لماذا كل هذه الدماء..؟

أحمد عثمان
الجمعة ، ٠٢ يناير ٢٠١٥ الساعة ١٠:١١ مساءً
«لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم..» لقد حرّم الله قتل النفس البشرية بغير حق، والحق هنا محدود بممارسة القتل وهو القصاص العادل الذي شرع لإحياء الناس، وهذا القصاص لاينفذه من هب ودب، وإنما الدولة عبر أجهزتها القضائية والتنفيذية، وهو مايعني أننا بحاجة إلى الدولة لكي نحافظ على الدنيا والدين.. وعلى النفس والعرض والمال والعقل. 
 
 
وإذا كان قتل نفس واحدة هو قتل للناس جميعاً تعظيماً للنفس الانسانية، فإن قتل الدولة هو قتل فعلي للناس جميعاً وإهدار للحقوق والأمان، ولهذا علينا ونحن نذعر مما يجري من سفك لدماء الأبرياء ودماء المتحاربين من اليمنيين هنا وهناك، علينا أن نسأل أنفسنا: لماذا غاب الأمن، لماذا يتحارب الناس على هذا النحو الجنوني؟ سؤال قديم جديد!. 
 
لن نخرج من دوامة الفراغ الأسود والموت العبثي حتى نجيب على هذا السؤال بصورة عملية.. إنهم يتقاتلون من أجل الحكم.. يتصارعون بالسلاح منذ قديم الزمان لأنهم يريدون اغتصاب الحكم وليس أخذه بحقه.. أما حقه فقد توصل العالم كله إلى وسيلة الانتخابات النزيهة، باعتبار الحكم حقاً للشعب ونحن في اليمن كانت لنا تجارب وإن كانت ناقصة لكننا كنا نأمل أن تكتمل ونستفيد من تراكم التجارب. 
 
ودخلنا حواراً رائعاً أخرج لنا وثيقة هي شاهدة على الجميع في الدنيا والآخرة, من يقتلها اليوم هو يتحمل كل النفوس والدماء المراقة ويمارس الانتحار ويكتب على نفسه عاراً لا يمحى، فلا أحد يستطيع أن يحكم بهذه الطريقة وإنما يقتُل ويُقتل ويفتح أبواباً واسعة للقتل ويشوه نفسه ويكتب لتاريخه عاراً موشماً بدماء الأبرياء ومعاناة الشعب. 
 
 هناك أطراف متداخلة تقف وراء هذه الحالة المؤسفة قاعدتها ثقافة الحكم بالغلبة والسلاح وفرض الرأي بالقوة وثقافة إزاحة الآخر من الوجود وهي فكرة مدمرة للجميع. 
 
 للأسف نحن أمام صورة في غاية الفظاعة دين ودنيا.. فالمقتول عندما يلفظ أنفاسه يقول: أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، والقاتل عندما يقتل يصرخ الله أكبر، ويتبادل الدور بين القاتل والقتيل الذي قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلاهما في النار» أما عن الأبرياء الذين يُقتلون على طريق المعارك، فهذه جريمة مضاعفة ستتحول إلى لعنة على القتلة ...اللهم احفظ اليمن وأزل القتلة. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي