التحالف والحوافش والدجاج البياض !!

عبدالواسع الفاتكي
الأحد ، ٢٤ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٥٨ مساءً
من الطبيعي أن يعتبر التحالف أنه حقق هدفه من العمليات العسكرية ضد الحوافش وطبيعي أيضا أن يقل الحوافش أن التحالف لم يحقق ما كان يريد تحقيقه باعتبار أن ذلك يدخل في سياق الحرب الإعلامية التي تمثل جزءا من الحرب الميدانية في أي صراع وبالنسبة لليمنيين فلا يعنيهم تقييم التحالف أو الحوافش للحرب فعقب كل غارة يشنها التحالف أو كل قذيفة مدفع أو دبابة يهيل بها الحوافش المنازل فوق رؤوس ساكنيها يطل عليهم سؤال مفاده ما الذي تحقق للشعب اليمني من هكذا حرب ؟ فوجود هذا السؤال في أذهان اليمنيين يختزل صورة شعب يوشك أن يتلاشى مغبة صراع عليه لا من أجله ويبحث اليمنيون له عن إجابة فلم يجدوها حتى الآن. 
 
 
بغض النظر عن إعلان التحالف تدمير معظم أهدافه العسكرية وبغض النظر عن استمرار الحوافش في التمدد أو قصفهم لنجران وجازان فإنه بات من المؤكد أن التحالف يسعى على المستوى الخارجي  للقضاء على القدرات الهجومية للحوافش التي كانت مهددة للعربية السعودية وقد أفصح عن ذلك الناطق باسم التحالف أحمد عسيري  أما في الداخل اليمني فهو يرمي إلى إيجاد نوع من التوازن بين الأطراف المتصارعة في اليمن بعيدا عن رغبة الشعب في الخلاص من قوى التخلف والصراع والتي إن اتفقت سرقت الشعب وإن اختلفت تقاتلت به وما يرجح هذا الافتراض هو أن طريقة تعامل التحالف مع الحوافش أشبه بالتعامل مع  الدجاج البياض نأخذ بيضه ولا نذبحه !!  فالغارات استهدفت الأفراد في بعض المواقع وغضت الطرف عن القادة إلا ما ندر كما أنها ركزت على قصف الأسلحة والذخائر المخزونة وأهملت الآليات العسكرية التي تدك المدن وتعز وعدن خير شاهد على ذلك.
 
 
بالتأكيد كان الإعداد لانطلاق عمليات التحالف العسكرية كافيا لجمع أكبر قدر من المعلومات لتحديد عدد كبير من بنك الأهداف ولم يكن التحالف عاجزا عن تدمير الجزء الكبير من ترسانة أسلحة الحوافش ومرافقهم العسكرية لكنه آثر أن يدمر قدرات سلاح الجو ومنظومة الاتصالات ومراكز القيادة لبعض المعسكرات وترك بقية الأهداف مرهونة بمدى استجابة الحوافش لمطالب التحالف وما يؤيد هذا على سبيل المثال أن معسكر الضبوة القابع جنوب صنعاء بالرغم من تكدس الصواريخ والأسلحة داخله والحشد الحوثي الكبير فيه ظل خارج الاستهداف ولم يقصف إلا بعد مرور شهر ونيف من الغارات والأمر كذلك بالنسبة لمعسكرات أخرى في محافظات شتى كتعز التي لم يقصف فيها اللواء 22 حرس جمهوري إلا وقد أخلا معظم أسلحته ووزعها مع قوته البشرية في مناطق مأهولة بالسكان ومن الأولى قصف مخازن الأسلحة في الأيام الأولى للغارات أما تأجيل قصفها لهذه الأيام فما هو إلا تحصيل حاصل. 
 
 
يتمنى اليمنيون أن تضع حرب التحالف الجوية وحرب الحوافش البرية أوزارها وأصبح من الملاحظ أنه كلما رفع التحالف من وتيرة القصف زاد الحوافش من قصف أحياء وحارات تعز وعدن كأنهم يقولون:  هذه بتلك وإذا كان التحالف يرى أنه قدم ما باستطاعته فإن عليه أن يساعد المقاومة اليمنية بشكل سريع عسكريا وسياسيا للسيطرة على الأرض والتي ستحسم الأمر بتكلفة يسيرة وزمن أقل وكفاءة عالية بغير ذلك فإن الصراع سيطول وسنبحث له عندئذ عن حلول فلا نجدها. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي