اليمن بين أنياب المليشيات وأظافر المؤتمرات !!

عبدالواسع الفاتكي
الخميس ، ٢١ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٠٢ مساءً
بداية لا أحد يعترض على الحوار فهو ظاهرة حضارية ينبغي اللجوء إليها كلما دعت الضرورة وبنية صادقة ورغبة أكيدة من جميع الأطراف المتحاورة للوصول إلى حل للمشكلة موضوع الحوار ولقد كانت البداية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل في صنعاء عام 2013م ولنفترض جدلا أنه كانت هناك نية صادقة ورغبة أكيدة لانجاح الحوار لكن الذي نسفه وبإصرار كبير رعاة المبادرة الخليجية والمبعوث الأممي جمال بن عمر حين قبلوا بقادة المليشيات والعصابات كمكون مهم من مكونات الحوار والذين لم يغيبوا عن الحوار ولكنهم أعلنوا أن لا علاقة لهم به ولا يعترفون بنتائجه وأكدوا على ذلك عمليا في ميادين القتال فلم تتوقف معاركهم لحظة واحدة أثناء الحوار والسؤال هنا هل كان رعاة المبادرة والمبعوث الأممي يدركون أبعاد هذه الحالة الشاذة ومدى سلطة المتحاورين بالكلام على المتحاورين بالرصاص ؟
 
 
وهل كان مؤتمر حوار صنعاء خديعة من النوع الثقيل ضحيتها وطن يسلم لمليشيات وشعب تعبث به عصابات ؟ سينتقل المتحاورون اليمنيون من الرياض لجنيف للتحاور في ضيافة الأمم المتحدة كما لو أن مؤتمر الرياض لم يحقق النتائج المرجوة منه وإذا كان ابن عمر بعث ليطفئ نار اليمن فأشعلها فهل سيصب إسماعيل ولد الشيخ الزيت على نار ابن عمر ؟ وفي ذلك فليتنافس المبعوثون على تدمير اليمن وتمزيق كيانه.
 
تشير الدلائل حتى الآن إلى أن مصير مؤتمر جنيف المزمع عقده في 28 مايو 2015م لن يكن أفضل من مصير حوار مؤتمر صنعاء أو الرياض لأن المشاركين المفترضين فيه لا يسيطرون على أمراء الحرب الحوافش الذين لا يفهمون إلا حوار الرصاص كما أن الشروط المعلنة والمسبقة تؤكد تضاؤل فرص نجاحه فالحوافش يشترطون ما يصفونه وقف العدوان والحكومة اليمنية اللاجئة في الرياض تشترط خروج الحوافش من المدن وتسليم السلاح وهذا أمر بعيد المنال في هذه الآونة ولو اعتبرنا الحوار في مؤتمر جنيف بين طرفين الرئيس الشرعي هادي وحكومته والحوافش فكل منهما يرى أنه الشرعية والآخر لا شرعية له وأنه الثورة والآخر انقلاب ولو تم التوفيق بين الطرفين بحل يقال عنه أنه سياسي فلن يخرج عن اقتسام للسلطة الانتقالية وبالتالي فنحن أمام مشهد أشبه بما كان بعد ثورة فبراير 2011م حيث أجهضت ثورة الشعب بمبادرة فهل ستجهض عاصفتي الحزم والأمل بحل سياسي في جنيف؟
 
إذا كانت الأمم المتحدة جادة في مساعدة اليمنيين وسلطاتهم الشرعية لفرض النظام والقانون في البلاد وليست هناك أجندة خفية تنفذ تحت يافطة مؤتمرات الحوار برعاية أممية لصالح قوى خارجية تتناقض مصالحها مع طموح اليمنيين وأحلامهم فعليها إنذار مليشيات الحوافش بوقف عملياتها الإجرامية وتسليم أسلحتها للسلطة الشرعية خلال مدة وجيزة ما لم فسيتم تدمير تلك الأسلحة واعتقال قادة المليشيات وإحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم الرادع وليعرف المجتمع الدولي أن ما يجري في اليمن ليس نتاج خلاف سياسي بين أطراف يمنية ذات خبرة وتاريخ سياسي معروف إنه نتاج وجود جماعات يمنية متطرفة بعضها تلقى دروسا إرهابية لا سياسية في كهوف صعدة والأخرى في قصور سنحان وعلى أيدي إرهابيين وقتلة أقسموا على المصحف والمسدس في غرف مظلمة على السمع والطاعة لأمير الكهف وزعيم القصر على تعريض مصالح الشعب اليمني للخطر ما لم يدين لهم بالخضوع فهؤلاء لا مكان لهم في أي حوار بين المخلصين من أبناء اليمن الذين لا ولاء لهم إلا لليمن وليس لديهم مرشد أو زعيم
 
 
ليفهم المجتمع الدولي أن المشكلة الحقيقية في اليمن لا صلة لها بأروقة السياسة هي وجود عصابات ومليشيات مسلحة خارجة عن الدستور والقانون منتهكة للقيم والمبادئ الإنسانية ووجود حكومة شرعية تواجهها وتعمل على فرض النظام والقانون مثل أية حكومة أخرى في العالم.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي