الماضي الحاضر !!!

عبدالواسع الفاتكي
الأحد ، ٢٢ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٣٣ مساءً
نبحث نحن اليمنيين عن أنسابنا أو عن مذاهبنا الماضية أو عن كتب التاريخ وشخوصه وأحداثه حين لا نعيش الحاضر وحين نعجز عن تحقيق ذواتنا كنا أفرادا أو أحزابا أو قبائلا أو أسرا والمثل يقول من افتقر ذكر مال أبيه
 
العالم يعيش في زمن القرن الحادي والعشرين ونحن نعيش بأفكار الماضي الذي أودعناه ذمة الله نتقدم خطوة نحسبها للأمام وإذا بنا نصر للعودة إليها ليست المشكلة في خطواتنا المعضلة في فقداننا للبوصلة الدينية والوطنية الموجهة لتحركاتنا
 
الحوثي وجد أمامه فراغا مذهلا في عقول الناس ووجد مساحة كبيرة من غياب الدولة ليس لديه مشروع للحاضر وليس للدولة موطئ قدم ولا للمكونات الاجتماعية حضور  غياب الدولة رأها الحوثي فرصة ثمينة لا تعوض فارتد للماضي عله يؤسس قناعات مذهبية فكرية تسوق لقبوله مع تزامن هذا الطرح بحاضر بئيس فحين أخفقت الجمهورية في عيش كريم ومواطنة متساوية وحين غاب المشروع السني النهضوي ولمع المشروع الشيعي وبرز كمشروع يحمل أجندة وأهداف يسخر كل إمكانياته لتحقيقها في هكذا ظروف ألفى الحوثي تربة خصبة لزرع معتقداته يؤازره في ذلك الانتهازية التي تمارسها القوى السياسية نكاية ببعضها البعض
 
الضرب في جذور التاريخ عند كثير من الأمم هو لمعرفة سيرورة الأحداث وحركة المجتمعات واكتشاف سنن وقوانين نهضة وانتكاسة  الحضارات ونحن نتكىء للماضي لنأخذ أسوأ مافيه ونتخذه سلاحا فتاكا في معركة عجزنا عن إثبات كينونتنا فيها وذريعة لنا تؤصل لإزاحة الآخر ولا نكتفي بذلك بل نحيط ترهاتنا بسياج من القداسة زاعمين أن الإرادة الإلهية في صفنا
 
حكمنا النظام السابق بثلاثية ماضوية القبيلة بالمفهوم القديم التعصب للدم والنسب وبعلماء السلطة المكتفين بأداء الشعائر الدينية فقط والافتاء للسلطان او السكوت في احسن الأحوال إضافة إلى لغة الغابة القوة والغلبة  بالأمن والجيش
 
إخواننا الجنوبيون هربوا إلى الماضي في طرح مظالمهم وإن ظهر بالتدرج فيدرالية من إقليمين ثم من ولعهم بالماضي لا احسبهم إلا مستمرين في التراجع إلى ماقبل الاحتلال البريطاني لجنوب الوطن
تبا لهذا الماضي المستعمر لنا والمتلبس بواقعنا وتستمر الحكاية ليأتي الحوثي كمنتج حصري لنظام سابق اكتفي من الجمهورية بالعلم والثروة وانشغل بالقبيلة والأسرة وكأننا لم يعد يكفينا ماضوية النظام السابق وماضوية بعض أبناء جنوب الوطن ليأتي الحوثي ليوغل في القدم مستمدا مشروعه الطائفي السلطوي من تاريخ أمة ملؤه قتال وحرب ليست لأجيالنا طرف فيه
لا يمكن لنا إلا أن نعيش حياة واحدة إما أن نعيش اللحظة أو نعيش الماضي وليختر الشعب اليمني الحياة التي يريد
الحجر الصحفي في زمن الحوثي