الاساءة للقضاء خط احمر !!!!

رائد محمد سيف
الاثنين ، ٢٦ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٥٠ مساءً
كثر الحديث مؤخرا عن ضرورة إصلاح القضاء كأحد أهم الاركان الاساسية لبناء الدوله المدنية الحديثة .
 
إلا أن اللافت للانتباه ذلك الإغفال الذي يقع في الربط بين الواقع الذي يعيشه قضاة اليوم، وبين انتظارات المواطن العادي والصورة التي يحملها عن القاضي، وحتى الصورة التي من المفترض أن يحرص هذا الأخير على الظهور بها في المجتمع.
 
فنظراً لجسامة المهام الموكلة للقضاة وخطورة الاختصاصات التي يمارسونها وأثرها الكبير والمباشر على الفرد والمجتمع والدولة، فقد ترسّخت في العديد من الضمائر كثير من المبادئ والقيم والأعراف والتقاليد التي يجب أن تحكم سلوك القضاة، والصفات التي يتعين عليهم التحلي بها، ليحصلوا على ثقة الناس واحترامهم ، فبالإضافة إلى مقومات الكفاءة والعلم والنزاهةُ والاستقامةُ والعنايةُ والتجردُ، والعدلُ والإنصاف والورعُ والشجاعةُ.....، فالقاضي ملزم بالتقيد بمجموعة من الشكليات التي تعتبر ضرورية في عمله ولو من الناحية النظرية ، فالقاضي يجب أن ينأى بنفسه عن كل ما من شأنه أن يمس بصورته المثالية التي تجعله في مكانة مميزة وخاصة بالمجتمع، لذا يجب أن يكون حريصا على الحفاظ على الهندام الأنيق و المتميز، وبالمقابل فان القاضي بحاجه الى توفير الجو الملائم والمناسب لممارسة عمله .
ومن هنا فان السلطة القضائية تعتبر من المؤسسات الهامه في هذا الوطن الغالي ويعد الاساءة اليه باي شكل من الأشكال جريمة يعاقب عليه القانون .
 
وهنا سوف نخص بالذكرالساحة القضائية في محافظة تعز حيث شهدت نوعا من الرقي والانصاف افضل من غيرها من المحافظات حيث لم يتوقف التحقيق ونظر القضايا في تلك المحافظة رغم ما شهدته البلاد من احداث منذ عام ٢٠١١م فقد تم التنسيق بين كلا من رئيس نيابة تعز السابق   القاضي بدر العارضه و رئيس محكمة استئناف تعز القاضي احمد الجهلاني للعمل المشترك وانجاز القضايا اولا بأول ولم يتوقف اي تحقيق او جلسات لأي من السجناء او غيرهم وقد اضطر الى عقد جلسات في مدرسة السجن المركزي ، وتم التصرف ونظر قضايا الاعتصامات في تلك الفترة دون التحيز الى اي جهة كانت ، كل هذا كان دليل حرص منهما على ان يبقى القضاء هو المرجع الأساسي والاهم لكافة الخصوم ، وحرصا منهم على بقاء السلطة القضائية في المحافظة مرجع للجميع .
 
لكن ما يجري في هذه الايام من منشورات تسئ الى الهيئة القضائية في المحافظة بكلام وافترات كاذبه تدل على سوى النية لمن يقوم بها باستخدام الفاظ مخلة بالآداب ومستخدمين اسماء مستعارة ومنظمات وهمية , القصد منها الاساءة لتلك المؤسسة القضائية  والاساءة لبعض رموز القضاء بالمحافظة .
ومن هنا لا يسعنى في هذا المقال الذي اعتبره تقصيرا في رد الاعتبار للهجوم الدني الذي يشنه بعض امراض النفوس على بعض من رموز القضاء وكذا على احدى الموظفات الاداريات التي عرفناها مثال للقيم والاخلاق الحميدة ومثالا للموظف الجيد، الا ان اوجه التحية لكل من استنكر مثل تلك الاعمال المسيئة لعادتنا وتقاليدنا الاسلامية ، والوقوف صفا للنيل ممن يحاولون الاساءة لتلك المؤسسة القضائية وكافة العاملين فيها .
 
سؤال ينتابني ، لماذا دائما يحرب الشخص الجيد في هذا الوطن ؟ سواء كان قاضيا او موظفا !!
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي