صالح والحب المعكوس !!

عبدالواسع الفاتكي
الثلاثاء ، ١٠ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٣٤ مساءً
نعمة النسيان جليلة تفضل الله بها علينا كي لا تظل حياتنا حبيسة مواقف مؤلمة وتجارب مريرة تعيق استقرارنا النفسي وهدوء عوالمنا الداخلية وتسد منافذ الأمل والرجاء لكن صالحا يصر إلا أن يسلبنا هذه النعمة كما سلبنا حياة الكرامة والحرية إبان حكمه الممتد لثلاثة عقود ونيف فكلما حاولنا التعالي فوق جراحنا منه والتماثل للشفاء من سرطانه المتفشي في ربوع الوطن أرضا وإنسانا يطل علينا من جديد وفي كل إطلالة يخترع تقليعة جديدة وسيمفونية يعزف عليها أوتار الافتراء والتدليس ومؤخرا ظهر صالح مجتمعا بثلة ممن يقول عنهم أنهم من أبناء تعز وألقى كعادته خطابا طنانا رنانا وتحدث عن حبه لتعز ومكانتها لديه تمنيت كواحد من أبناء تعز ألا تحظى تعز بحب صالح فتعز التي ادعى حبها طوال فترة حكمه وبعد خروجه منه مارس ضدها وضد غيرها من المناطق اليمنية كل صنوف المناطقية وشتى أنواع التهميش والإقصاء 
 
 
وقف صالح ضد كل صوت وطني في تعز فالشخصية الاجتماعية الحجرية أحمد سيف الشرجبي حين لم يوافق صالحا في إنشاء معسكر في الحجرية بحجة قربه من الجنوب خلال اندلاع المواجهات بين شمال الوطن وجنوبه سابقا في نهاية السبعينيات لفراسته في معرفة ما يكنه صالح من وراء المعسكر وهو إلجام كل معارض من الحجرية التي تنتج أشرس المناوئين له وما هي إلا فترة وجيزة حتى قتل أحمد سيف الشرجبي المنتمي لتعز التي يتغنى صالح بحبها ومن كتب له البقاء من أبناء تعز وإن لم يبعدوا من الحياة الدنيا أبعدوا من مرافق الدولة وبحسبة بسيطة سنعرف حجم الكره الذي مارسه صالح ضد تعز فكم عدد قادة الألوية والكتائب العسكرية الذين من أبناء تعز بلا ريب أنهم يمثلون نسبة لا تكاد تذكر مقارنة بمناطق شمال الشمال كما أن تعز بالرغم من دورها الكبير في الاقتصاد الوطني إلا أن العائد لها من هذا الدور ضئيل إن لم يكن معدوما باستثناء مشاريع كانت تنفذ في مواسم انتخابية وبرعاية مقربين من صالح  وتعز التي عشقها صالح ارتكبت فيها عام 2011 جريمة محرقة ساحة الحرية برعاية كريمة منه لأنها دشنت رحيل صالح من الحكم وهي ذاتها التي وقعت فيها مجزرة مشائخ تعز بعيد مقتل الشهيد الحمدي وقتها كان صالح قائدا للواء تعز أي أنه كان يحبها !!
 
 
صالح مجانب للصواب باستمرار وحليف الخداع وتزييف الحقائق على الدوام وما أحب شيئا إلا أهلكه فحب اليمن منذ 1978 وما زال يزعم ولعه بها والنتيجة عقود من نهب الثروات ورعاية مصالح الخارج قبل الداخل وصفقة الغاز أنموذجا وإزاحة الوطنيين خارج الوطن في أفضل أحوالهم وإلا إزاحتهم للآخرة هو خيار أفضل لصالح لأنهم يدفعونه لكره الوطن وهو لا يبغي ذلك!! وعقود من سن قوانين ولوائح تبقى حبيسة الأدراج يراها صالح تمنعه من التعبير عن مشاعره الفياضة في عشقه اليمن فيستبدلها بتلفونه ورسائله التي تتيح له البوح بما يضمره لبلد هو عنوان مأساتها 
 
 
لدى صالح مفهوم مغاير للمبادئ والقيم والمفاهيم مما هو لدى بقية خلق الله فالوحدة عنده هي أن يتحد كل اليمنيين في رأيهم وموقفهم ليبقى صالح رئيسا ليخلفه من بعده نجله أحمد هذا الاتحاد لديه هو قمة الحفاظ على وحدة التراب اليمني والنضال الوطني ولا ضير في تغيير اسم الجمهورية اليمنية للصالحية أسوة بمسجد الصالح وجمعية الصالح المنشآن من أموال الشعب والمصبوغ عليهما صبغة المكرمة الصالحية ويدعو صالح المعارضين له لحوار يملي عليهم فيه شروطه ويشرعن من خلاله لسوآته وإن تفضل عليهم بمناصب شكلية يتزين بها أمام الآخرين ويزهو بقبوله الآخر ومشاركة المعارضة في السلطة يسلبهم الصلاحيات ويحملهم المسؤولية عن الخراب الذي صنعه والفوضى التي زرعها والفساد الذي رعاه 
 
 
الدولة في نظر صالح هي وجوده في رأس هرمها ووجود أولاده وأصهاره وعشيرته والحاملين لمبخرته في مفاصلها المدنية والعسكرية عدا ذلك في حساباته تهديد لكيان الدولة وخطر على الأمن القومي اليمني 
 
دندن كثيرا بأنه رجل السلم واتهم الآخرين بأنهم هواة الحروب ومصاصي الدماء وفي عهده أشعلت حروب المناطق الوسطى وحرب 1994 وحروب صعدة الستة إلى جانب عشرات الصراعات القبلية التي لا تخلو من سفك الدماء إلى جانب المئات من المخفيين قسرا والذين اغتيلوا وسجلت اغتيالاتهم ضد مجهول وما يجري في اليمن اليوم من تسليم الدولة لمليشيات وتهديد السلم والنسيج الاجتماعي وإشعال جذوة الطائفية ليس بمنأى عنه 
 
 
 
أخشى عليكم يا أبناء تعز من حب صالح فما أحب شيئا إلا أورده مورد الفناء وتوجهوا بالدعاء للعلي القدير والتضرع إليه بأن يجنبنا حب صالح ويجعله عن حبنا من الغافلين .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي