للمقاومة والخليج انتبهوا الفخ الأمريكي الروسي !!

عبدالواسع الفاتكي
الاربعاء ، ٠٥ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١٠:٥٩ صباحاً
 
بالكاد غادر الأمير محمد بن سلمان القاهرة فحل كيري وزير خارجية الأمريكان ضيفا على مصر في مستهل جولة يطلع فيها على ترمومتر الأحداث في المنطقة العربية بإجراء مباحثات مع مسؤوليها تتناول ملفات تمس الأمن القومي العربي ابتداء بالاتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي وانتهاء بعمليات التحالف العربي في اليمن فالأمريكان يشعرون بأن منسوب الرضا الخليجي عن مواقفهم تجاه ما يحدث في المنطقة في انخافض سريع دفعهم لتكثيف جولاتهم إليها ولقاءاتهم المتكررة مع عدد من مسؤوليها على أكثر من صعيد بهدف المسارعة بامتصاص أي تحولات في سياسة دول الخليج لاسيما العربية السعودية  تصب في غير صالح واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط
 
اجتماع كيري ولافروف وزير خارجية روسيا في الدوحة مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لا يمكن تفسيره إلا في إطار التنسيق الأمريكي الروسي في القضايا التي تخص المنطقة العربية المتصلة بأمن إسرائيل وبرغبة الجماهير العربية في الانعتاق من الاستبداد وتحرير ثرواتها من المستعمر الداخلي والخارجي ومن يعتقد أو يظن أن الروس والأمريكان يقفان على طرفي نقيض فيما يخص المنطقة العربية فهو واهم فمن صالح الدولتين أن يختلف أو يتناقض خطابهما السياسي والدبلوماسي المعلن في صراع  الأضداد في البلدان العربية لتبقيا الراعيتين الرسميتين لطرفي الصراع لإدارته من وراء ستار والحيلولة دون الوصول إلى نقطة التقاء تنهي النزاع الذي إن حاول أقطابه البحث عن حلول له خارج دائرة الدم تنبري كل من واشنطن وموسكو لتبني ودعم الطرف الذي ترعاه فعلى سبيل المثال يخرج علينا بوتين ويعلن تأييده للأسد وأما الإدارة الأمريكية فتصدر بيانا أو يعلن أحد مسؤوليها وقوفهم مع الشعب السوري وإدانتهم لانتهاكات النظام السوري في استخفاف واضح للعقلية العربية 
 
بعد التدخل العسكري ضد انقلاب الحوافش في اليمن لم نجد تضادا كبيرا ومعلنا في الموقف الأمريكي والروسي في الملف اليمني فكلتا الدولتين تحثان على طرق باب الحلول السياسية بمفهومها المعروف لديهما القاضي بالحفاظ على أدوات الصراع على قيد الحياة والحرص على تدجين الحل السياسي بما يتكفل بجولات من العنف أشد وطأة من سابقتها  فليس من المفيد للروس تبنيهم لحلف الحوافش والدفاع عنهم في المحافل الدولية كما تفعل مع النظام السوري في ظل حزم خليجي وتصد كبير لهم ولما يكتنفه هذا الموقف من تداعيات كارثية على علاقاتها بدول الإقليم فانقلاب الحوافش تعدى الداخل اليمني ليصبح شأنا إقليميا خليجيا بالدرجة الأولى تجلى بتدخل عسكري من دول الخليج  أي أن الموقف الخليجي بشأن التطورات على الساحة اليمنية  غادر مربع السلبية  وأصبح أكثر فاعلية  واتجه نحو فرض رؤية خليجية تعيد ضبط بوصلة الأحداث وبأي كلفة مما حدا بالروس والأمريكان اتخاذ مواقف مهادنة للموقف الخليجي تتيح لهما الدخول فيما يجري من نافذة الحل السياسي
 
بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة في عدن ولحج شعر الأمريكان والروس بأن الأحداث تتجه صوب تحقيق نصر سياسي وعسكري كبير لدول الخليج مما أثار مخاوفهم بأن يكن لتلك الانتصارت انعكاسات كبرى تفتح باب التمرد على  الوصاية الأمريكية الروسية وتقوي عضد دول الخليج فاتحة شهيتها للدخول بقوة في معالجة ملفات أخرى ترغب روسيا وأمريكا بعدم غلقها مما سيجعلهما تتجهان بقوة نحو صياغة  اتفاق سياسي برعاية أممية سيوعزون فيه للحوافش بالانسحاب من بقية المدن مع شرعنة لوجودهم السياسي يشرعن في المستقبل القريب لأي خروج على المواثيق والثوابت الوطنية تماما كما تم بعد ثورة فبراير التي حولت لأزمة نتج عنها مبادرة حافظت على من ثار عليه الشعب وأبقته خنجرا في خاصرة الوطن فأي حديث أو قبول بحل سياسي مع مليشيات الحوافش بعد كل ما دفعه اليمنيون من تضحيات دون تحرير كل المحافظات  اليمنية ببسط الجيش الوطني سيطرته عليها وتجريد المليشيات من الأسلحة وليس عبر خدعة الانسحاب التي ينظر إليها الحوافش بأنها استراحة محارب محض هراء والملاحظ أنه كلما اقتربت المقاومة من النصر تحدث ولد الشيخ عن إمكانية الحلول السلمية وسارعت واشنطن وموسكو لإرساله للخليج لطرح مبادرات تقود لمفاوضات تنهي القتال وشرعت بجهود 
 
دبلوماسية تنحو هذا المنحى فهاهو نائب السفير الروسي يلتقي في صنعاء في  4  أغسطس 2015م بمن يسمى رئيس اللجنة الثوررية ويحثه على القبول بحل سياسي  كل ذلك يفهم في سياق إنقاذ الحوافش من النهاية المشؤومة قبل قذفهم خارج المشروع الوطني والإبقاء عليهم كمعادل موضوعي يقف على طرف معاكس لكل القوى الوطنية فالقبول بحلول سياسية يروج لها بدعم أممي أو بضمانة أمريكية روسية دون حسم النصر في الساحة اليمنية عسكريا لصالح المقاومة في كل أرجاء اليمن لا يعد إلا فخ أمريكي وروسي لدول الخليج والمقاومة اليمنية يقطف ثمار التضحيات لصالح أعداء اليمن والخليج  !! 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي