تعز والمناطقية والمشروع الوطني الجامع

محمد مقبل الحميري
الأحد ، ٢٢ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٥٧ مساءً
لست ادري لماذا يتحسس البعض من تعز عندما يلتقي ابنائها لمناقشة الشأن المحلي ، فيتطوع البعض لوصفهم بالمناطقية ، ويوصمهم البعض الاخر بالطائفية ، وللأسف بعض أبناء تعز يجاري مرضى النفوس ويتكلم على اخوانه ركوبا للموجة التي تستهدف تعز وثقافتها وأرثها الحضاري المتسامح ليثبت للآخرين انه برئ من هذه التهم التي هي ظالمة بالأصل.
 
 
وتصحيحا للمفاهيم لمن يبحث عن الحقيقة فإن أبناء تعز عندما يجتمعون لأمر ما سواء محلي او على مستوى الوطن ، فإنهم لا يتآمرون على احد بل ويحملون الهم الوطني بيقضتهم ومنامهم ، في اجتماعاتهم وخلوتهم ، وعندما نقول أبناء تعز فإننا لا نعني فصلا عنصريا ًا وسلالياً او مذهبيا ، ولكننا نعني كل من يسكن على ارض تعز بغض النظر عن مذهبه او لهجته او منطقته الأصل ، ولتتأكدوا من صدق مقالي تصفحوا اسماء من ونجحوا في الانتخابات ومثلوا تعز في المجالس البرلمانية والمحلية ستجدوهم يمثلون كل الأطياف اليمنية ابتداء بالهاشميين وانتهاء بمن يسموا بالمهمشين ، والجميع يعيشون بحب وإخاء دون اي حساسيات .
 
 
ايها المتحسسون من تعز واجتماع ابنائها ارجو ان تعيدوا حساباتكم وفقا للمعيار الوطني المجرد من الحسابات الضيقة ، وستجدون ان تعز تحمل هم الوطن وان أبناء تعز عبر التاريج في مقدمة مشعلي الثورات الوطنية وأول من يقدموا التضحيات دون حساب للمصالح الضيقة ، فيجب ان تثقوا ان اجتماع أبناء تعز دائماً يحمل الخير للوطن كل الوطن ، فلا قلقوا ولن يؤتى الوطن من قبلهم ، كما ارجو ان لا تخلطوا بين النظام الاتحادي والأقاليم التي توافق عليها كل قوى المجتمع وبين المناطقية ، فالنظام الاتحادي نظام معمول به عالميا وأقوى الدول في العالم هي الدول الاتحادية ، وخيرمثال على ذلك الولايات المتحدة الامريكية ، وكندا ، وغيرهما لان مواطنيها يشعرون بالمشاركة بالسلطة والثروة ولذلك تستقر الدولة الاتحادية ، بينما الدولة المركزية هي الأكثر عرضة للاهتزاز والتفكك ولكم العبرة بما حل بالاتحاد السوفياتي من تفكك خلال سنوات قصيرة .
 
 
وعندما نتمسك بإقليم الجند فإننا نتمسك بهويتنا اليمنية ووحدتنا الجامعة ، والأقاليم هي نظام اداري ، بينما الجيش واحد والسياسة العامة واحدة ، ولا يرفض ذلك الا أناس غير مطلعين على النظام الفدرالي وأسسه وقواعده ، او اخرين استعذبوا الاستحوذوا على خيرات الوطن ومقدراته على حساب بقية إخوانهم ويريدون الاستمرار بهذا الاستحواذ والإقصاء لغيرهم ، فيرفعون أصواتهم بالرفض للفدرالية بمبرر الحرص على الوطن ، فنقول لهم ان اخطر ما يهدد الوطن هو الظلم والإقصاء والتهميش وعدم إرساء دعائم المواطنة المتساوية ، اما العدل والشراكة في السلطة والثروة فإنهما الضامن الحقيقي لا ستقرار الوطن واللحاق بركب الحضارة .
 
 
وخلاصة القول نقولها من أعماق قلوبنا بملأ الفم اننا أبناء تعز يما نيون وطنيون مؤمنون ان قوة أبناء الوطن بتوحدهم وبناء وطن يسوده العدل والمساواة والشراكة في السلطة والثروة ، وان أبناء تعز جزء من هذا النسيج الوطني الأصيل الممتد من المهرة الى صعدة ، مهما زايد المزايدون فهذا السلوك جزء من عقيدتنا وديننا الذين ندين لله به.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي