تعز والنضال والمشروع الوطني

عبدالواسع الفاتكي
الأحد ، ١٩ ابريل ٢٠١٥ الساعة ١٠:١٣ مساءً
إن توصيف وتشخيص تعز كجغرافيا أو سكان من الواضح والسهل والمقبول به لدى قوى الغلبة والفيد لكن تجاوز مساحة تعز الوطنية والسياسية مساحتها من الأرض اليمنية التي لا تكاد تذكر مقارنة بمساحة المحافظات الأخرى أمر لا يمكن أن تسلم به تلك القوى التي ترى أن السيطرة على اليمن مرهون ببقاء تعز في دائرة التبعية لتعز حقائق تاريخية أكثر تجليا في المشروع الوطني الرامي لتحقيق الاستقرار والمتمسك بالثوابت الوطنية في الثورة والجمهورية والوحدة والمناهض لكل المشاريع الصغيرة المناطقية والقبلية والطائفية المتخلفة أو المرتهنة لأجندة خارجية معادية لأمن الوطن وطامعة في امتهان سيادته وكرامته في الماضي والحاضر
 
 
سأل أحد أبناء صنعاء الإمام أحمد عن سر إعراضه عن صنعاء وإقامته في تعز فقال له: أنا معكم في الدنيا وأحب أن أكن معهم في الآخرة إجابة تحمل من الدلالات عن تعز وأهلها ما تنوء عن حمله الكتب والمجلدات ولم يكن الإمام أحمد آنذاك غائبا عن الوعي كان يدرك ما يقول ولمن وعمن يتكلم لم تكن تعز حين تتقدم صفوف النضال الوطني تساوم وتحاور على حصة في سلطة أو ثروة كانت وما زالت تحمل هم الوطن وتضحي لأجله وهذا هو سر إشعال نار البغضاء والعداوة والإقصاء لتعز في نفوس الطغاة والمفسدين لأمد ليس بالقصير باستثناء عهد الشهيد الحمدي الذي شرع لتأسيس دولة النظام والقانون يمتاز رجالها بالكفاءة والنزاهة لم يكن مستغرب في ذلك الوقت أن نجد عبدالله عبدالعالم التعزي قائدا كبيرا في سلاح المظلات كاستغرابنا الذي ظل ثلاثة وثلاثين عاما حين يتم تعيين شخصا من خارج المركز المقدس لقد كان صالح يشعر أن تعزا لو تنفست الصعداء ستنفلت زمام الأمور من يده فكان عليه ألا تتنفس فأقصى أبناءها ذوي الخبرة والكفاءة من المواقع الحساسة في الجيش والأمن واغتال وأعدم واعتقل وطارد مفكريها وسياسييها وسعى لخدش توجهها المدني فاستزرع مشائخا ووجاهات تختبئ خلف حزبه المؤتمر ليستنسخ بيئة مضارعة لبيئة شمال الشمال المناهضة للنظام والقانون
 
 
جاءت ثورة فبراير بعنفوان سلميتها فكان أبناء تعز في كل يهتفون لليمن وثورته من كل أنحاء اليمن فعاقبهم صالح بمحرقة ساحة الحرية إلا أن تعزا ازدادات ثورة كلما ازداد صالح إجراما وأزيح صالح من رأس السلطة ليتفرغ للانتقام ونالت تعز نصيبها من ذلك وما قتل وجرح العشرات من أبناء تعز على يد قوات الحوافش التي أرسلت كتعزيزات لقوت الأمن الخاصة  إلا حلقة من حلقاته وعندما عاد الحوافش من عدن خائبين يحملون الخزي والعار مخلفين وراءهم مشاهد الخراب والدمار أمرهم زعيمهم وكاهنهم أن يتوجهوا لتعز بعذر قبيح تستتر خلفه نفوسهم الناقمة على كل شيء جميل في اليمن هم يعلمون أنهم قد خسروا كثيرا عسكريا وسياسيا وأن أوراقهم تساقطت وأنهم حتى لو سيطروا على اللواء 35 لن يغير من موازين القوى شيئا سوى إراقة مزيدا من الدماء أو نصرا معنويا بسيطا سيعزفون عليه ليواروا إخفاقاتهم سينتصر الوطن وستنتصر تعز لا محالة وأقول للمتحوثة من أبناء تعز عودوا لرشدكم فالحوافش أول من سيتخلون عنكم ولن نبقى إلا نحن وأنتم ولو أن حركة الحوثيين انطلقت من تعز لتتوسع شمالا نحو المركز المقدس لكان آل البيت في صعدة وصنعاء وعمران هم أول من يقاتل آل البيت في تعز فهل أدركتم هذه الحقيقة المرة ؟ أدعو الله أن يلهمهم الصواب ويجنب الوطن كل مكروه 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي