قمع الشعوب يولد الارهاب

محمد النقيب
الثلاثاء ، ١٧ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٢٩ مساءً
بالرغم من ادانتنا المطلقة للارهاب ايا كان مصدرة ولونه ,الا ان هناك حقيقة لا ينبغي أغفالها او التغاضي عنها مطلقا. لكونها متصلة اتصال وثيق بدوافع الارهاب ومسبباته. 
 
فالغرب اليوم يجني ثمار ما زرعه من جهود في اجهاض سلمية التغيير ووقوفه ضد امال وتطلعات شعوب دول الربيع العربي التي ارادت ان تجعل التعبير عن رغبتها في التغييربصورة سلمية. فكم هي متعطشة للحرية عبر الطرق  السلمية وكم ترغب الشعوب العربية بالتعبير عن خياراتها من خلال صناديق الاقتراع لا فوهات المدافع. 
 
فكان نتيجة هذا القمع ان اتساعت رقعة الارهاب وتعددت صوره بعتبار ذلك نتيجة من نتائج قمع الرغبات الجماهيرية المشروعة.
 
فالشعوب كالسيل لا تتوقف مهما كانت العراقيل والموانع وتعمل بكل السبل للبحث عن منفذ تعبر من خلاله عن ذاتها المقموعة.
 
 فعندما حرمت من التعبير بسلمية كان البديل جماعات العنف وتطاير انفجار الارهاب في كل ارجاء المعمورة.
 
فحوادث الارهاب والاعتداءات والتهديدات التي تصدر ضد هذه الدولة او تلك.
ماهي الا نتيجة لسبب واحد هو حرمان الشعوب من تولي زمام امرها واختيار من يتولى ادارة شؤنها بعيدا عن الوصاية والاملاءات الداعمة للاستبداد والتي دأبت عليها دول الغرب منذ عقود.
 
فحوادث الارهاب مهما  كانت سلبيتها التي ندينها وتدينها كل الشرائع السماوية.
 
الا ان فيها نسبة ينبغي الاستفادة منها والعبور من خلالها لمخاطبة الرأي العام الغربي.
 
 واعادة توجيه رسائل له عبر الوسائل المختلفة تصل الى عمق المجتمعات الغربية نخاطبه فيها بخطاب مباشر يوضح ان الارهاب صناعة غربية ارادت انظمتهم من خلالها الاضرار بخيارات شعوبنا في دول الربيع العربي الساعية للحرية والعدالة والمساواة أسوة بباقي شعوب العالم كحق من حقوقها المشروع . 
فأبت أنظمتها الا اجهاض تلك الاحلام التحررية .
 فتسبب ذلك القمع والكبت بانفجارات ارهابية  ستستمر كمتوالية تشمل الجميع ولا تستثني احد.
فالارهاب لا دين له.
و ناره ستحرق الجميع ولن يسلم منها احد. 
مالم تترك دول الاستكبار والهيمنة للشعوب المظلومة حرية التعبير عن خياراتها واختيار من يتولى ادارة شؤونها.
 
فاجادت مخاطبة  الشعوب الغربية باللغة التي تفهمها وتحمي مصالحها وامنها الداخلي مهم جدا.
 وبالذات بعد مرارة والم الحوادث الارهابية التي طالت بعض دولها خلال الأيام الماضية.
  و التهديدات المباشرة لامنها وسلامة مواطنيها.
 
فهذا الخطاب المباشر  سيكون له وقع مهما كانت نسبيت  تأثيره  فتكراره بكيفيات مختلفة سيحدث الاثر ولو بعد حين .
فالارهاب الذي تلعب به الأطراف الدولية  كورقة ضد شعوبنا هو اليوم يعود نحوهم " فبضاعتهم ردت اليهم ".
وعلينا كعرب ان ندينه ونعيد توجيه خطاب الى عمق المجتمعات الغربية يوضح لها اسبابه من خلال منابر متعددة بما يحقق الأهداف المرجوة.
 بعيدا عن مسارات السياسات الرسمية.
فوجود جهات تتبنى خطاب مباشر للشعوب الغربية مهم جدا وبالذات في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ امتنا.
 والخطاب لا يقتصر على هذا الجانب فحسب .
بل يتعداه ليشمل غيره وبالذات الجانب الحقوقي بما ينسجم ومعيارية العقل الجمعي لتلكم المجتمعات الغربية.
فبالاضافة الى ما سبق ينبغي جودة عرض الجانب الحقوقي والانساني وربطها بالارهاب .
لكون " انتهاك الحقوق يورث العقوق " ويشكل البذور الاولى للنقمة والسخط المجتمعي وخروج بعض ابنائه عن المألوف وكل ماهو معروف ليرتموا في احضان الارهاب فيخرج بعد ذلك مفخخ العقل والجسم فتدوي الانفجارات الارهابية في كل جنبات الدنيا.
فيصل ظررها الجميع مباشرة او غير مباشر.
  ان كبت خيارات الشعوب وانتهاك حقوقها واجهاض تطلعاتها ورغبتها الصادقة والسلمية بالتغيير هو سبب رئيسي للارهاب الذي يذوق الجميع مرارته اليوم. 
سوأ بحلب او باريس ببغداد او ببرلين .
 
 فالمرض معدي والاثر متعدي . ولن يقف لهيب بقعة الزيت في اطار محدود بل سيتمدد ويتسع.
فالمجتمعات الغربية مطالبة اليوم قبل الغد، ان تدافع على مصالحها وتحمي امن بلدانها من خلال الضغط على حكامها للكف عن اللعب بنار الارهاب ".لكون اللعب بالنار حتما ستحرق اصابعهم".
وكذا عدم اعاقة تطلعات الجماهير العربية التواقة للتغيير والحرية . 
بعتبار ان تلك التدخلات والاعاقات هيئت الحاضنة  التي تولد الارهاب وتبرر تواجده وتعزز لدى العديد من مقطوعي الصلة بالمستقبل اصحاب الرؤى الضيقة والفهم القاصر والايدلوجيات المعوجة دوافع الارتماء في احضان المجهول.
 فبسبب تدخلهم في شؤوننا الارهاب يكسب كل يوم حواضن جديدة ويستجيب له مخدوعين جدد هم مشاريع موت انعدمت لديهم بدائل الصلة بالمستقبل وفرص النجاح في الحياة.
فاصبح لا فرق لديهم بين الموت والحياة. 
فمحاربة الارهاب ينبغى ان تبدء من 
محاربة جذوره ومبررات حضوره وتوسعه انتشاره .
مالم فالانفجارات قد تطال الكل وتتوزع شظاياها على الجميع.
ولن يسلم من نار الارهاب احد .
 
*أمين عام تكتل حماية السلم
       [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي