بلاد العرب حقل تجارب

عبدالواسع الفاتكي
الاثنين ، ٢٣ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٥٤ مساءً
تجوب الأجهزة الاستخباراتية والأمنية البلاد العربية طولا وعرضا وتعبث في المنطقة العربية فترسم للدول سياساتها وتصيغ للسلطات برامجها وتحدد للشعوب حكامها هي موجودة بقناع الجيوش والأجهزة الأمنية العربية وموجودة في هيئة الأحزاب السلطوية الشمولية التي انحصرت مهمتها في إجراء عمليات تجميل للحكم العسكري بإضفاء صفة المدنية عليه والحقيقة ماثلة للعيان سلطة عسكرية مغلفة بحزب حاكم يدعي ممارسة السياسة .
 
 
العقل الغربي استهلك كثيرا في المجال العلمي وحتى لا يصل للتخمة فيكسل عن التفكير وجه اهتمامه لبلاد العرب التي تعج بمئات الملايين من البشر الذين لم يستهلكوا عقولهم بعد جراء إيداع مفاتيح .
 
عقولهم لدى الحاكم الفذ والقائد الرمز والحزب الضرورة ومن هنا لا يمكن للغرب أمام هذا الحشد البشري الذي لا يعقل إلا أن يجعله الغرب حقل تجارب له يختبر فيه أحدث نظرياته وأفكاره وأساليبه في السيطرة على الشعوب والبلدان حتى يرسم لنفسه خططا استراتيجية أمنية وفكرية تقيه من ابتلاع الآخر له عسكريا أو أمنيا أو اقتصاديا .
 
 
نعم نحن بالنسبة للغرب فئران تجارب ونحن بالنسبة لحاكمنا فئران تجارب يجربون فينا فنون سياسات السيطرة والاستعباد والمصادرة ثم يقيمونها بناء على آثارها وردة أفعالنا ويصنعون من هذا كله نظريات وأفكارا تسترق الشعوب بإلحاح وإصرار عجيب من الشعوب لتبقى تحت رق الغرب عبر وكلائها الحكام شاكرة المستبدين على صنيعهم .
 
 
من سذاجة الشعوب أنها تعتقد أن المنظمات الإرهابية  التي تحاربها هي فصيل متشدد خرج من عباءة جماعات إسلامية متشددة دون النظر إلى أنها  هي النافذة التي  يدخل منها الغرب لتنفيذ أجندته فهي  منتج غربي أخذ الحق الحصري لانتاجه الأنظمة العربية  المستبدة  كغطاء للتدخل السافر في شؤون المنطقة  وكأداة صراع داخلية وتحت شعار إسلامي الإسلام برىء منه .
 
 
الغرب في عدائه للإسلام والمسلمين يستحيل أن يعادي الإسلام بطريقة تزيد المسلمين توحدا ففكر بأن يخترع منتجا محسوبا على المسلمين ورسم له الطريق وحدد له المهام مستعينا بوكلائه  الحكام العرب والملاحظ أن هذا المنتج مستخدم كسوط لدى فئتين الأولى الحكام المستبدين الذين يخوفوننا به  إن خلعوا من الحكم أو ثارت الشعوب عليهم والثانية الغرب عندما يشعر بخطر على وكلائه الحكام أو على مصالحه فيرفع شعار التطرف  أو الإرهاب
صحيح أن هذا الوضع المشين أصبح قاعدة ثابتة في أجندة الغرب وحلفائهم الحكام العرب فمتى سيأتي الوقت الذي نكسر فيه هذه القاعدة لعله قريب بإذن الله .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي