فِرق الموت قتلت «سومرز»

عزوز السامعي
الجمعة ، ١٢ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٥٩ مساءً
اليمن ضحيّة أوباش وُلدوا من طينته وترعرعوا في كنفه، مضافة إلى هذه الأوباش كائنات من جنسيات مختلفة قدمت بغرض المشاركة في عملية وأد الدولة ونسف أحلام الناس فيها، نحن تعثرنا في كل شيء، حتى أحلامنا غدت تتقاصر عن مطاولة الحد الأدنى لاحتياجات ورغبات إنسان العصر.
 
بناء الدولة لم يكن يوماً مهمّة سهلة يمكن إنجازه بتفتيش حقيبة امرأة في شوارع العاصمة أو الرقص على جثّة صحافي أجنبي قدم في مهمّة إنسانية صرفة، أية جهة تمارس القتل وتنتهج سلوك الاستبداد والوصاية على الناس هي أبعد ما تكون عن جوهر مشروع البناء، وبالطبع فإن النتيجة الموضوعية لوصول جماعات العنف والاستبداد إلى السُلطة لن تكون على شاكلة الأحلام الجميلة للناس، فهي لن تبني مستشفيات ولا مؤسّسات خدمية بل أضرحة، كما أنها لن تستقدم إلى البلد خبراء اقتصاد بل خبراء متفجرات.
 
آفة «القاعدة» وجماعات العنف المسلّحة هي أخطر ما يواجه اليمن في الوقت الراهن، ثم تأتي بعد ذلك بالترتيب القضايا المتعلّقة بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لنترك هذا الآن ونتحدّث عن بلد يُقتل فيه صحافي أجنبي قدم في مهمّة إنسانية، فثمّة حاجة للحديث عنه باعتباره يعيش في أوحال مأساة تاريخية ويحتاج إلى معجزة للنجاة والخروج من هذه الأوحال.. قدم الصحافي الأمريكي النبيل «سومرز» إلى اليمن للعمل في مهنة التعليم، وقد تماهى على الأرجح إلى مسامعه قبل أن يأتي أنه في طور الإقدام على مغامرة حقيقية لا يُقدم عليها سوى الحمقى، فالسفر إلى بلد يتربّص به القتلة ويقع تحت سطوة جماعات مسلّحة تنظر إلى دم الأجنبي بوصفه مادة سائلة يمكن التزحلق عبرها إلى جنة الله، هو بلد أبعد ما يمكن التفكير بالقدوم إليه، نداء صدر من أعماق «سومرز» وحرّضه على المجيء، حيث وثّق هنا معظم أعمال القتل طيلة عامين، ثم انتهى بعدّة طلقات من فوهة بندقية مأجورة دون أن يوثّق الحادثة أحد..!!.
يدرك «سومرز» أنه أمريكي ومن ثم فإن نخاع رأسه مطلوب لكل مشاريع الموت هنا، فثمّة فِرق موت تمارس على الدوام الهتاف ضد أمريكا، وتتوعّد بمعاقبة أمريكا، وتحرّض على المصالح الأمريكية والمواطنين الأمريكيين والمنتجات الأمريكية؛ عدا الروح الجميلة المغامرة للنبيل «سومرز» لا يمكن العثور إذن على سبب واحد جعله يتحمّس لحمل حقيبته والإتيان إلى هذه القطعة الجغرافية البائسة من العالم.
 
لدى «سومرز» أحلام بسيطة هنا، فقد انتهت احتجاجات الربيع وغادر المتحاورون أرضية الموفمبيك، وعليه الآن التفكير بمشروع إنساني تتلخّص فكرته في النزول إلى الشوارع وعقد لقاءات مع المشرّدين وأطفال «الفاين» والمتسوّلين على مداخل الأسواق.. لدى «سومرز» ذهنية نظيفة لم تتلطّخ بأوساخ القادمين على صهوة التخابر، إنه يعمل وحيداً دون التنسيق مع أية جهة أو شبكة أجنبية، وهو لا يتورّع عن خلع حذائه ووضعه على قفاه لإراحة خلفية عنقه من وخز حافة الحجر بعد تناول «قوطي» من الشاي في كافيتريا شعبية بشارع الثلاثين في صنعاء.
بعد هذا يمكن لهاجس الأسئلة أن يبدأ نشاطه: لماذا اختطفت «القاعدة» سومرز وقتلته، ما الذي ارتكبه هذا الصحافي الشاب غير أنه حمل جوازاً أمريكياً ودخل اليمن تحت اسم وعلم الولايات المتحدة، ومنذ متى كتب الله على خلفية أجساد القادمين من أمريكا «هذه الظهور ليست معصومة وهذا الدم حلال الإزهاق» ثم متى كان «سومرز» مسؤولاً عن عمليات أمريكية، ومن الذي اكتشف «سومرز» وهو يدلي بمعلومات مهمّة عن أسرار اليمن لأجهزة استخبارات معادية..؟!.
 
«سومرز» انتهى بأيدي فرق الموت قبل أن تكتمل فكرة مشروعه الجديد، أما البسطاء الذين انتظروه لينقل معاناتهم وأوجاعهم فلايزالون على الأرصفة شاهرين رغبة متوقّدة في كشف أوجاعهم إلى العالم ومنتظرين «سومرز» الذي قتله أعداء الإنسانية وأعادوه إلى بلده جثّة هامدة يحملها تابوت حزين..!!.
اليمن ضحيّة أوباش وُلدوا من طينته وترعرعوا في كنفه، مضافة إلى هذه الأوباش كائنات من جنسيات مختلفة قدمت بغرض المشاركة في عملية وأد
الدولة ونسف أحلام الناس فيها، نحن تعثرنا في كل شيء، حتى أحلامنا غدت تتقاصر عن مطاولة الحد الأدنى لاحتياجات ورغبات إنسان العصر.
 
بناء الدولة لم يكن يوماً مهمّة سهلة يمكن إنجازه بتفتيش حقيبة امرأة في شوارع العاصمة أو الرقص على جثّة صحافي أجنبي قدم في مهمّة إنسانية صرفة، أية جهة تمارس القتل وتنتهج سلوك الاستبداد والوصاية على الناس هي أبعد ما تكون عن جوهر مشروع البناء، وبالطبع فإن النتيجة الموضوعية لوصول جماعات العنف والاستبداد إلى السُلطة لن تكون على شاكلة الأحلام الجميلة للناس، فهي لن تبني مستشفيات ولا مؤسّسات خدمية بل أضرحة، كما أنها لن تستقدم إلى البلد خبراء اقتصاد بل خبراء متفجرات.
 
آفة «القاعدة» وجماعات العنف المسلّحة هي أخطر ما يواجه اليمن في الوقت الراهن، ثم تأتي بعد ذلك بالترتيب القضايا المتعلّقة بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لنترك هذا الآن ونتحدّث عن بلد يُقتل فيه صحافي أجنبي قدم في مهمّة إنسانية، فثمّة حاجة للحديث عنه باعتباره يعيش في أوحال مأساة تاريخية ويحتاج إلى معجزة للنجاة والخروج من هذه الأوحال.
 
قدم الصحافي الأمريكي النبيل «سومرز» إلى اليمن للعمل في مهنة التعليم، وقد تماهى على الأرجح إلى مسامعه قبل أن يأتي أنه في طور الإقدام على مغامرة حقيقية لا يُقدم عليها سوى الحمقى، فالسفر إلى بلد يتربّص به القتلة ويقع تحت سطوة جماعات مسلّحة تنظر إلى دم الأجنبي بوصفه مادة سائلة يمكن التزحلق عبرها إلى جنة الله، هو بلد أبعد ما يمكن التفكير بالقدوم إليه، نداء صدر من أعماق «سومرز» وحرّضه على المجيء، حيث وثّق هنا معظم أعمال القتل طيلة عامين، ثم انتهى بعدّة طلقات من فوهة بندقية مأجورة دون أن يوثّق الحادثة أحد..!!.
 
يدرك «سومرز» أنه أمريكي ومن ثم فإن نخاع رأسه مطلوب لكل مشاريع الموت هنا، فثمّة فِرق موت تمارس على الدوام الهتاف ضد أمريكا، وتتوعّد بمعاقبة أمريكا، وتحرّض على المصالح الأمريكية والمواطنين الأمريكيين والمنتجات الأمريكية؛ عدا الروح الجميلة المغامرة للنبيل «سومرز» لا يمكن العثور إذن على سبب واحد جعله يتحمّس لحمل حقيبته والإتيان إلى هذه القطعة الجغرافية البائسة من العالم.
 
لدى «سومرز» أحلام بسيطة هنا، فقد انتهت احتجاجات الربيع وغادر المتحاورون أرضية الموفمبيك، وعليه الآن التفكير بمشروع إنساني تتلخّص فكرته في النزول إلى الشوارع وعقد لقاءات مع المشرّدين وأطفال «الفاين» والمتسوّلين على مداخل الأسواق.. لدى «سومرز» ذهنية نظيفة لم تتلطّخ بأوساخ القادمين على صهوة التخابر، إنه يعمل وحيداً دون التنسيق مع أية جهة أو شبكة أجنبية، وهو لا يتورّع عن خلع حذائه ووضعه على قفاه لإراحة خلفية عنقه من وخز حافة الحجر بعد تناول «قوطي» من الشاي في كافيتريا شعبية بشارع الثلاثين في صنعاء.
 
بعد هذا يمكن لهاجس الأسئلة أن يبدأ نشاطه: لماذا اختطفت «القاعدة» سومرز وقتلته، ما الذي ارتكبه هذا الصحافي الشاب غير أنه حمل جوازاً أمريكياً ودخل اليمن تحت اسم وعلم الولايات المتحدة، ومنذ متى كتب الله على خلفية أجساد القادمين من أمريكا «هذه الظهور ليست معصومة وهذا الدم حلال الإزهاق» ثم متى كان «سومرز» مسؤولاً عن عمليات أمريكية، ومن الذي اكتشف «سومرز» وهو يدلي بمعلومات مهمّة عن أسرار اليمن لأجهزة استخبارات معادية..؟!.
 
«سومرز» انتهى بأيدي فرق الموت قبل أن تكتمل فكرة مشروعه الجديد، أما البسطاء الذين انتظروه لينقل معاناتهم وأوجاعهم فلايزالون على الأرصفة شاهرين رغبة متوقّدة في كشف أوجاعهم إلى العالم ومنتظرين «سومرز» الذي قتله أعداء الإنسانية وأعادوه إلى بلده جثّة هامدة يحملها تابوت حزين..!!.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي