السيادة ليست كما يفهمون !!

عبدالواسع الفاتكي
الخميس ، ٢٦ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٣٩ مساءً
سيحدثونك عن السيادة الوطنية وسيتكلمون كثيرا عن العمالة والتدخلات الخارجية السافرة سيذرفون دموع التماسيح وسينوحون على كرامة اليمنيين وعلى الدمار الذي سيلحق بالبنية التحتية لليمن وسيحطم قدرات الجيش اليمني الذي يقوده أمراء مليشياتهم لتنفيذ رغباتهم ودحر خصومهم سيظهرون في وسائل إعلامهم بلا خجل يتدثرون بوشاح الوطنية ليواروا أحزمتهم الناسفة لكل ما يمت لأمن واستقرار اليمن بصلة هكذا هو صالح  والحوثي وزبانيتهم وعندما كانت الطائرات السعودية في الحرب السادسة تشارك قوات صالح في قصف مليشيات الحوثي والتي ليس من البعيد أن يكن صالح هو من دفعها للتحرش بالسعودية طمعا في زيادة دعم المملكة له فهو دائم الاسترزاق من مآسي وكوارث اليمنيين التي لا صانع لها غيره  لم يكن صالح يحدثنا عن العمالة وانتهاك السيادة الوطنية والاستقواء بالخارج كان يشيد بتعاون السعودية التي يصفها بالشقيقة ويشكر مواقفها مع الشعب اليمني بلا شك سيصمت صالح برهة من الزمن جراء هول الصدمة التي تعرض لها من التحرك الخليجي العربي لوضع حد لحرائقه التي يشعلها  في اليمن والتي سيصل لا محالة أوارها للخليجيين ثم سيظهر إن بقي له عرق ينبض  ليحدث اليمنيين عن حزنه الشديد وألمه العميق  لما حل بالوطن و سيتهم الدول التي شاركت في عاصفة الحزم بأنها إخوانية قاعدية داعشية راعية للإرهاب عميلة لتل أبيب وواشنطن كثوار فبراير حين نعتهم بذلك في بداية اندلاع الاحتجاجات ضده
 
 
آخر من يتكلم عن السيادة اليمنية صالح وأعوانه الذي انتهكها مرات عديدة لسنوات مديدة أليس بيعه ثروات الوطن بأبخس الأثمان كصفقة الغاز مع كوريا وفرنسا دوسا على السيادة ؟  ألم تقتل الطائرات الأمريكية في عهده مئات الضحايا من الأبرياء بتهمة القاعدة ؟ ثم لماذا حين ثار الشعب عليه لم يستجب للشعب وأصم أذنيه ولم يغادر دار الرئاسة إلا بعد أن أقنعته السعودية وأمريكا بالتنحي ؟ لم يصل الوطن لهذه الدرجة من الفوضى والانحدار إلا بفضل صالح وفريقه سواء كان في السلطة أو مشاركا فيها ومن المخجل أن يعطينا القتلة والمجرمين دروسا في السلم والاستقرار وأن تعظنا أدوات الهدم بأنها للبناء والعمران  
 
 
حين أقامت طهران جسرا جويا بمعدل رحلتين يوميا بينها وبين الحوثيين لنقل العتاد العسكري وخبراء  إيرانيين ونقل حوثيين من وإلى صنعاء للتدريب العسكري وحين رفعت صور الخميني في مسيرات الحوثيين وعند غزوهم صنعاء واقتحامهم مبنى الأمن القومي أفرجوا عن جواسيس إيران وطاقم سفينة جيهان واحد وجيهان اثنين اللتين كانتا تحملان أطنانا من الأسلحة الفتاكة كهدية من إيران للشعب اليمني وعندما أرسل الحوثيون كتائبا منهم لقتال إخواننا في سوريا كل ذلك بالنسبة للحوثيين عملا وطنيا يحصن اليمن من أعدائها ويصون سيادتها   وتضحيات جسيمة يقدمونها من أجلكم أيها اليمنيون وليرفعوا عنكم ظلم إخوانكم الخليجيين الذين احتجزوا ما يقارب ثلاثة ملايين مغترب يمني ولم يسمحوا لهم بالسفر لبلدهم ليهنؤوا بطيب العيش في بلدهم تحت الرعاية الحوثية هكذا ينظر الحوثيون لليمن بأنه مقاطعة إيرانية ليس إلا 
 
أحسن الإصلاح صنعا حين أدرك أنه كان مستهدفا من الداخل والخارج وأن الخطة المرسومة كانت تقضي بدفعه لمواجهة الحوثيين ليتم التخلص من طرفين غير مقبولين لدى دول الخليج وهذا ما كان يتمناه صالح ليقتص من حزب الإصلاح العدو اللدود له ولتدخل البلاد في أتون حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس  لكن الإصلاح نقل المشكلة من ساحته للساحة الوطنية الإقليمية ليجعل الحوثي و حليفه عفاش مشكلة هادي ودول الخليج التي أيقنت بأن حلف الحوافش خرج عن الإجماع الوطني وشق الصف اليمني ولم يعد إلا أداة في يد طهران وخنجرا إيرانيا في خاصرة الخليج واستشعارا منها لهذا الخطر المحدق الذي أصبح واقعا على الأرض بادرت لتنفيذ عاصفة الحزم لتقليم أظافر الحوافش وإعادة توازن القوى ليأخذ المسار السياسي مساره السليم وفقا للمبادرة الخليجية التي صاغتها وكرمت صالحا تكريما لا يستحقه ولما شعرت بانفراط العقد من يدها وبانتقاص لدورها الجيو استراتيجي في المنطقة وبتمادي الحوافش في نكثهم لكل المساعي الداخلية والخارجية الرامية لتجنيب اليمن ويلات الحرب وفي ضربهم لكل الاتفاقيات عرض الحائط ليدرك الخليجيون أن غض الطرف عن تصرفات الحوافش سيكلف المنطقة ثمنا باهظا ما لم تضع حدا لنزواته وتكبح جماحه 
 
 
جميعنا لا يقبل أن تكن بلادنا مسرحا لتصفية حسابات دول الإقليم والحل عند صالح وأزلامه والحوثي وأشياعه الذين برروا التدخل العسكري وهم من أعاق المسار السياسي ولو أنهم سحبوا مليشياتهم من صنعاء والمحافظات والمؤسسات التي احتلوها وأعادوا ما نهبوه وما سلم لهم من عتاد عسكري من المتواطئين معهم ومن الدول التي منحتها إياهم ولو أنهم غادروا المسرح السياسي وخرجوا خارج الوطن ريثما يتنفس الوطن الصعداء ولو تحرر المؤتمر من اعتقال صالح له وشرعنا في إخراج مخرجات الحوار لحيز الوجود لا الجلوس لمائدة حوار عبثي خادع يستخدم غطاء لبسط نفوذ الحوافش على الأرض 
لن يؤمن الحوافش بالحوار ولن يرضخوا لإرادة الشعب ولن يكفوا عن إيغالهم في القتل والعنف واستباحتهم لكرامة الوطن والمواطن ما لم تنزع أنيابهم المسمومة وتبتر أياديهم العابثة بالوطن ولعل دول الخليج أيقنت بحجم معاناة اليمنيين  والخطر الكبير المهدد أمنها القومي فبادرت لاستئصاله قبل أن  يستفحل ويستعصي على العلاج وتندم في وقت لا ينفع فيه الندم 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي