هادي وأنا أهرب أنا موجود !!

عبدالواسع الفاتكي
الثلاثاء ، ١٩ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٥:١٣ مساءً
لم يكن هادي يتوقع حتى بعد انطلاق شرارة ثورة فبراير أن يصبح رئيسا لليمن وحين قذفت به الأقدار ليتربع على عرش السلطة كان شعاره إزاء مسؤولياته أمام الشعب أنا أهرب أنا موجود !! فسعى لاختلاق المشاكل والسعي لحلها بانعدام كفاءة مشهود كوسيلة للتهرب من المسؤولية والظهور بمظهر الرئيس العاجز والمجبر والمستضعف من قبل وحوش صنعاء ولا يهمه أو يعنيه ضياع وطن أو حتى فقدان كبريائه واهتزاز صورته أمام الشعب الذي منحه ثقته فلم تؤذه أو تستفز مشاعره تلك المشاهد المؤلمة لسيطرة مليشيات الحوافش على الدولة إنه هكذا يريد أن يحكم ويتخلص من خصومه بأي طريقة حتى ولو لم يملك سوى بوابة مكتبه لقد تظاهر بمظهر الضعف تارة بحجة أنه جنوبي في عاصمة الشماليين وأخرى بأنه يتعرض لخيانة من قادة الجيش الموالين لصالح .
 
قبل إسقاط عمران تحجج الحوثيون بإسقاط المحافظ والقشيبي فلا أسقط هادي مبررات سقوط عمران ولا حزم أمره وأعلن الحرب رسميا على جماعة تهاجم معسكرا تابع له كقائد أعلى للقوات المسلحة وبلمح البصر يختلق هادي مشكلة الجرعة فقيل له: 
 
تراجع عن الجرعة وأسقط على الحوافش ذريعة إسقاط صنعاء فلا هو تراجع عنها ولا دافع عن قراره وقاتل عليه ولو برأسه وأخيرا تراجع عن الجرعة بكل مهانة وكأن شيئا لم يحصل بل إنه خرج إلينا ليبشرنا بأن اتفاق السلم والشراكة هديته الكبرى للشعب اليمني وبالنظر لدور اللواء علي محسن إبان ثورة فبراير الذي استطاع كبح جماح الترسانة العسكرية لصالح وفوق ذلك استقطب الحاضن القبلي له مما كان له التأثير الكبير على صالح معنويا وميدانيا مما أجبره على التوقيع على المبادرة الخليجية التي كانت أول ثمارها انتخاب الكارثة هادي رئيسا لليمن والذي أصبح وجوده مشكلة لا يختلف فيها اثنان مغبة دوره الواضح في تدهور الأوضاع وانهيار الدولة لقد رأت المليشيات في هادي تربة خصبة لأن تنمو في كنف رئيس ضعيف استثمرته لصالح أجندتها التي تعهدها هادي بالرعاية دون أن يمسها بسوء .
 
 
استغل هادي التوجه الدولي لحرب الإخوان ومد يده لجماعة الحوثي المتحالفة مع معسكرات صالح للقضاء على ما سماها الحوثيون الجماعات التكفيرية والتي لم تكن إلا قوى الثورة التي ثارت على نظام صالح السياسية المتمثلة بحزب الإصلاح والعسكرية المتجسدة بالألوية العسكرية التي ناصرت الثورة بقيادة اللواء علي محسن والقبلية بقيادة أولاد الشيخ عبدالله الأحمر هذه القوى يراها هادي عقبة أمام تمرير سياساته التدميرية الانتقامية ولعل بقاء هادي رئيسا لليمن وهو بهذا المستوى من الفشل والهروب من مسؤولياته الذي تصاعد تدريجيا حتى انتهى به المطاف هاربا للرياض يدير شؤون الحكم بالريموت كنترول وحرصه الشديد على تضليل اليمنيين والإقليم والمجتمع الدولي من تشخيصات ليست واقعية مبنية على حسابات ماضوية والمراد منها الجلوس والانفراد بالحكم أطول فترة ممكنة يحتم على القوى السياسية الوطنية وعلى قائدة التحالف العربي المملكة العربية السعودية أن تنقذ اليمن والبداية من تغيير صاحب القرار استنادا للفشل الذي هو عنوان بارز لرئاسة هادي لبلد ضاع بين مطرقة صالح والحوثي وسندان هادي .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي