اليمن الذي نريد

فواز عبدالقادر الأديب
الاثنين ، ٢٥ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٠٦ مساءً

رسم اليمنيين أحلامهم الجميلة عبر مخرجات الحوار الوطني ، بدعم غير محدود من الأشقاء في الخليج العربي بعد أن منعت  المبادرة الخليجية اليمنيين من الانجرار لمربع العنف حينها مابعد الربيع العربي والذي انجرت سوريا وليبيا .

 

جاء مؤتمر الحوار الوطني كتهيئة لإنتقال اليمن لمرحلة جديدة عبر مرحلة انتقالية وشكل جديد للدولة ونقل اليمن لحالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي  تهيئه للإندماج في المنظومة الخليجية بعد أن كان قد بدأ اشراكه في الهيئات الخليجية كالصحة والتعليم والرياضة .

كان استقرار اليمن حلم لليمنيين بعد موجات من الصراعات والأحداث التي شهدها في القرن العشرين وصراعات في الشمال والجنوب وصراعات الشطرين ما بينهما البين حتى تحقيق الوحدة اليمنية التي كان يظن اليمنيون أنها ستمثل لهم طوق النجاة لولا مراهقة السياسيين الذي تلاعبوا بعواطف الجماهير اليمنية شمالا وجنوبا تلك الجماهير التواقة للإنعتاق من موجة الصراعات وعدم الاستقرار ،  لكن حربا أخرى كانت تترصد حلم اليمنيين الأخير هي حرب صيف ٩٤ . 

انتهت  هذه الحرب لكن الشق في التركيبة الاجتماعية وردم الهوة بين الشماليين والجنوب لم يكن محل اهتمام نظام صالح وقتها بشكل جدي وأدت الحرب تلك إلى إقصاء كثير من الكوادر الجنوبية خصوصا في السلك العسكري والأمني ، ومشكلة الأراضي التي تم نهبها من قيادات عسكرية نافذة وسيطرة النافذين على موارد وخيرات البلد ، وأيضا إقصاء كوادر الحزب الاشتراكي اليمني عن صناعة القرار وفصل بعضهم من الوظائف العامة كانت لها تبعات كبيرة في زيادة حالة الاحتقان الشعبي ، ومن ثم تشكيل المعارضة للقاء المشترك في بداية  الألفية الجديدة وبدء حرب صعدة بين جماعة الحوثي والحكومة اليمنية ومن تشكيل جمعية المتقاعدين العسكريين في عدن في ٢٠٠٧ ومن ثم اعلان الحراك الجنوبي .

في العام ٢٠٠٦ شهدت اليمن انتخابات رئاسية بمشاركة مرشح المعارضة " اللقاء المشترك " المهندس فيصل بن شملان والتي فاز فيها  علي عبدالله صالح ، الا أن التصعيد في الجنوب والبدء بالمسيرات والاحتجاجات الشعبية قد مثل قاعدة كبرى لثورة الحادي عشر من فبراير  الشبابية السلمية في العام ٢٠١١ التي ركبت موجتها أحزاب اللقاء المشترك وخاصة حزب الإصلاح. 

جاءت المبادرة الخليجية التي ساهمت بانتقال سلمي للسلطة والتي قضت بتسليم الرئيس صالح السلطة لنائبه الرئيس هادي ومن ثم اجراء انتخابات رئاسية  في فبراير ٢٠١٢ كان مجرد استفتاء لبقاء الرئيس هادي لفترة انتقالية تهيء من خلالها البلاد لانتخابات رئاسية ونيابية شاملة والاستفتاء على دستور جديد . مثلت مخرجات الحوار الوطني بين المكونات من كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والمكونات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني شمالا وجنوبا  في عهد الرئيس هادي المرجعية لكل  اليمنيين في الخروج لمرحلة جديدة بعد اكمال مسودة الدستور أيضا .

أجمعت كل القوى على أن شكل الدولة يجب أن يكون اتحادا فيدراليا يتشارك في بنائه الجميع لتجاوز كل ما مرت به اليمن في الماضي ويتفرغ الجميع للبناء والتنمية .

لكن اليمنيين كانوا على موعد جديد ومرحلة جديدة للصراع ولكن هذه المرة بشكل مختلف فالحرب التي شنتها مليشيا الحوثي كانت حرب طائفية عنصرية لإعادة الإمامة التي تخلص منها اليمنيون قبل أكثر من نصف قرن وبدعم ايراني .

وهنا كان دور الأشقاء الخليجيين في الوقوف مرة أخرى بجانب أشقائهم اليمنيين في مواجهة المشروع الإيراني وأداته الحوثية. 

واليوم اليمنيون منتظرين انتهاء الحرب ليواصلوا طريقهم نحو اليمن الاتحادي. 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي