هولاكو واليمن نسخة أخرى !!

عبدالواسع الفاتكي
الاثنين ، ٠٤ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٢٩ مساءً
هناك مثل متداول ومشهور بين الناس مفاده: إن التاريخ يعيد نفسه ولا يهمني قائل المثل بقدر ما يعنيني أنه أصبح حقيقة ماثلة للعيان عندما غزا ويغزو التتار الجدد الذين أطلق عليهم اليمنيون اسم الحوافش مدنهم وقراهم فأوجه الشبه كبير بين غزو التتار للعراق بقيادة هولاكو في القرن الثالث عشر الميلادي وغزو الحوافش المحافظات اليمنية بزعامة العفاش صالح والحوثي عبدالملك في القرن الحادي والعشرين الميلادي فكلا الغزوين نشرا رعبا ودمارا تقشعر له الأبدان وتشيب له الولدان
 
دمر التتار دور العبادة والمستشفيات والممتلكات العامة والخاصة وهاهم الحوافش يرتكبون نفس تلك الجرائم يساندهم إعلام يعمل جاهدا على التستر على جرائمهم وتصويرهم بملائكة الرحمة فالمتحدثون في محطاتهم التلفزيونية ينعتون الحوافش بالنبلاء والفئة المؤمنة التي جاءت لإنقاذ المحافظات من ظلم القاعدة والتكفيريين لقد وصل إعلامهم لدرجة كبيرة من الإفلاس والسقوط قلما نجد نظيرا لها ولقد بلغوا أدنى درجات السقوط الأخلاقي بإنكارهم كل جرائمهم وإلصقاها بغيرهم الأبرياء من كل تهمة يلصقونها بهم
 
هولاكو وجنده دمروا مكتبة بيت الحكمة التي كانت تحتوي على آلاف الكتب النفيسة العلمية والتاريخية وفي جميع مجالات الحياة والحوافش حين وطئت أقدامهم صنعاء أول مهمة يؤدونها هي التوجه لجامعة الإيمان وتدمير مكتبتها المركزية وإحراق ما تحتويه من نفائس الكتب في شتى فروع المعرفة لأن أنصار الجهل يضيقون ذرعا بصروح العلم ولا تروق لهم صفحات الكتب وقاعات المحاضرات 
ونفوسهم لا تقبل التعايش مع القلم والمعمل والمكتبة هم أرباب الجهل وأحباؤه فلا غرو إن ناصبوا العلم وأهله ومؤسساته العداء
 
يتعطش الحوافش للقتل والتدمير ومقاطع الفيديو التي يظهرون فيها وهم يدمرون بيوت الله والمستشفيات ومنازل خصومهم تنبئ بأنهم أشخاص بدائيون خرجوا من كهوف العصر الحجري وشر البلية أنهم ينسبون جرائمهم للإسلام الذي هو رسالة رحمة وسلام وفضيلة واحترام لكرامة الإنسان التي ينتهكها هؤلاء القادمون من أدغال ما قبل التاريخ فليس أمام اليمنيين إلا استئصال سرطان الحوافش فلا مجال لهدنة معهم فالسرطان إن لم يستأصل ومنح هدنة تمكن من التمدد ليلتهم بقية الجسد وينبغي للمنظمات اليمنية المعنية بحقوق الإنسان توثيق ورصد جرائم الحوافش وأن تتظافر جهودها مع المنظمات الدولية المعنية بالشأن ذاته لملاحقة قادة وزعماء الحوافش الملطخة أيديهم بالدماء والقبض عليهم في أي مكان في العالم لتقديمهم لمحاكمات عادلة ينالوا من خلالها الجزاء الذي يستحقونه جراء اعتدائهم على حرمة النفس البشرية بصورة بشعة ومهينة
 
هولاكو كان واضحا في أهدافه ومراميه ولم يرفع شعارا يطهره من رجسه أو يدعي تقوى في جرائمه والحوافش مافتئوا يوغلون في الإجرام ويدعون قربا من الإسلام ونصرة لرب الأنام إنهم باسم الإسلام يؤدون دور هولاكو وجنده أقل ما نصفه أنه أكثر إساءة للإسلام وأشد إيلاما للمسلمين فثمة فرق كبير بين هولاكو المغولي وهولاكو الحوثعفاشي تماما كالبون الشاسع بين شعارات الحوافش وأفعالهم.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي