حوثنة الدولة والثلث المعطل

مها السيد
الجمعة ، ١٩ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٨:١٦ مساءً
هناك حقائق على الأرض لا يمكن تجاهلها ، حركة حوثية مسلحة متمردة تحاول تمديد الحرب إلى مالا نهاية استكمالا لما بدأته في صعدة وعمران لكي تنقل المعركة الى مكان آخر ، إلى صنعا تحديدا ، عاصمة اليمنيين جميعا ، كرغبة قوية في إطالة الحرب بغض النظر عن الخسائر التي تلحق باليمنيين ،والذين مازلوا يعانون من تداعياتها حتى اللحظة ، وذلك للابتزاز السياسي وحوثنة الدولة . 
 
 
شعارتكم  أنكم ترفضون أي تدخل خارجي في بلدنا اليمن ،وأنتم من يسلم أوراق اعتماد اليمن للخارج بيد كلها دم ، تدّعون أننا لسنا عبيد لأمريكا ولا إنجلترا ولا أي جهة دولية أو إقليميه وأننا أحرار وأنتم من تكبلون حريتنا وتقيدون حركتنا ، تهددون بقطع كل يد تريد أن تتدخل في ثورتنا وأرضنا وشؤوننا وأنتم من تمدون يدكم لمن أقمنا عليه ثورتنا ، ومازال يعبث بأرضنا .  
 
 
ماالذي تراهنوا عليه وماهي الحالة التي ستجعلهم توقفون نزيف الحرب ؟ مطالبكم ونفدت فما الذي تبقى ؟، موت أمريكا ، أو موت اسرائيل ، أم نصرة الاسلام ، وحتى وأن ماتت امريكا وماتوا يهود العالم كله وعادت الخلافة الاسلامية إلى أوجها ، فهل ستكفوا أذاكم عنا ؟ 
 
تنصلتوا  عن عهودكم  التي عقدتموها بالأمس وعمدتم إلى العنف ، وتراجعتم عن شعارتكم التي رفعتموها بالأمس  وكشفت النوايا ، رفعت شعارمع مخرجات الحوار ، واليوم قيادتكم السياسية  تعلن أنها  ضد نظام الاقاليم ، لأنه حرمكم من منفد بحري ، صرح زعيمكم علنا  أنه لايريد حكومة تشاركوا بها ،ولكن اليوم قيادي سياسي وفي قناة السعيدة علنا  يؤكد أن الخلاف الان حول رئيس الوزراء والأربع الوزارات السيادية بوضوح تريدوا الثلث المعطل أي يكون لكم القدرة على منع قرار من الصدور، أو باختصار يكون لكم حق (الفيتو) على كل ما يجري من قرارات.
 
لا اعلم ماالذي تفكروا به  تجاة هذا الشعب  لكي تكذبوا ثم تعترفوا بكذبكم ، ثم تكذبوا ثم تقروا وعلنا وفي وسائل الاعلام بحقيقة مطالبكم  فهل تعتقدوا  ياحوثية  أن الشعب غبي ولا يفهم ، تعتدوا على الجيش باسم اخونة الجيش وتعتدوا على الدولة باسم أخونة الدولة ، وتعتدوا على الثورة وباسم أخونة الثورة ،أي فكرا عقيم أصابك ايها الحوثي ، وأي غباء يجرك للهلاك ، اليمن ليست ساحة لتصفية حساباتك ،ولسوء حظك أن تحالفات القوى الدولية أقوى من تحالفاتك المحلية فلا تقبل بأن تكون كبش فداء .
 
 
أيها الحوثة اليمنيون لا تولوا وجوهكم عنا  وتعرضوا بظهوركم إلينا  ،لا تجعلوا أرضنا قابلية للاستعمار ، وكما قالها أبن خلدون ( الطغاة يجلبون الطغاة)  فلا تطغوا وتستكبروا ، وأعلموا أن  التنصل عن عهودكم وتغيير مطالبكم تعبير عن مدى فشلكم ، أنه فشل يقوم على منع اليمنيين من إقامة دولتهم الاتحادية وإقامة اقتصاد منتج ومجتمع حي .
 
 
 صحيح أننا في دولة هشة ولكننا لسنا في غابة لتنهشنا ذئابها ، ومهما كانت مبررات حمل السلاح فهل دماء الشعب اليمني رخيصة الى هذا الحد ؟اعتقد ان على الجماعة مراجعة حساباتها لترى الدمار الذي الحقته بنا ارضا وإنسانا ، وتعود لصوبها لان ليس امامها سوى العودة لنا ، بدلا من الارتهان لغيرنا .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي