متى نعيش ليعيش اليمن ؟

أحمد غراب
الاربعاء ، ١٠ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٣٩ مساءً
طالما ونحن اليمنيون كـ بني آدم مخلوقون من تراب لماذا لا تنبت فينا الورود كما تفعل أشواك الصراعات ؟!
 
نحن أكثر ناس في العالم يتحدثون ويتغزلون ويغنون بالوطن وللوطن ولا نعمل من أجله شئاً، نحن أكثر ناس نردد مواعظ وخطباً دينية وأحاديث وآيات قرآنية وأقل ناس نعمل بها، نحن أكثر ناس في العالم نقول قصائد حب ونتغزل بالمحبوب وأقل ناس في العالم يعيشون الحب كواقع.
 
الحكاية ليست حكاية كلام والسلام النشيد الوطني الياباني اقصر نشيد في العالم وشوفوا اليابانييين أينهم وأين نحن ؟
عندما تسافر بلدان العالم المتقدمة لاتجدهم يخطبون كما نخطب ولا يرددون الأناشيد الوطنية التي نردد يحبون وطنهم بالعمل والنهوض والتقدم والتنافس الحقيقي وليس مثلنا بالشعارت والخطابات ..
 
الحب أي حب ليس كلام بل اهتمام فكيف بحب الوطن ؟
أية فلسفة وطنية هذه التي اعتنقناها ؟
متى ينتقل حب الوطن من وهمنا إلى واقعنا ، ومن النظرية إلى التطبيق ، ومن المظهر إلى السلوك.
ثم دعوني أسألكم : كيف يحب وطنه من لا يحب نفسه ؟
وطنك لا يطلب منك أن تدفن نفسك وإنما يريد منك أن تهتم بنفسك ولا تظلمها أكلا وشربا ونظافة وتعليما وسلوكا وحياة.
لماذا نربط دائما بين حب الوطن والموت ؟
أليس عجيبا أن نكتشف أننا قتلنا هذا الوطن بتناحرنا وصرعاتنا ونحن أكثر من يهتف نموت من أجلك يا وطن ؟
بالروح وبالدم نفديك.
 
لماذا لا نقول: نعيش من أجلك يا وطن ونعيش من أجل اليمن ليعيش اليمن ؟
الحب لا يمكن أن يتحقق بالتطرف إنما هو بالعدل ، بالإيمان ، بالحكمة بأن تحب لغيرك ما تحب لنفسك.
فعلا كما قال أحدهم: مجتمعنا منشغل بالخوف من العين ، أكثر من إنشغاله بعمل شيء يستحق أن يحسد عليه !
البعض يتعاملون مع الوطن كبطاقة إعادة الشحن، يشحن مشاعر وطنية بِـ قدر ما يحتاجه الموقف أو الحشد أو أو من مصلحة ثم يرمي البطاقة !!
 
كل القصص الأليمة في التاريخ اليمني تقوم على تفصيلة درامية واحدة فقط هي الاختلاف والطمع الداخلي سبب كل بلاء وتدمير.
 
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.
 
"الثورة نت " 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي