عند الحوثيين المدنس يلتحف بالمقدس !!

عبدالواسع الفاتكي
الاربعاء ، ١٩ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٥٨ مساءً
بادئة ذي بدء اتساءل لماذا يحارب الإنسان في جماعة أو جيش أو حتى وحيدا ؟ ما هي مبررات أو دواعي الحرب ؟ وما هي الأهداف المتوخاة من الحرب ولا يستطيع السلام تحقيقها ؟ ومن يحارب وكيف يحاربه ولمن يحارب أي تحديد القضية التي تشن الحرب لأجلها هل هي قناعات شخصية أم قضية اجتماعية أم وطنية أم إنسانية ؟ هذه الأسئلة حاضرة في ذهن من يذهب لساحة الوغى بوعي وإرادة حرة دون الخضوع لأي تأثيرات كغسيل الدماغ على سبيل المثال لكنها غائبة بالمطلق عن أذهان محاربي الحوثيين وقاداتهم 
 
الحرب من أجل الحفاظ على الدين أو الأرض أو المال أو العرض اتفق جميع الناس على تسميتها بالمقدسة فحرب المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي لتطهير بيت المقدس من الصليبيين هي بالنسبة للمسلمين مقدسة وهي كذلك بالنسبة للصليبيين لكنا نحتار ويرادونا شعور بالصدمة والدهشة الممزوجة بالألم والحسرة في تصنيف الحوثيين حربهم على اليمنيين الإخوة لهم في العقيدة والجغرافيا والتاريخ المشترك واللغة والعادات والتقاليد بأنهاحرب مقدسة تقربهم من الله زلفى من شارك فيها كان مؤمنا ومن صدها  عد من أئمة الكفر والخيانة والعمالة ووسم بكل الموبقات ليست الدعوشة إلا أقلها
 
أن يطلق الحوثيون حربا يهدمون فيها بيوت إخوانهم اليمنيين ومستشفياتهم ومدارسهم وجامعاتهم ويقطعون طرقاتهم ويدمرون مخازن الغذاء والدواء ليخضعوهم لإرادتهم الخاضعة لإرادة طهران حربا مدنسة لا مجال فيها للحديث عن البطولات أو الافتخار بالنصر والتضحيات هي خزي وعار هي خيانة للدين والوطن ولكل آصرة عقدية أو اجتماعية تربط اليمنيين منذ آلاف السنين
 
إننا نعيش مرحلة أهم فصولها الصراع بين اليمنيين التواقين لصنع حياتهم باسمهم مستندين على مبادئ وقيم الإسلام العادلة والسمحة ومبادئ العقل من خلال الإنجاز على الأرض وبين حفنة من البشر راغبة في حكم اليمنيين بأهوائها ونزواتها المطلقة باسم الله وفي قيادتهم رغما عن أنوفهم إلى الجنة والحور العين كتعويض لهم عن دمهم المسفوح ثمنا للاستيلاء على السلطة أو الحفاظ عليها جاعلة منهم طعما للموت العبثي ومادة لانتصاراتها مستهينة بكل الأرواح التي تزهق لتتوارى بحصافة وراءها دون أن يمسها نصب طوال كفاحها المقدس وباستعلاء واستكبار يبلغ حد الاحتقار حين توزع أجورا أخروية لمن نذر نفسه وقتل في ميادين صراعها أو من ظل طوال حياته يحصد النفوس الخارجة عن طاعتها ومن هنا لم يكن أمام اليمنيين غير طريق الدفاع عن وجودهم ومقاومة مشروع اختزالهم واختصار وطنهم لصالح حفنة تسعى لبتره عن الجسد العربي وهاهم اليوم يسطرون أعظم التضحيات في سبيل هذا الهدف العظيم والغاية المثلى .
 
 
#عبدالواسع_الفاتكي
الحجر الصحفي في زمن الحوثي