لن نبقى على فوهة البركان. .!!

نبيلة الوليدي
الأحد ، ١٤ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٨ مساءً
حتمية الخروج من هذه المرحلة الحالكة السواد من تاريخ بلادنا يوجب على أهل الرأي وحملة الأقلام إعلان ثورة على هذا الجمود الخانق للحياة على أرض اليمن!  
 
لم تمر اليمن في تاريخها المعاصر بأزمة أسوأ مما تعانيه في هذه الفترة الحرجة للغاية!  
 
الجمود يشل الحراك الفكري والعقدي والروحي والعلمي والفني وكل شيء يجعلنا نتقدم خطوات نحو النجاة من هلاك محدق ذهب بمروءة وأخلاقيات وحتى إيمان الكثيرين وكما قيل "يكاد الفقر أن يكون كفرا"! 
 
أضحى حلمنا الآن أن نسلم كفافا, ولم يعد الطموح يتعدى هذا السقف تطلعا نحو التطور الذي نرى سبيله ملغما بالمستحيل الذي تزرعه الفئات المتناحرة على السلطة على مرأى ومسمع من الجميع! 
 
الحزم يقرر وبقوة أنه لابد من حل سريع لهذه الأزمات المتتابعة, وإيجاد دواء ناجع لليمن المريض فورا قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة! 
 
من في العلو يبدو أنهم لا يأبهون للتدهور الحادث في جسد الوطن, وحياة الناس! 
 
إنهم يرون البلد تتهاوى أركانه كافة, بجوانبها البشرية والمادية, ويفقد جميع عوامل التماسك كدولة ذات سلطة وسيادة, ويلحظون عن قرب تغيّب الدولة وبعلنية وجرأة عن القيام بمهمتها الرئيسية " توفير العيش الكريم لمواطنيها وتيسير سبل ووسائل بلوغ الرفاهية لهم, وحماية أمنهم وضمان حرياتهم " ومع ذلك فهم ماضون في غيهم, سادرون في تهافتهم المخزي على وضع النهاية المأساوية لوطنهم بأيد آثمة وضمائر ميتة!! 
 
الرئيس " هادي " قال يوما كلمة جعلتنا نحترمه كثيرا وقتها, قال: 
 
إن لم أتلق عونا من جميع الفصائل لإخراج الوطن من هذه الأزمات فلسوف أرحل, ولن أستمر في موقع الرئاسة يوما واحدا بعد انتهاء مدتي المؤقتة, لكنه الآن وبعد انتهاء تلك المدة, ومرور أكثر من عامين ما يزال باقيا هناك على كرسي الحكم رئيسا بلا نفوذ! 
 
والرئيس السابق يتبجح دوما بتضحيته برئاسة البلد, وهو يدرك كما يدرك الكثيرون بأنه يمتلك نفوذا لا قياس له, وتأثيرا لا يمتلك هادي بعضا منه!! 
 
والمبعوث الأممي يتأرجح بين الفرقاء, تارة يتهمه هذا بالميل للأخر وتارة يتهمه ذاك الأخر بالميل للأول!  
 
يجيء ويذهب مجعجعا بوعود ووعيد, وتصريحات فضفاضة لا تغير في واقع الحال شيئا! 
 
والجماعات والأحزاب المخضرمة تستميت لتأخير الانتقال من هذه المرحلة الفوضوية التي تسحق الوطن دولة وإنسانا! 
 
لماذا يصرون على البقاء في عنق الزجاجة المشتعلة؟ يثبتوننا واليمن في مثلث الموت؟! 
 
ترى ما هي مصلحة كل فصيل منهم في التوقف في هذه المرحلة؟  
 
الواقع والمنطق يؤكدان استحالة الرجوع للوراء, ويقرران قسوة وشدة الوقوف في الحاضر القاتم القاتل لمقدرات الوطن والطاحن لعيش وهمم ونفسيات وأحلام وطموحات الناس؛ فلماذا لا نتخذ القرار الصحيح قبل أن نتهاوى كلنا؟! 
 
نحن لن نرجع للخلف ولن نحتمل البقاء في الحاضر لأكثر من هذا؛ إذن ليس ثمة مخرج سوى الهروب للأمام, أيا كانت حجم المخاطر فلن تكون أسوأ مما نعانيه الآن. .إلا إن كانت لهم حسابات خفية يراعونها وليس للشعب ومصير الوطن أي مساحة في حسبتهم هذه, فذاك أمر آخر..! 
 
أيها الناس البسطاء تيقظوا قبل أن يحل بكم سوء العذاب, هذه الأحزاب والجماعات غدت كجماعات يأجوج ومأجوج وقد حان الوقت لحجزهم عن أذيتنا أكثر من ذلك, عليهم أن يقروا أنه لا حل لهذه المعضلات سوى المضي نحو الأمام, نحن أبناء الوطن الذين خرجنا بالأمس زرافات ووحدانا لمنح أصواتنا للرئيس هادي إنما خرجنا تصديقا لوعود بأنه سيكون لنا بعده بفترة قصيرة دولة ذات سيادة, دولة تقيم فينا العدل وتخلق لنا فرصا للعيش الكريم وتحقق لنا الأمن والرفاهية, نحن لم نخرج لأجل "هادي" لأنا لم نكن نعرفه وقتها, لقد خرجنا من أجل ما بعد "هادي" واليوم يريدون لنا البقاء في هذه الخانة القاتلة " دولة برئيس مسلوب النفوذ وفوضى عارمة"! 
 
لقد آن لنا أن نطالب وبقوة وإصرار تام بتنفيذ هذه الوعود, لماذا التوقف هنا على فوهة البركان؟ إننا نحترق فقرا وبطالة وتخلفا وقتلا وتمزقا وألما لوضع دولة بحكومة هشة وقيادة لا تملك نفوذا للتأثير في هذه الفرق والأحزاب المتناحرة. نريد دولة يرأسها رجل ذو نفوذ وليكن "هادي" بشرط تمكينه من قوة النفوذ, أو حتى فليكن الشيطان بعينه..!! 
 
لا تساس الدول إلا بقانون القوة. من يمتلك القوة والنفوذ يحكم. " إن خير من استأجرت القوي الأمين " القوة أولا. .! 
 
أخيرا: 
 
 فليصعد لدفة الحكم الأقوى وسوف نقبل به؛ مادام سيقيم لنا دولة قوية تحفظ كرامة إنسان هذا الوطن وتمنحه فرصة للنهوض والترقي مثله مثل سائر البشر على هذه الأرض.  
 
لم نعد نثق بأطروحات الحكومة و لا بمن يرأسها, ولا نثق بالمبعوث الأممي, نحن نثق بقانون الواقع الذي يقرر بأن الدول لا تنهض ولا تساس إلا بنظرية القوة.. نريد انتخابات عاجلة, نريد رئيسا قويا ذو نفوذ, نريد وطنا قويا وهذا قرارنا الذي لا حياد عنه, ولا مفر منه!! 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي