الحوثي بوَّاب مقابر وحروب

نبيل سبيع
السبت ، ١٤ مارس ٢٠١٥ الساعة ١٠:١١ مساءً
لم يفتتح مدرسة واحدة، ولا سكن طلابي، ولا حتى فصل دراسي واحد.
 
لم يفتتح مستشفى، ولا عيادة إسعافات أولية، ولا حتى غرفة رقود إضافية للمرضى.
 
لم يفتتح مشروع كهرباء، ولا "ارتواز ماء"، ولا حتى حنفية ماء "سبيل".
 
لم يفتتح شارع، ولا طريق، ولا حتى رصيف واحد.
 
لم يفتتح داراً للأيتام، ولا مشروعاً سكنياً لذوي الدخل المحدود، ولا حتى عمارة سكنية واحدة!
 
كل ما افتتحه الحوثي لليمن واليمنيين حتى الآن هو الحروب والمقابر!
 
وكل ما يعِد اليمن واليمنيين بافتتاحه لهم مستقبلاً هو المزيد من الحروب والمقابر!
 
في غضون أشهر قليلة فقط، افتتح لنا حروباً ومقابر كثيرة في أكثر من محافظة ومنطقة داخل اليمن. وبينما هو يخوض الحروب المفتوحة هنا وهناك، بماذا ظل يعدنا؟
 
لقد ظل يعدنا ويتوعدنا بفتح المزيد من الحروب والمقابر في بقية المناطق اليمنية التي لم يدخلها بعد.
 
ولم يكتفِ بهذا، بل قفز أمس الى الحدود السعودية ونفذ مناورة عسكرية قال إنه يهدف من ورائها الى إبلاغ السعودية برسالة مفادها أن اليمن جاهزة لخوض حرب خارجية معها، ومع سائر دول الخليج من ورائها طبعاً!
 
لن أناقش هنا إذا ما كانت اليمن جاهزة لخوض حرب خارجية بمستوى حرب دولتين مع السعودية ودول الخليج من ورائها، فمن الغباء طرح هذا الموضوع للنقاش أصلاً.
 
ولا يهمني هنا الحديث عن كيف تلقت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي رسالة الحوثي، فالدول عادةً ما تعبر عن قلقها من أي تحرك عدائي على حدودها صغُر شأنه أم كبُر.
 
والمهم هنا هو التالي:
 
إذا كانت مناورة الحوثي قد نجحت في إرسال رسالة تهديد حقيقية وخطيرة لأحد فهذه الرسالة لم تصل للسعوديين ولا الخليجيين عموما، بل وصلت الينا نحن اليمنيين الذين بات الكثير منا يدرك أن الحوثي لن يفتح أمامنا وأمام بلدنا باب المستقبل ولا أي باب قد يدخل منه شعاعٌ صغير من الضوء والسلام وبصيصُ أملٍ ضئيل بحياة كريمة.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي