الاستبداد والإرهاب !!

تيسير السامعي
الثلاثاء ، ٢٤ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٥٥ مساءً
لا يوجد مستبد في الدنيا إلا وله مبررات لممارسة استبداده، أكبر نموذج على ذلك زعيم المستبدين فرعون الذى قال الله تعالى عنه.. «وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى، وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ» ..
 
 
إن التمجيد هو بوابة الاستبداد وعمود الديكتاتورية والفصل الأول من فصول العبودية, أو كما يقول الكوكباني «التمجيد أن يأخذ المرء جذوة نار جهنم كبرياء المستبد ليحرق بها شرف الانسانية»... 
 
 والعبودية كما يقول المنفلوطي «لا يمكن أن تكون مصدراً للفضيلة، ولا مدرسة لتربية النفوس على الأخلاق والصفات الكريمة». 
 
الارهاب آفة خطيرة تهدد حياتنا ومجتمعنا، لا يمكن القضاء عليها إلا من خلال إرساء دعائم الحرية والديمقراطية الحقيقية والمشاركة الواسعة في صناعة القرار ,والتوزيع العادل للسطلة والثروة. هذه الآفة كانت نتاجاً من نتائج الاستبداد والظلم الذي مورس سابقاً ضد الشعوب في العقود الماضية.. سعى طرف معين إلى الهيمنة والاستحواذ وفرض لون واحد ورأي واحد، وتهميش الآخرين....
 
من يحمل شعار الموت لا يمكن أن يبني وطناً, من يبني الأوطان، ويشيّد حضارات الأمم هو من يرفع شعار الحياة , الله أرسل الرسل وأنزل الكتب من أجل الحياة، ليست من أجل الموت, لا أدري كيف نزعم نحن المسلمون أننا نسير على هدي محمد عليه الصلاة والسلام، من أرسله الله رحمة للعالمين، ونحن نهتف بالموت والهلاك لأناس من المفترض أن نكون نحن رحمة لهم .
 
هذا تناقض عجيب ولا يقره عقل ولا منطق , قديماً رُفع شعار الموت في سيبل الله أسمى أمانينا، ولا أدري كيف غاب على من رفع هذا الشعار أن الغاية والهدف من وجود الانسان هي الحياة، وليس الموت وإن الواحب على المسلم هو تغيير الحياة وجعلها تسير وفق مراد الله عزّ وجل لذلك كان الأصل أن يكون شعاره الحياة في سيبل الله أسمى أمانينا. لأن الحياة في سببل الله أصعب بكثير من الموت في سبيله، فالجهاد في سبيل الله هو البناء والاعمال والتنمية، وليس القتل والدمار. الجهاد هو المجاهدة من أجل تغيير المنكر وإقامة المعروف ونشر المحبة والسلام وليس زرع الكراهية والخراب .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي