حوار الرياض تعديل للمسار أم اختلاف للأدوار !!

عبدالواسع الفاتكي
الجمعة ، ٠٨ مايو ٢٠١٥ الساعة ١٢:٤٥ صباحاً
يمثل الحوار خطوة مهمة لحل الأزمات ووضع حد للاحتقان وتدهور المزاج السياسي الشعبي الذي تحيط به ظروف أمنية واقتصادية تبعث على القلق  ومن الملح أن يؤمن المتحاورون بأن الحوار هو الخطوة الأولى نحو ولادة قناعة راسخة لا خطوات تكتيكية بأهمية السعي لتحقيق تطلعات اليمنيين ببناء دولة النظام والقانون والتخلص من مراكز النفوذ ومليشياتهم التي وأدت أحلام اليمنيين في العيش الكريم 
 
 
العملية السياسية في اليمن تعود من جديد لطاولة مجلس التعاون الخليجي الأكثر قدرة على التأثير في الملف اليمني إلا أنها في هذه الآونة تشهد تغيرات دراماتيكية بالنسبة للوضع الكارثي الذي وصلت إليه البلاد بعد أن فقد المسار السياسي مساره وفرض الحوافش انقلابهم على اليمنيين وبالنسبة أيضا لأطراف الأزمة إن جاز التعبير فالحوثيون لم يكونوا طرفا في المبادرة الخليجية وكان ينظر إليهم في ذلك الحين أنهم جماعة متمردة مسيطرة على صعدة والآن بعد أكثر من ثلاث سنوات أصبح الحوثيون الطرف المسيطر على صنعاء وعدد من المحافظات في مقابل هادي الذي استقر به المقام في الرياض بعد حصار الحوثيين له في صنعاء وملاحقته إلى عدن وفقا لذلك فإن قوى الصراع لم تعد محصورة في صنعاء كما كانت في 2011م ولا تتمتع بذات العلاقة مع الرياض التي كانت تتمتع بها قوى ثورة فبراير ونظام عفاش 
 
 انقلب الحوافش على مخرجات الحوار الوطني نتيجة لضعف مؤسسة الرئاسة ممثلة بهادي ولغياب سلطة الدولة الضامنة لتنفيذ ما اتفق عليه في أي حوار سواء كان في الداخل أم في الخارج فنقل الحوار للرياض لن يكن ذا جدوى فيما يتعلق بتنفيذ مخرجاته مادام  الحوافش مسيطرين على الأرض غير آبهين بالمجتمع الدولي وقراراته أو بالعقوبات الصادرة من مجلس الأمن لذا فمن المهم تهيئة المناخ الملائم لنجاح حوار الرياض قبل بدئه باعتراف الحوافش بخطأ غزو المحافظات الشمالية والجنوبية والانقلاب على العملية السياسية والخروج على المبادرة الخليجية وعليهم وقف الأعمال الحربية وسحب مليشياتهم من العاصمة وبقية المدن  ومن المؤسسات والمرافق الحكومية وإطلاق سراح المعتقلين على خلفيات سياسية أو صحفية بالإضافة إلى إبعاد المتورطين في القتل والموغلين في الفساد ليس فقط عن المشاركة في الحوار بل عن المشهد السياسي برمته 
 
 
اليمن بأمس الحاجة المدرب لمن يضبط إيقاع الأحداث فيه ويوجهها نحو السياق الذي يخدم أمن المنطقة ويقي اليمن من السقوط في مستنقع الاقتتال الأهلي ولعل حوار الرياض يضع بعض القوى السياسية وتحديدا المؤتمر الشعبي العام  تحت تأثير النفوذ المباشر للرياض حيث ما يمكن أن يبديه من موقف تجاه قضايا خلافية لن يكن بذات التعاطي فيما لو كان الحوار في صنعاء أو في غيرها من المدن اليمنية وهناك تساؤلات كثيرة عن موقف الحوثيين من حوار الرياض هل سيوافقون على حوار دعا إليه رئيس انقلبوا عليه في عاصمة تدرجهم ضمن الجماعات الإرهابية ؟ وهل من الأفضل تأجيل الحوار حتى سحب المليشيات وإسقاط الإنقلاب ؟ وكيف لنا أن نتحاور مع جماعة تعتقد أنها تمثل الحق المطلق وولاية الله على خلقه وهل ستدرك أن مصلحتها ومصلحة الوطن لن تتحقق باستخدامها كمخلب انتقام عفاشي أو لدعم مشروع طائفي لن ينجح في إخضاع اليمنيين له بالقوة ؟
 
 
 
حوار الرياض إما أن يكن متاهة يتم من خلاله تضليل اليمنيين ومنح القتلة والمفسدين شرعية سياسية باسم الحوار والسخرية باليمنيين وتلاعبا بجراحاتهم الوطنية وإما أن يكن فرصة سانحةلرأب الصدع ووقف نزيف الدم لنا كيمنيين وفي مقدمة ذلك الحوافش إن كانوا يمتلكون بقية عقل فالحوار اليمني في الرياض سينتشلهم من ورطتهم بأقل الخسائر لو كانوا يدركون !!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي