حكاية مدينة تموت عطشا !!!

أحمد عثمان
الخميس ، ٠٨ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٢٢ صباحاً

بلغ بهم الأمر أنهم يوقفون الناس في النقاط وبدون تمييز بين صغير وكبير طفل وشيخ رجل وامرأة؛ المهم انسان..

 

 هدفهم البحث عن كرتون زبادي ليمزقوه ولتر ديزل  (ليكرعوه) ودبة غاز ليفرغوها وكيلوا بسباس أو طماط اوبطاط أو فاكهة أو علبة دواء ليحرقوها و يمنعوا دخولها وحتى ماء الشرب يمنعون وصوله الى سكان مدينة تعز.

 

صار الحصول على دبة ماء شرب عملية شاقة ومتعسرة، والموت عطشا يلوح في الأفق أمام عالم يغني بحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب .

 

تتحدث الحجة زينب بحزن وأسى : (والله يابني جزعنا أني وابني وبناتي الثلات كل مكان (ندور ) دبة ماء نشرب ماحصلناش، نفسي أحسها شتخرج من قبة رأسي؛ ذحين كيف أعمل والشيبة بالبيت مريض بالسكر من يومين مامعوش دواء مو أقله الان مافيش ماء؟ الله يحكم بيننا وبين الظالمين، احنا لازمين بحبل الله الذي لاينام ولايغفل )

 

  جريمة جماعية لم يسبق لها مثيل  ؟

 

حتى الإستعماريين العتاة عبر التاريخ الذين غزوا أمما أخرى وارتكبوا مذابح جماعية مثل هولاكوا وجنكيز خان والإستعمار الخارجي بتاريخه لم يفكر مجرد تفكير أن يمنع الماء والخبز عن عامة الناس كعقاب جماعي، وكفار قريش في حصارهم للرسول صلى الله عليه وسلم وبني هاشم في الشعب لم يستحدثوا نقاط تفتيش ليمنعوا دخول الماء والخبز ولم يقتلوا الأطفال والنساء عشوائيا ولا انتقاء ودفعتهم أخلاق الإنسانية  وقيم العروبة ووشائج الرحم والحياة من الناس والخوف من الفضيحة لانهاء الحصار الذي لم يكن بهذه الصورة الفظيعة التي يمارسها اليوم بإسم الانتساب لبيت النبوة.

حتى ابو لهب سيعلن برآءته بماتفعلوه مابالك ابوطالب ناهيك عن من أرسله الله رحمة للعالمين

فبأي شريعة أو نهج ترتكبون فظائعكم ضد الأطفال والمدنيين وتمنعون الخبز والماء ليموت الأطفال والنساء عطشا ثم يأتي منكم من يتحدث عن الرحمة  ويروي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (عن رجل دخل الجنة لانقاذه كلبا من العطش). ( وعن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من حشائش الارض)  ستبررون بأسم الله كل فظيعة وسيأتي منكم من يقول بأن من تحاصرونهم وتمنعون عنهم الماء هم ( أس) من الكلاب وربما تثبتون بالدليل أنكم رحماء بالكلاب فهم يعيشون بينكم طوافون والكلاب على كثرتهم في تعز لم يخاف منهم كلب ولم يقتل أو تقطع يد أو أطراف جروا صغير بل يأكلون من طعامكم آمنين في وقت يقتل الأطفال والناس ويمنع عنهم الماء والخبز والدواء بدون ذنب

 

 أما لماذا تعاملون تعز على هذا النحو ببساطة ستقولون (دواعش) وكفار  وتحمدون الله على نعمة الاسلام؟

 

لكنكم لا تعلمون أن الاسلام لا يجيز قتل أو حصار النساء والأطفال والآمنين وقتلهم  عطشا ولو كانوا كفارا ووثنيين فعن أي جهاد وإسلام  تتحدثون ؟ كما ينكر ذلك العرب في أشد مراحل الجاهلية

 

انه السقوط والفضيحة التي ستدع أم جميل حمالة الحطب  تخرج من قبرها تشد شعر رأسها وتصرخ  : الله يخزيكم لاتعرفونا ولانعرفكم  ماهكذا تورد الإبل ؟.

 وسيصيح أبى  لهب : واللات والعزى لقد فضحتونا بين سائر العرب  تبا لكم أبد الدهر  ؟؟؟

 

 

 للأسف الشديد هذه الجريمة التي تمارس على تعز فاقت كل أوصاف الانتهاكات تشارك فيها منظمات حقوق الانسان والأمم المتحدة ومندوبيها بصمتهم وتغاضيهم

 

 والأصل أن يصرخ العالم صرخة واحدة ضد هؤلاء الوحوش :

(فهم يتشجعون بصمت العالم الذي يقول صباح مساء بأنه يحارب الارهاب ضد البشرية ثم يصمت أمام جرائم ابادة ولايتحدث ولو همسا ضد مليشيات الحوثي في تعز التي تنهب معونات الأمم المتحدة الاغاثية لسكان المدينة  عيني عينك ....ناهيك عن حصار مضروب لمنع كل أسباب الحياة ..

 وإذا لم يكن هذا إرهابا وحرب إبادة فماذا يعني الإرهاب في قاموس المجتمع الدولي ؟؟؟

 

 

أما أبناء تعز نساء ورجالا أطفالا وشيوخا فسيظلوا شامخين بكرامتهم لن ينكسروا ولن يذلوا وبإمكانكم سرقة الخبز من أفواه الأطفال والماء من أكف العطشى والدواء من أمام المرضى ولو وجدتم وسيلة لمنعتم الهواء لتحلموا أن تصبحوا ذات يوم  بأن (كانت هنا مدينة اسمها تعز )

 

 

والتي  تتجه بوجعها  الى السماء برأس مرفوع الى العرش واثقين بأن الله منتقم يمهل ولايهمل وإن النصر حليفهم

 

وماتفعلوه هو ايذانا بالنهاية و بدنوا عقاب الجبار المنتقم

(ولله جنود السماوات والارض)

 ولكنكم قوم طاغون .....ولكنكم قوم تجهلون.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي