العناد الحلمي

فتحي أبو النصر
الاثنين ، ٠٣ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٢٠ مساءً
«1» 
 
لعل أحلامنا في ظل هذا الواقع العربي تصدم الروح جداً، ثم إن هذا الواقع المنحط لم يعد فيه لشرف الحلم حظوة كبيرة؛ غير أنه لا حيلة لنا سوى إظهار احترامنا لأحلامنا، مؤكدين هويتنا كإنسانيين، وأيضاً باعتبار هذا العناد الحلمي هو قضية إدراك وعقل وطنيين. 
فيما تبدو الإرادة ذريعتنا لنستمر متخفّفين من سلطان الاغتراب الفظيع، ولكن عبر الوعي وليس عن طريق الديماغوجية، فالوعي نوع من الترضيات الذاتية كي لا ننهار تماماً، ويمكن تسميته «مجالنا الروحي الصعب» لبلوغ دينامية المعرفة وفهم حركة التاريخ والذات في الزمان والمكان.
 
«2» 
 
البرلمان الكولومبي يوافق على وضع صورة ماركيز على العملات الورقية كنوع من التكريم لإبداعاته، في اليمن لدينا شارع «صفر وشارع 16 وشارع الستين وشارع الخمسين» ولا يوجد شارع واحد باسم مبدعينا الكبار وعلى رأسهم البردوني، تلك مجتمعات تستحق الاحترام وأكثر. 
 
«3» 
 
جلال الأحمدي فردوس وجحيم جلال الأحمدي، هكذا أخبرتني القصيدة عن صاحبي الخجول، صاحبي الشاعر الأسطوري - وأقولها هنا بوعي تام - صاحبي الذي يكافح ركاكة واضمحلال الواقع وعناصره بالحب وبالإصغاء لجرسه العميق مفجوعاً ومقاوماً..!!. 
صدّقوني من لا يؤمن بقصائد جلال الأحمدي سيرتكب خطيئة كبرى، إنها قصائد الغوايات الجمالية الباهرة، قصائد طهورية عنفوانية تتألق وتكابد وتعيد التوازن إلى العالم المعتوه. 
 
بالتأكيد متى ما كانت قصائد جلال الأحمدي في المنهج الدراسي مثلاً سيتوقف وعي اليمني عن التدهور، صدّقوني أيضاً. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي