فتاوى الأوصياء، وصدق المثل العربي.

عبدالرب صالح السلامي
الاربعاء ، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٢٧ صباحاً
 
قناعتي منذ زمن طويل بصدق المثل القائل: "أهل مكة أدرى بشعابها"..
 
أتذكر هذا المثل: عندما أرى الوصاية على بلدي في كل شأن من شؤونه..
 
لا أستغرب من وصاية الساسة والدول التي باتت تتحكم بمصير اليمن، فأنا اعتبر وصايتها على اليمن أمرا مطردا مع منطق قانون الغاب الدولي!!
ولكن أتحدث عن شكل آخر من اشكال الوصاية..
 
إنها الوصاية باسم الدين ومصلحة الأمة!..
 
أتحدث عن العلماء الأجلاء -من بلدان عربية شقيقة- الذين يمارسون ضربا من الوصاية على اليمن، وهم لا يعرفون تعقيدات البلاد اليمنية وحقيقة أزمتها السياسية والأمنية والاقتصادية، ولا يحيطون علما بتركيبتها السياسية والاجتماعية والثقافية..
 
فترى الشيخ الوصي منهم -بوعي أو بغير وعي- ينصب نفسه مرشدا لدعاتها، ومفتيا لأبنائها، وموجها لثوارها، يدعو إلى الحرب ويحرض على القتال، وهو في النهاية لن يذوق من الحرب إلا أخبارها..
 
ينصب نفسه وصيا دينيا على اليمن، ناسيا أن في اليمن علماء ودعاة وساسة، يوجد من بينهم من هو أعلم منه بالشرع والواقع وأكثر منه حرصا على مصلحة بلاده، فهم -شرعا- أولى بالفتوى منه في مثل هذه النوازل!
 
لا أقول نحن في غنى عنكم أيها العلماء الأجلاء من البلدان الاسلامية الشقيقة، فاليمن بحاجة إليكم..
 
فإذا أردتم مساعدة اليمن، ففي اليمن سبعة مليون طفل يعانون من سوء التغذية، وثمانية مليون شاب عاطل عن العمل، وثلاثة مليون أسرة تحت خط الفقر، وثلاثة مليون طفل خارج مقاعد الدراسة، وثمانية مليون مغترب تفرقوا في بقاع الأرض بحثا عن لقمة العيش!
 
نحتاج الى فتاويكم وبيانتكم ومواقفكم للضغط على حكومات بلدانكم للقيام بواجبها الديني والأخوي والانساني تجاه اليمن..
 
نحتاج الى فتاويكم وإرشادكم لحث رؤوس الأموال في بلدانكم للاستثمار وفتح المشاريع التنموية والخيرية والإنسانية في اليمن..
بس، كفوا عنا فتاوى الوصاية، فقد ذاق اليمن من الوصاية ماهد قواه!
 
عفوا أيها الأشقاء، لا تكرروا فينا تجربتكم المرة في سوريا، فنحن لا نريد لليمن أن تكون سوريا ثانية..
 
عفوا أيها الأشقاء..
 
فأهل مكة أدرى بشعابها، وأهل اليمن أدرى بوديانها وهضابها وجبالها..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي