الخيانة العظمى بعيون حوثيه !؟

د.الفت الدبعي
الأحد ، ٠٥ ابريل ٢٠١٥ الساعة ١٢:٣٩ مساءً
عندما كنا نناقش في الدستور المادة المتعلقة بتعريف مفهوم الخيانة العظمى التي يرتكبها رئيس الجمهورية واتهامه بها . قلت لهم دعوا القانون يحدد ما هي مفاهيم الخيانة العظمى حتى يتفق اليمنيين على هذا المفهوم أولا ....لأنه مفهوم أصبح سياسيا أكثر منه مفهوم وطني ..وقلت لهم يومها على صالح حارب الجنوبيين والحراك الجنوبي تحت مبرر أنهم انفصاليين بينما الحقيقية أنهم خرجوا ثائرين مناضلين ضد النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي الغير عادل ....
 
وعلى صالح نفسه سمى جماعة الحوثي في صعده بأنها جماعة متمردة عن الدولة لأنها بدأت تفكر بطريقة غير طريقة تفكيره لذلك أعلن الحرب ضدها ...بينما الحقيقة أنه لم يكن هناك دوله في عهده بل عصابة ..ولا توجد أي قواعد ثابته لدولة المواطنة العادلة والحره التي تحترم كرامة الإنسان ..ولأن صالح كان شيخ قبيلة مستبد ومتسلط يدير قبيلته من أجل مصالحه الخاصة ومشاريعه الأسرية الضيقه بعيدا عن أي بناء مؤسسي حقيقي للدولة أطلق مفاهيمه العصبوية على تحليل الأحداث وأوصلنا إلى ما وصلنا إليه من تدمير الجنوب والشمال ....وعندما سمعت بالأمس قرار اللجنة الثورية للحوثي وهي تصدر قرار بحل حزب الاصلاح وتقول بسبب الخيانة العظمى لأن بيانه أيد الضربه الخارجية على اليمن رغم اختلافي معه ولكني قادرة على استيعاب أسبابه الموضوعية الواقعية .قلت هذا قرارا بقريا وليس قرارا وطنيا ...لأن التدخل الخارجي الأخير....
 
 
 الجذر الرئيسي له هو قرارت لجنتكم الثورية التي هي أقرب للقرارات البقرية المنفصله عن سياق الواقع اليمني واحتياجاته الرئيسية في هذه المرحله ولا تعبر عن العمق الحقيقي لمفهوم الثورة والتغيير في اليمن والذي كان متمثلا بالحالة التوافقية التي شهدتها اليمن التي كان ينبغي البناء عليها ومراجعة أي أخطاء لها وقعت فيها التجربة والضغط باتجاه تعديل الأخطاء وليس الانقلاب عليها الذي دل على حجم العقل السلطوي الاستبدادي الذي جاءت تحمله هذه اللجنة وقيادة الجماعة ومشروعها القادم التي بدلا من أن تستميت في إعادة المجتمع اليمني إلى مربع الحالة التوافقية وتصحيح أي أخطاء طالتها أدخلتنا بالحالة الحربية باستباحة المحافظات وتهديد السلم الاجتماعي واختراق السيادة اليمنية وإدخال الطائرات الإيرانية والسفن بعيدا عن سيادة البلد . 
 
 
وبالتالي إذا جئنا نفكر بالطريقة التي يفكرون بها حول مفهوم الخيانة العظمى ونستخدم نفس طريقة تفكيرهم ....يكون هنا الخائن الأعظم للأمة اليمنية في هذه المرحلة هي اللجنة الثورية وقراراتها البقرية البعيدة عن الثورة الحقيقية التي كانت تسير باليمن بعد ثورة الحرية... وهي ثورة التوافق التي كان ينبغي أن يحافظ عليها من اجل العبور باليمن باتجاه مشروعها الحضاري ..وليس كما تعتقد جماعة الحوثي الآن أنها سوف تستطيع أن تمرر مشروعها الحالي ...الذي والله لو اعتقلت الشعب اليمني كله واحلت كل الأحزاب ....وصادرت كل الحريات ...فلن يكون الخاسر الأكبر في اليمن إلا هي ...وفي الأخير ستخرج كل الأحزاب اقوى وسيخرج المجتمع اليمني أكثر صلابة لأنه لن يقبل أن يتعامل مع النسخة الثانية من نظام صالح الأمني والقمعي بالأدوات الحوثية .
 
 
من يريد أن يحرص على الجذور الرئيسية للتغيير الحقيقي والثوري في اليمن بعد ثورة الحرية فعليه أن يركز في ثورة التوافق والعدالة الانتقالية بآليات توافقية فهما جسر العبور للتحول الحقيقي في اليمن وليس القرارات البقرية والتي منها قرار عبدالملك الحوثي حول حل القضية الجنوبية حلا عادلا ؟.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي