علي عبدالله صالح.. مجرم حرب حتى النهاية!!

سامي نعمان
الاثنين ، ١١ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٣:٠٢ صباحاً
 
اليوم إذ طال قصف طيران التحالف منزله بصنعاء، بعد قرابة خمسين يوما من العمليات المكثفة التي طالت اغلب محافظات اليمن، اعلن علي عبدالله صالح، من بين حطام منزله المواجهة، داعيا ابناء الشعب اليمني لحمل السلاح على الاكتاف والرؤوس على الايادي والاستعداد لمواجهة بعضهم، متوعدا بتغيير خارطة المنطقة ان استمر العدوان..
 
لم يغفل صالح الاشارة الى الواقع الذي يعيشه، في أن ما طاله هو ما طال المواطنين الاخرين، وانه واحد منهم.. ذلك الهاجس؛ عدم ايمانه بالمواطنة، جهد لتبديده من عقول الناس بينما يسكن ويعشعش في ذهنه.. إنه ليس كأي منهم، إذ لم يكن ليكترث لعذاباتهم التي تسببت فيها مقامراته وحلفاؤه طالما انه بخير، ولم يكن ليعلن النفير دفاعا عن الوطن الا حين طالت الضربات منزله الخاص.
 
هذا هو علي عبدالله صالح، وهذه هي إحدى صور معاركه العبثية الكثيرة التي خاضها طيلة فترة حكمه، التي طالما لعب فيها بورقة الوطن واشهرها امام الناس وداعب بها المنقادين له حين يتعرض وطنه الخاص، مصلحته، اطماعه الخاصة، للاخطار الجدية أو حتى للهواجس المريضة، التي لا يكترث لاشعال الحروب العبثية في مواجهتها او لتبديدها.
 
اليمن هي شخصه، والوطن الذي يدافع عنه هو مصلحته أولا.. وأخيرا..
قصف منزله، و(ربما) تهديد حياته جعله يستدعي النفير والمواجهة، وهو الذي خطط وتآمر بدرجة اساسية لتدمير بقايا الدولة واستباحة المدن بواجهة لا يتصدرها، بيد أنه المؤثر الابرز في تحركاتها.
 
وطن علي عبدالله صالح في خطر.. 
اليمن في خطر داهم، ويتجه حثيثا بمغامرات همجية الى حرب أهلية، استدعت كل تلك المعارك الدموية المجنونة والغزوات البربرية والتدخل الخارجي المدمر.
 
ذلك لم يكن يعني له شيئا بأكثر من محاولة تقديم نفسه كصاحب مبادرات ودعوات خيرة لكل الاطراف للحوار ولتفويت الفرصة وانقاذ اليمن التي بهدمها، ليس كما قال سابقا علي وعلى اعدائي يارب.. 
 
لكن ذلك مضى أمده، فلطالما هناك فسحة أمل فعلى اعدائي وعلى من اهتد عليه المعبد من اليمنيين أما أنا ومصالحي لااا.. هذا هو الوطن الذي لا ينبغي المساس به.
حتى في دعوته لحمل السلاح وقد استشعر الخطر جديا وقريبا منه هذه المرة، لم تكن ضد من نفذ القصف ضد منزله، بل كانت دعوة للاحتراب الاهلي اذ وظفها نحو أطراف في الداخل تتربص به، لكأنها كشفت للمغيرين على منزله سرا خطيرا بموقعه الذي لا يعلمه أحد، رغم انه يحتضن حارة باكملها تقريبا وسط صنعاء.
بالنسبة للخارج، وخصوصا هذا الذي اغار عليه، فلن يحسم معركته أو عداوته معه، إذ يحتفظ بكل تعقله الذي يملكه ويقدر عليه للتعامل معه، أما الداخل فقدره من عقله دعوات الحروب والاقتتال.
 
صالح ينفخ في نار الاحتراب الاهلي والتصفيات المزاجية مع كل سانحة - مؤلمة بأي حال من الاحوال- يفترض بها أن تكون محطة مراجعة لمغامراته الداخلية العدوانية بحق اليمن واليمنيين ونسيجهم الذي أثخن فيه طعنا طيلة عقود حكمه كالحة السواد على اليمن، المطمورة بحمرة دماء اليمنيين.
هذا هو علي صالح وهذا نهجه في الحكم والتحكم والتسلط، رجل مقامرات ومغامرات ومسعر حروب ومشعلها، وداعية فتنة ونافخ بارع في كير الاحتراب.
لا يعنيه دمار وطن بأكمله بقدر ما يعنيه ان يودي البلاد الانهيار ليترحم بسطاء الناس على فترة حكمه، عليه، رغم أنه اولا واخيرا من قاد البلاد، بمشاركة مجرمي الحرب الطارئين، ومشاركة ثانوية ابعد لقيادة وتشكيلات سياسية فاشلة، ائتلفت جميعها وتكاملت في اداء المهمة التي تولى هو كبرها.. مهمة إيصال البلاد لهذه المآلات الكارثية.
 
وهذه البلاد لم تكن، في عهده الطويل؛ فادح الخسارة على اليمنيين، عظيم الربح عليه وحاشيته، تعيش عصورها الذهبية، بقدر ما كانت تمضي حثيثا ذات الطريق مشوبة بالحروب الحقيرة والتدهور الاقتصادي والانفلات الامني، وتقف تماما على حافة الانهيار..
 
لم يكن الامر ليتغير شيئا كثيرا ان استمر في حكمه الاسري الفتاك بالكيان الوطني، كما يحاول الايحاء في كل سانحة بأن الانتفاضة الوطنية ضد سلطته، كانت القشة التي قصمت ظهر المستقبل الواعد واعاقت النقلة النوعية التي كانت البلاد على وشك الانتقال اليها بعد ٣٤ عاما من حكمها كاقطاعية خاصة، وكانت مهمته فيها إدارة مصالح الاسرة وحاشية منتفعة وتأمين وثائق ملكيتها في إطاره العائلي الخاص.
يقولون ”خرج من بين حطام منزله منتصرا”..
لا بل خرج هو علي عبدالله صالح بصورته الحقيقية، وبأهدافه التي طالما حرص على نفي صلته بها، رغم انه لا يصبر على ذلك.. 
ظهر هو هو.. علي صالح الرجل الاكثر استهتارا بمستقبل اليمنيين وحياتهم ونسيجهم الاجتماعي، مقابل الحفاظ على مصالحه واملاكه وتحقيق طموحاته.
 
تضامني مع كل الضحايا والمتضررين الذين جنت عليهم ”جورة” علي عبدالله صالح عند قصف منزله كما جنت على غيرهم سابقا، حد هدم منازلهم بالقوة عند بنائه، أو في مراحل توسعته.. 
تضامني مع الابرياء من حراسته واسرته.. 
تضامني مع العدالة التي غيبها وشرعن غيابها عن نفسه بقانون بتحصينه من جرائمه بحق ضحاياه والوطن، وهاهي تغيب عنه وعنا جميعا، لتكون ما يقرره الأقوياء، تماما كما تفعل جحافله وشركاءه التي تحتل محافظات اليمن مدمرة كل ما يقف امامها من بشر وعمران.
 
تضامني مع اليمن الذي يصر الرجل على دماره حتى النهاية بمقامراته الاجرامية..
تضامني مع الشعب اليمني الذي يجهد حثيثا لفنائه، في معاركه اللاوطنية التي يحركها في كل المناطق، ويستدعي اقرانه من مجرمي الحروب لمشاركته العدوان الهمجي وتدمير اليمن وقتل ابنائه والفتك بنسيجه الاجتماعي.
 
كبيرة وفادحة نكبة اليمن.. عظيمة مأساة اليمنيين بك علي عبدالله صالح
الحجر الصحفي في زمن الحوثي