادة السياسات القذرة التي يمارسها خصوم وأعداء "تركيا" ، فما بالنا نحن الذين نعرف تركيا أكثر منهم بحكم تقاربنا الديني والعادات التي نعرفها عن الأتراك العثمانيين الذين دافعوا سابقاً عن الدين حتى آخر ملوكهم ..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي