المجتمع الدولي واستسلام اليمنيين أو انتصار الحوافش !!

عبدالواسع الفاتكي
السبت ، ٢٠ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠١:٠٩ مساءً
 
ثمة حقيقة لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال هي أن المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة فشل فشلا ذريعا في مواجهة خروج الحوافش السافر على الأعراف الإنسانية والشرعية الدولية ممثلة بقرارات أممية آخرها قرار 2216 والذي ما زال حبرا على ورق وتم تمريره في مجلس الأمن دون فيتو روسي أو صيني لعلم الدولتين المسبق باستحالة تطبيقه على أرض الواقع أو سيفرغ القرار من مضمونه يؤيد ذلك حرص الشرعية اليمنية  والتحالف الداعم لها على البحث عن حل للصراع في اليمن في  أروقة الأمم المتحدة أو دهاليز مجلس الأمن في سياق إيجاد توافق عربي دولي لإنهاء انقلاب الحوافش على المسار السياسي وسعيهم لزعزعة استقرار اليمن وجيرانه دون إدراك قصور وعجز المجتمع الدولي المتعمد في إجبار الحوافش على وقف جرائمهم بحق اليمنيين بل إنه ومن خلال المؤتمرات التي يروج لها كمؤتمر جنيف يسعى جاهدا لإخراج الحوافش من عزلتهم السياسية والترويج لهم لدى المنظمات الدولية كفصيل سياسي بدلا من إلزامهم بتنفيذ القرارات الدولية مما جعلهم يستخفون بالقانون الدولي ويضربون عرض الحائط بالتدابير والإجراءات ذات العلاقة بالشأن اليمني
 
 
 
يعتقد اليمنيون أن موقف المجتمع الدولي مما يجري في بلدهم يراد منه استسلام اليمنيين أو انتصار الحوافش   يدار بطريقة تجعل تنكيل وبطش الحوافش المفتوح يتوازى تماما مع سلبية المجتمع الدولي ليس لتغطية عجزه وإنما لتحقيق أهداف وأغراض تتجاوز مصلحة واستقرار اليمن وتمر عبر صراع داخلي تخطى مرحلة النشوء ليدخل مرحلة الإطالة والانتقال من مرحلة أدنى إلى مرحلة أعلى ليلعب المجتمع الدولي دورا محوريا في جعله ممكنا مع تأكيده أن مهمته هي الحيلولة دون نشوء الصراع بيد أن احتمال استمرار الاقتتال الداخلي في اليمن كبير لأسباب عديدة منها الرهانات المتناقضة في اليمن لقوى عربية وإقليمية لاسيما بعد تدويل الشأن اليمني الأمر الذي يجعل صراع الكبار هو صراع بين اليمنيين من مستلزماته مواصلة الحوافش للقتل الأعمى المغذى بأحقاد مناطقية ومذهبية لتعزيز تقسيم اليمنيين لفئات متناحرة منفلتة من عقالها تمارس القتل المفتوح تجعل السلاح غايتها وإبادة البشر وما يملكون أسمى أمانيها بعد أن حول الحوافش اليمن ساحة للعنف وجره لصراع إقليمي دولي لا علاقة له به ليدفع اليمنيون ثمنا جدا مرتفع يضاف لثمن استرداد وطنهم من الحوافش بآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمخفيين ومئات الآلاف من المهجرين والمشردين .
 
 
أدخل الحوافش اليمن إلى ساحة عجزوا عن إخراجها منها فلجؤوا لبث أكبر قدر من الفوضى اعتقادا منهم أنها تخيف الكبار وتزيد دورهم في أي تسوية محتملة للصراع لذلك فشغلها الشاغل هو تعقيد الأزمات وشحن المجتمع بعناصر الخراب والقتل بحيث لم تعد اليمن ميدان صراع بين انقلاب ومقاومة لتتحول لساحة صراع بين قوى  إقليمية دولية تركز جهودها على استنزاف اليمن دولة ومجتمعا بإطالة الصراع وتمزيق الأواصر ومعطيات التاريخ والثقافة وترسم حدودا يدور الصراع داخلها فيها خطوط حمراء يمنع تجاوزها لذا يمكنني القول : إن القتال اليمني -اليمني يريد المجتمع الدولي له أن يدوم ريثما يتم إنضاج ظروف اتخاذ قرار خارجي حول مصير اليمن فيتم الحرص على منع حسم المعركة على الأرض لصالح الشعب وإقامة توازن يشبه ما كان بين العراق وإيران إبان حربهما طيلة سبعة أعوام قبل أن تحسم في العام الثامن .
 
سيبذل المجتمع الدولي جهودا كبيرة لتضع الحرب في اليمن أوزارها حين يصل الصراع لدرجة الإشباع وتشعر الأطراف الدولية الضالعة فيه أنه شرع في الإضرار بمصالحها ويناقض حساباتها أو حين يتمكن طرف يمني من الحسم لصالح طرف دولي دون أن يستطع الحليف الداخلي للطرف الخاسر منع ذلك أو أن يتعقد الوضع لدرجة صعوبة   السيطرة عليه مما ينذر بحرب إقليمية للأطراف الخارجية وهذا يعني أن القوى المحلية ليست هي التي ستوقف الحرب وأن اليمنيين وحدهم هم من يدفعون ثمن وضع تراكمت فيه المقومات الداخلية والإقليمية والدولية لنذهب إلى ما نخشى الوصول إليه وليأخذنا الحوافش إلى أقلمة صراع من أجل بقائهم رغما عن اليمنيين عسكريا بعد التدويل السياسي ثم العسكري الذي دشن بعمليات التحالف العسكرية .
 
 
ليس أمام اليمنيين سوى التوحد في الصفوف والتوجهات لمواجهة حكم العصابة وليس أمام التحالف إلا دعم نضال اليمنيين بكل السبل وعدم رهن كفاحه بارتياح المجتمع الدولي وقبول الأمم المتحدة وعلى التحالف أن  يعي أن التحافه بعباءة المجتمع الدولي والسعي لنيل رضاه مهزلة واستخفاف بل وتضييع لتضحيات اليمنيين وهدر لكل ما بذله التحالف في سبيل إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي وعليه أن يدرك أن الواقع الدولي تحكمه المصالح وليس النظام واحترام القانون فكم قرارات أصدرت بحق إسرائيل كان مصيرها الفشل ما دام صاحب القرار هو الخصم والحكم  لا يتدخل ويحقن دماء الناس إلا بثمن بل إنه من يوقد النار ويزيدها اشتعالا ليزداد الثمن  وما دمنا نحن العرب نعتمد على الآخرين في تحديد مصيرنا فليس لنا سوى التوسل والاستعطاف بالإنسانيات وهذا لا يجدي في عالم تسوده الماديات .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي