لإخواننا في الجنوب غريمنا شمال سنحان !!

عبدالواسع الفاتكي
السبت ، ٠٨ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١٠:١٠ مساءً
الملاحظ أن الخطاب الإعلامي والسياسي لشريحة كبيرة من المثقفين والإعلاميين والسياسيين المنتمين للمحافظات اليمنية الجنوبية ينحو منحا مناطقي لا سيما بعد تحرير المقاومة لعدن ولحج بدعم من التحالف العربي يستشف منه مدى التغير الكبير في الرأي العام في محافظات الجنوب وفي إيقاعات المواقف السياسية للشخصيات الجنوبية الظاهرة بقوة في المسرح الوطني سواء المحسوبة على هادي أو المعارضة له المتزامنة مع طرد الحوافش من تلك المحافظات كلها تصب في خانة تقرير مصير الجنوب مع اختلاف بسيط فقط في التكتيك ففريق هادي يسعى جاهدا للتهدئة  واستخدام لغة فيها من الحيطة والحذر الكثير خوفا من فقدان التأييد الخليجي والدولي متمسكا بوحدة اليمن بثوب جديد هو الفيدرالية وفي المقابل يتبنى فريق حراك البيض ومحمد علي أحمد وباعوم وغيرهم مشروع الانفصال  ليتم التقاء الطرفين بعدذلك في منتصف الطريق عند فيدرالية إقليمين بحدود ما قبل عام 1990م هكذا يبدو لي أن الأحداث تتجه صوب هذا المسار 
 
 
ولقد تابعت التقارير التي بثتها قنوات عدة عن معارك التحرير في عدن ولحج والضالع وأبين  وشاهدت أعلام الانفصال التي كانت ترفرف فوق الدبابات والمدرعات أو يحملها المقاومون من أبناء الجنوب وعند متابعتي خبر استقبال مطار عدن للطائرات المدنية لفت انتباهي علم الانفصال الذي صور وهو يرفرف في ساحة المطار كما أثارني لقاء هادي والسيسي في القاهرة الذي ظهر فيه دون أن يكن بجواره علم الجمهورية اليمنية كما تقضي بذلك الأعراف الدبلوماسية عند إجراء محادثات رسمية بين الدول وكأنه لا يريد أن يخسر مؤيدي الانفصال ومن متابعتي لتقارير مراسلي قناة الجزيرة والعربية وجدت أنهم يحاولون جاهدين تحاشي تصوير الأعلام الانفصالية لكنهم لا يستطيعون ذلك لكثرتها
 
 
رفع أعلام الإنفصال في محافظات الجنوب يبرهن على اتساع الحاضنة الشعبية له لا سيما بعد انتهاكات وجرائم الحوافش فيها وغض الطرف عنه إما أنه يعزو لدراية التحالف التامة بخفوت الصوت الوحدوي في الجنوب أو يرجع لعلمه بضعف الحضور الميداني لهادي وفريقه في الشارع الجنوبي فتم تجاهل التعبير عن  الرغبة في الانفصال خوف تمزيق وتشتيت مقاومة الحوافش وحرصا لتكثيف الجهود لتحرير المحافظات الجنوبية من مليشيات القتل والتدمير وأما ظهور أعلام التشطير في هذه الآونة بالذات وتبني خطاب جهوي قائم على تعميم مناطقي يدفع نحو حشر مواطني الشمال في زاوية المسؤولية عن تاريخ من الظلم ارتكب بحقهم وحق إخوانهم في الجنوب ليس لهم فيه يد سوى أنهم سكنوا في مناطق الذين ظلموا حيف وتصورات مغلوطة
 
 
لقد أصبح من يتحدث عن الوحدة في نظر إخواننا في الجنوب متهما بأنه من الحوافش أو من الذين جاروا عليهم وأصبح داعي الوحدة يتساوى مع ناعق الإجرام وبات فاسدا ناهبا لحقوق الجنوب متآمرا على قضيته  إننا في الشمال والجنوب ضحايا عصابة وإن كان قادتها من الشمال لكنها ليست شمالية خالصة والعجيب أن مشكلة أهلنا في الجنوب يرجعونها للشمال بينما مشكلة الشمال هي في شمال الشمال الذي مشكلته تكمن في شمال سنحان ويبدو أن الشمال يتجه بعد أن ثار مع الجنوب ضد شمال سنحان لتكن مشكلته في الجنوب
 
 
بالتأكيد الوحدة ليست قيمة أخلاقية من التزم بها عد فاضلا ومن تنصل منها عد فاسقا هي في المحصلة توافق رؤي وسياسات لتحقيق مصالح مشتركة لو فقدت فقدت الوحدة قيمتها واندفع المتحدون نحو البحث عن خيارات أخرى لتحقيق مصالحهم وعندما لم يتحقق لمواطني الشمال والجنوب أي مكسب وما حدث هو  مكاسب ضخمة غير 
مشروعة لعصابة سنحان ولشخصيات جنوبية مقابل شراء ولائها لتلك العصابة وبقية الشعب في كل أرجاء الوطن خارج دائرة المواطنة ارتفعت الأصوات مطالبة بتصحيح النظام السياسي لتتوزع السلطة والثروة بصورة عادلة وأما تمزيق الجغرافيا فليس إلا سلوك خطأ في طريق خطأ
 
 
إننا في هذه اللحظة التاريخية ليس أمامنا سوى أن نرمم ما تصدع ونتجنب الأسوأ وألا نسمح لعقليات تصفية الحسابات والانتقام ولذوي المغامرة والمقامرة  والمشاريع الصغيرة مستغلين واقع المعاناة والتجارب المريرة التي عشناها الناجمة من عصابة عفاش الساقطة والحركة الحوثية المتساقطة أن يجرونا لمزيد من الكوارث علينا أن نحسن الرؤية ونصدق العزم لنأخذ بلدنا لبر الأمان ولنستأنف قيادة نهضته بعيدا عن أمراض الكراهية والبغض التي زرعتها عصابة السلب والنهب والقتل والتدمير .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي