التجربة المُرَّة!

حفظ الله العميري
الثلاثاء ، ٠٣ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٤٧ صباحاً
شخصياً لم اتفاجأ ابداً من نتائج الانتخابات التركية الأخيرة والذي اتت صادمة للكثيرين ، فلم يكن افضل الاصدقاء يتوقع ان اربعة مليون ناخب سيغيرون اراءهم لصالح الحزب الحاكم في هذه المدة القياسية ولم يكن أسوأ الاعداء يتوقع أيضاً ان يحدث هذا السقوط الهائل في الاطراف المقابلة ، ولكن هنا استخدم العقل على العاطفة وغُلبت مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار . 
 
اربعة اشهر بالتمام منذ الانتخابات الماضية وايادي الشعب التركي على قلبه من الخوف ، اربعة اشهر والحزن يخيم على كل بيت وقرية ولا يكاد يمر يوم دون ان نسمع فيه اخبار القتل والدم تفوح من اعالي سلاسل جبال هكاري وسيرت والجنوب والوسط التركي ، اربعة اشهر مرت والإقتصاد يهرول والليرة التركية تهبط لأدنى المستويات، اربعة اشهر مرت كدرس قاسي للشعب التركي لخصت له ما يحاك ضده من مؤامرات، وما ستؤول إليه الامور في ظل محاولات شرسة لتغييب الدولة، والقضاء عليها وصنع مناطق آمنة للتنظيمات الإرهابية، اربعة اشهر كانت صفعة قوية للمخدوعين والمغرر بهم لإعادتهم الى جادة الحق والصواب.
 
لم ينتصر اردوغان أو أوغلو بالمطلق ، بل انتصر الوعي التركي انتصر البناء على الحرب انتصر داعي الوطن على العرق انتصرت وحدة التراب على التمزق والتفتت انتصر الفلاح والبقال على بائع المخدرات والوهم وتاجر الموت ،قالها الشعب التركي وتخلص من كابوس الحرب المرعب وتنفس الصعداء ، قالها مدوية في وجه من يريدون له أن يكون نسخة أخرى أشد إيلاماً من سوريا وأكثر جرحاً من العراق ، قالها الشعب فهل سنكون ذات يوم شعباً لا اتباع ؟
 
وما ذلك على الله بعزيز !!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي