ولد الشيخ وحاجة في نفس أكثر من يعقوب !!

عبدالواسع الفاتكي
الخميس ، ١٣ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١٠:١٠ صباحاً
 
لسنا ضد الحوار أو أنا نعارض قيام سلطة قوية يتفق عليها اليمنيون لديها القدرة على وقف هذا الجنون الدامي الذي يحصد كل يوم أرواح يمنيين جلهم من الشباب الذين نعول  عليهم في بناء يمن آمن مزدهر فلو كان ذلك متاحا في ظل مليشيات القتل وعصابات الخراب التي استولت على السلطة بقوة السلاح لكنا أول من ينادي بمحاورتها والجلوس معها على طاولة المفاوضات ومنحها مشروعية سياسية تعطيها حضورا في المشهد الوطني لا يمكن تجاوزه بيد أن الواقع المرير والمؤلم الذي ننام ونصحو عليه الذي أنتجته مليشيات جحافل الموت وعصابات الهدم يقول غير ذلك
 
ليعلم إسماعيل ولد الشيخ ومن يقف وراءه بأن اليمنيين جربوا فخ الحلول السياسية مع تلك المليشيات فلقد رعى جمال بن عمر اتفاقات سياسية معها سوقها للشعب عن سبق إصرار وترصد بأنها الحل السحري لكل مشاكله ولم يستيقظ اليمنيون إلا على أطلال دولة التهمتها المليشيات وأفرادها المبندقون الذين لم يكن يراهم ابن عمر إلا محاورين ممثلين لقوى سياسية وإذا كانت الحلول السياسية تجدي معهم فمن أوصلنا ولماذا وصلنا لهذا الوضع الكارثي ؟ كما أجدني في هذا المقام أسأل ولد الشيخ ما المقصود بالضبط قولا وعملا بالحل السياسي للوضع القائم في اليمن  الذي يطالب به ويصر عليه؟ ثم عليه أن يشرح لنا مع من ستتم صياغة الحل السياسي ؟ وماهي نتائجه المرجوة وأين هم السياسيون من مليشيات الانقلاب الذين يبحثون عن حلول سياسية تعيد اليمن لما قبل انقلابهم ؟ بالتأكيد هذه الأسئلة ليست حاضرة في ذهن ولد الشيخ فاهتمامه منصب على أن يبقى اليمن محتضنا فيروسات لا وطنية تجعله معلولا لا يعرف استقرارا ولا يضع قدمه على طريق البناء والإعمار لذا فهو يتجاهل أن ما يجري في اليمن غير ناجم عن أزمة أو خلافات سياسية بين فرقاء سياسيين حتى نبحث عن اتفاقات سياسية ويتغافل أن جوهر الصراع بين الشعب وبين من يحاوره بالرصاصة والقذيفة لا يمت لأروقة السياسة وإن الأمر أضحى مسألة بقاء أو فناء
 
 
إن الذي يرفع السلاح ليفرض إرادته على الناس ليس سياسيا والجماعات التي تسعى لفرض أجندتها وأفكارها على الناس بالقاذفات والراجمات والاغتيالات لا تعي السياسة ولا تعرفها إنها لا تعرف غير القتل والإرهاب فلا فائدة من الحوار معها تلك حقائق لا يستطيع أن يجادل فيها أحد وإن ما نعيشه اليوم هو باختصار نتيجة دامية لعملية اغتصاب السلطة بقوة السلاح من قبل جماعة متاجرة بالدين والدنيا والحل معها هو في تجريدها من السلاح والقبض على مجرميها وأمراء حربها لإحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل ومسؤولية ذلك تقع على السلطة الشرعية المعترف بها في الداخل والخارج وهذا ما لا يريد إسماعيل ولد الشيخ أن يفهمه ويبذل كل ما في وسعه أسوة بسلفه ليضع أمام اليمنيين العراقيل التي تصدهم عن بناء دولة متحررة قوية مستقرة مؤثرة في مجالها الجغرافي المتميز
 
 
يتصدى اليمنيون اليوم لعصابات خارجة عن تعاليم الأديان السماوية والقوانين والأعراف الوضعية تعمل جاهدة من أجل تدمير الوطن ونهب موارده المالية مما يستوجب مقاومة كل تلك الجرائم بكل الوسائل المتاحة وليس جمع من يخترق القوانين ويخالفها بمن يعمل على تنفيذها واحترامها على مائدة الحوار والدفع بهم نحو الاتفاق والوفاق فهذا أمر لا يقبله عقل ولا منطق وللأسف الشديد يتم التخطيط والترويج له فيما يتصل بالشأن اليمني لحاجة في نفس أكثر من يعقوب !!  ولتدرك السلطة الشرعية أن حلولا أو حوارا مع مليشيات عبثت بالوطن فسفكت دم أبنائه ومزقت نسيجه الاجتماعي لا يفضي لاستئصالها وتخليص البلاد والعباد من شرورها وفرض النظام والقانون في كامل تراب الوطن ليس إلا تعميقا لجراح اليمنيين  وازدراء لتضحياتهم فلقد وصل بنا الحال إلى المدى الذي لا نطيقه وأصبح من اللازم علينا أن نختار بين أن نكون أو لا نكون ولابد أن نكون .
 
#عبدالواسع_ الفاتكي
الحجر الصحفي في زمن الحوثي