لا تحزنوا آل الأحمر فإن تأريخا جديدا يكتب لكم

محمد الحذيفي
الخميس ، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٣٨ صباحاً
منذ ان قرر أبناء المرحوم الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر الانحياز لثورة الشعب , ثورة الحادي عشر من فبراير وهم يدفعون الثمن باهضا , ليس من قبل خصومهم فحسب , بل حتى ممن انحازوا إليهم يوم الشدائد وكان لهم الكلمة الفصل في ترجيح كفة ميزان الثورة على قوة النظام , وكان بمقدورهم النأي بأنفسهم والتزام الحياد والجلوس في منازلهم , وستاتيهم الهدايا مرصعة بالذهب إلى منازلهم , وسيزيد ثراؤهم اضعافا مضاعفة , لكنهم وكما هو تأريخهم الحافل بالنضال الوطني وقفوا إلى جانب المظلومين وإلى جانب ملايين الشعب اليمني في ثورته ضد الفساد والعبث بمصالح البلد.
 
انحازوا إلى جانب القيادة السياسية الجديدة والشرعية الجديدة , شرعية الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي الذي باعهم بليل وبثمن بخس كما باع ثورة الشباب التي أتت به إلى كرسي الرئاسة , انحازوا الى جانب الإرادة العظمى وإرادة الغالبية الشعبية التي انتخبت هادي رئيسا في الـ 21" من فبراير , ولا نستطيع هنا ان نحدد أو نجزم بنية انحيازهم لكننا نحكم على الظاهر ونقول الثابت , والثابت أنهم انحازوا مع الإرادة الوطنية حتى يثبت العكس.
وعليه فهم اليوم يدفعون ثمن مواقفهم بعد ان تخلى عنهم من انحازوا اليهم , وهم ثوار الحادي عشر من فبراير بمختلف مكوناتهم وعلى رأسهم مكون انصار الله الحوثي الذي تحول إلى ثورة مضادة وتحالف مع رأس الثورة المضادة الرئيس السابق صالح لينتقم ممن انحازوا اليه ووقف معهم في حروبهم الست , فرجل الأعمال حميد الأحمر كان من المناصرين لقضية صعدة وللحوثيين , وكان ضد الحروب الست , ووقف في وجه صالح مؤازرا الحوثين عندما كانوا مختبئين في الكهوف والمغارات , واليوم يكافئونهم بمصادرة اموالهم وممتلكاتهم وحرق ونسف منازلهم , لم يراعوا حرمة , ولم يحترموا عادات وتقاليد تعارف عليها اليمنيين على مر التأريخ في إدارة خلافاتهم.
 
إن الأيام تثبت لنا أن جماعة الحوثي جماعة ارهابية عنصرية اقصائية استئصالية من الطراز الرفيع , تحارب الفساد بفساد اكبر منه , وتحمي اللصوص والفاسدين , وتلاحق المتهمين , وتشكوا من ممارسة الظلم معها وتمارس ظلما اشد وانكى , وتهاجم الإقصاء وتمارس الإقصاء بأبشع صوره وأنواعه , فما تمارسه بحق خصومها السياسيين والقبليين وعلى رأسهم بيت الأحمر سيجبر الجميع حتى المختلفين معهم على التعاطف معهم والوقوف إلى جانبهم لأن هناك ظلما يمارس بعيدا عن العدالة والقانون ومنصة القضاء , وهناك اجتثاث لقوى وشخصيات فاعلة وتمثل السواد الأعظم من اليمنيين حتى وإن تم الاختلاف معها.
 
إن ما تمارسه جماعة الحوثي لا يختلف عما كان يمارسه نوري المالكي وعصائب اهل الحق وجماعة بدر في العراق , وهو يسير بنفس الطريق وبنفس الأساليب والأدوات , وهذا ما يمثل خطرا حقيقا على اليمن واليمنيين ويزيد من انصار تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية التي تمثل جماعة الحوثي أحد أوجه هذه الجماعات الإرهابية.
 
ولذلك نقول لآل الأحمر لا تحزنوا ولا تهنوا فإن تأريخا جديدا يكتب لكم , يسطر بطولاتكم ونضالاتكم , ويسجل مواقفكم ’ وهو من سينصفكم وسيعطيكم حقكم كما اعطى أباءكم واجدادكم , ولا تركنوا إلى قوم انحزتم إليهم فهم اضعف وأوهن من أن يسجلوا موقفا شجاعا ليس معكم , ولكن مع الحق الذي ينتهك أمام اعينهم ومع الكرامة الإنسانية التي يتشدقون بها على منابر المحافل الدولية وفي التقارير التي يرفعونها إلى المنظمات الدولية , ولا تنتظرون منهم موقفا أو حتى بيان إدانة واستنكار , فإنهم يرجفون خوفا من سطوة السيد , وغمزة جمال بن عمر عراب المبادرات وحليف المليشيات.
 
ويجب أن تعلمون أن من ينتقم منكم ليس مليشيات الحوثي , ولا الرئيس السابق , فإنما هم أدوات وقفازات , ولكن من ينتقم منكم هو من سمح لهم باجتياح صنعاء , وإسقاط عمران , والتهام مؤسسات الدولة تحت حجج ومبررات واهية , ومن يتآمر عليكم وعلى الشعب اليمني هو من سلم المعسكرات واسلحة الجيش لهذه القفازات , من ينتقم منكم من استأمناه على وطننا وامننا واستقرارنا ومنحناه اصواتنا يوم " 21" فبراير واتضح أنه العدو الأول للشعب اليمني.
كما ولا تضنون أننا وإياكم على كلمة سواء فإن لكم مواقف واخطاء لا داعي لسردها الآن وليس المقام مقام ذكرها.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي