معوّقات المشاريع البدائية

فتحي أبو النصر
الأحد ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
كارثة أن ينتمي المرء إلى جماعة تجعلك تؤدّي قسماً ينطوي الفعل على أكثر من استلاب؛ إنه الفعل غير الديمقراطي وغير السياسي الذي لا يحترم أية قيمة لفردانية الرأي المختلف داخل الجماعة كونه ينطوي على حنث بيمين ويجب أن يجرّم صاحبه الذي سقط في طريق الدعوة القرآنية. 
 
وبالتالي فإنه لا يوجد داخل جماعة مغلقة عن التطوّر كهذه أي اعتبار لعقلانية المراجعة أو المناقدة أو الاختيار والتفكير الحر؛ على أن يمين الطاعة هذا هو الذي لا يتيح لأصحابه أي فرصة للتمحيص أو المراجعة كما يكدسهم بالمشكلات الأدائية التي تتراكم فقط. 
 
والحاصل هو أن هذا الصنف مصابون بالعمى، وطبعاً من المؤسف أن يتحوّل الدين إلى أيديولوجيا لمراكز نفوذ وهيمنة، كما من المؤسف أن يفقد الدين عمقه الفردي الخاص ويصبح رافعة لأغراض سياسية انتهازية كما يحصل من حولنا. 
 
الأسوأ هو أن جماعات الاستغلال السياسي تؤمن بكل بلاهة أنها الوصيّة على المجتمع أو المحتكرة للدين، في حين يزيد الوهم من منسوبه فتظن أنها بديلاً للدولة أيضاً. 
وهكذا تقوم هذه الجماعات بالتوحُّد في تضييق الخناق على خطاب الرشد السياسي المأمول؛ وهكذا تريد للمجتمع أن ينقسم في تحيُّزاته بينها وأن تستأثر بامتيازات ما أنزل الله بها من سلطان، وهكذا بالمحصّلة تصبح المشاريع البدائية معوّقة للمدنية والمواطنة والمستقبل السّوي. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي