الصراخ على قدر الألم !!!

لطفي شطارة
الاثنين ، ١٥ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٦ مساءً
فجأة أصبح الرئيس عبدربه منصور هادي عرضة لكل السهام في الشمال بعد ثلاثة أعوام من التصويت بنسبة قوية شمالا له كرئيس انتقالي عقب الإطاحة بالرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في 2011 .. هادي أصبح في 3 سنوات في نظر الشماليين هو المعرقل هو الفاسد هو الذي نهب خزانة الدولة هو الذي أدخل الحوثيين إلى صنعاء هو الذي دمر المؤسسة العسكرية ..
 
أصبح هادي خطرا على الدولة العميقة في الشمال كما يقولون ، والتي ترى أن السلطة سلبت منها إلى جنوبي ويجب نزعها منه قبل أن يستكمل ما برأسه من مسلسل تصفية الشمال من مراكز القوى التي ظلت لعهود طويلة هي صاحبة الكلمة العليا لحكم اليمن .
 
فليس دفاعا عن هادي فلديه طاقم يستطيع الرد على أية تهم توجه له .. ولكن ردي هو لفضح من يحاول استغباء العامة من الشعب لتمرير مخطط انقلابي على رئيس هم أصروا على انتخابه بعد أن توافقوا أن يكون الرئيس جنوبيا وهم من يريدوا الإطاحة به اليوم بعد أن تجاوز حدود المسموح له حسب اعتقادهم .. فشق هادي أركان الدولة فهرب علي محسن في جنح الظلام وسبقه حميد الأحمر في الخروج إلى تركيا واختفى الزنداني كفص ملح وذاب .. خلال ثلاث سنوات أصبح صالح ملاحقا من قبل المجتمع الدولي وحزبه المؤتمر الشعبي العام منقسما على نفسه وامواله مصادرة .. يتجرع صالح وحزبه اليوم وبعد مرور 20 عاما من اجتياح الجنوب من نفس الكأس الذي جرع به شريكه في الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني وصادر مقراته وامواله .
 
خلال ثلاث سنوات وجد اباطرة الفساد في المؤسسة العسكرية الذين اعتبروا أن اليمن ضيعة لهم وان الجنوب هو الدجاجة التي تبيض دهبا لهم خارج الجيش الذي حولوه إلى وكر للقمع ونهب موازنات الدولة .. أصبح مقولة والصوملي وقرقر وعمار ويحي محمد عبدالله صالح وأحمد علي عبدالله صالح ومحمد صالح الأحمر ومحمد علي محسن والقمش جميعهم والقائمة تطول خارج نظام الحكم .. من عمر شعب ثلاث سنوات لا تساوي شيئا مع حجم وعدد أركان نظام الفساد الذي جرى فكفكته بهذه الحرفية .. سقطت منظومة فساد واستبداد وظلم خلال ثلاث سنوات فقط .. 
 
تشتد المؤامرة للإطاحة بهادي مع كل يوم يسقط فيه أحد أصنام عهد نظام المخلوع .. سقط الاشول رئيس هيئة الأركان العامة فتعالت الأصوات التي تطالب بحماية الجيش .. حالة من الهستيريا تعصف بمنظومة الحكم المتهاوية .. فخرجت وحدات عسكرية شمالا تذرف دموعها امام الشاشات وتطالب بوقف ما وصفته بتدمير الجيش ملمحة إلى الرئيس هادي قيامه بذلك .. نسى المتباكون انه لا يوجد جيش في اليمن يبكون عليه .. فخمسة جنود ارتيريين ساقوا خمسين جندي في حنيش .. 
 
ومتمردين حوثيين كما كان يصفهم صالح هزموا الجيش الوهمي في ستة حروب ، ولو كان هناك جيشا في اليمن لما استعان صالح بالجيش السعودي في إحدى حروبه في صعدة .. كل ما يجري في اليمن هي حالة هستيريا خوفا من القادم تنتاب بقايا أركان نظام دام 33 عاما والمتحالفين معه من القوى الصاعدة .
هادي لا يتكلم كثيرا ولكن صمته هو سبب الحملة عليه واذا استمر في صمته سينقلبون عليه قبل أن يتكلم .. فصراخ القوى الطامحة للحكم أو استعادته في الشمال إنما هو صراخ يعكس حجم ومرارة الألم الذي يشعرون به.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي