الحوثيون قلب الحقائق وزيف التفكير !!

عبدالواسع الفاتكي
الجمعة ، ٠١ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٥٨ صباحاً
الحياة بالنسبة للحوثيين هي الفناء وليست ذات جدوى دون الدماء ولا قيمة لها إن لم تكتحل عيونهم بمناظر الدمار والخراب وإن لم يتنفسوا روائح البارود ويستنشقوا غبار بيوت الله ومنازل خلقه التي يدكوها بأسلحتهم الجهادية وحناجرهم تصدح بالموت لأمريكا وإسرائيل وبالنصر للإسلام غير متناسين بالطبع اللعنة على اليهود في مشهد أقل ما ينعت به أنه مشهد ما بعد الجنون 
 
سألني أحد طلابي قائلا:  عندما يدمر الحوثيون المساجد وينسفون المنازل ويريقون الدماء هل سيحققون للإسلام نصرا ويلحقون باليهود هزيمة ؟ فأجبته بسؤال كأنه جواب وقلت له:  
 
 
هل تريد منهم أن يقولوا القتل لليمنيين والهزيمة للإسلام والرحمة على اليهود ؟ لن يقولوا ذلك ما داموا يثخنون فينا قتلا ودمارا ولا حاجة لهم بالإفصاح عن نواياهم ما استمروا حاملين راية الهلاك لكل ما يمت لليمنيين بصلة وما دامت أفعالهم تغني عن أقوالهم ثم إن الحوثيين استلهموا كثيرا تزييف الحقائق وقلب الوقائع قدوتهم في ذلك قوى الاستكبار العالمي التي تسمي الاحتلال استعمارا والغزو تحريرا فهاهم يغزون المحافظات بزعم تحريرها من التكفيريين الدواعش وحين  يلعن الحوثيون اليهود ليس لأنهم في نظرهم يستحقون ذلك لفرط ما صنعه اليهود في الإسلام والمسلمين بل لما فرط به اليهود من تركهم المسلمين يبنون المساجد بدلا من أن يبني اليهود كنيسهم مكانها هذا هو سر تلك اللعنات التي تصب على اليهود مترافقة مع رشقات القذائف الناسفة لمساجد المسلمين ولا أحسب تفسيرا غير هذا يمكنه التوفيق بين شعار الحوثيين وواقع حالهم ولست مجانبا الصواب أو مبالغا إن قلت إن الحوثيين هم التناقض بعينه والافتراء بذاته الذي تجاوز الأرض ليبلغ السماء فلقد قاد هتلر الألمان في حربين عالميتين من أجل الأمة الألمانية ولم يكن بحاجة لأن يعلن للألمان أنه يقود الحرب تحت رعاية المسيرة الإنجيلية والحوثيون يقودون حربا لتدمير اليمن شعبا وأرضا زاعمين أنها تحت رعاية المسيرة القرآنية فهل سنجد افتراء وسخفا أكبر من هذا ؟ 
 
المواطنة عند الحوثيين هي أن تتلوث كي تتحوث أو تتخمين نسبة للخميني وأن تهلك الحرث والنسل لتبقى سلالة واحدة لأن الله الذي يقتلون باسمه واحد لا شريك له ولأنهم لا يؤمنون إلا بواحدية حركتهم وقائدهم وقرارهم يحرمون التعدد في كل شيء في الفكر وفي الطبيعة ولعل هذا هو وراء ولعهم بسكن الكهوف وهدم البيوت فالمدينة عندهم مجتمع متعدد وغير متجانس يتناقض مع حركتهم الواحدية الفكر والقيادة لذا وجب عليهم تدميرها 
 
حين تعجز الحركات المتطرفة عن تقديم حلول لمشاكل المجتمع وحين لا تملك خطابا سياسيا وفكريا واجتماعيا يوجد له جمهورا يحتضنه ويصنع لها قبولا في المجتمع تلجأ للتلبس بالدين والالتصاق بالسماء داعية سكان الأرض للتسليم لها والانقياد ما لم فإنها تعتبر نفسها مخولة بإبادتهم بمباركة إلهية والحركة الحوثية الرافعة على سبيل التضليل للمسيرة القرآنية لا تحيد قيد أنملة عن هذا المسار .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي