هادي لن يترك "الحوثي" يغادر صنعا منتصرا أو سليما ؟!

علي منصور أحمد
السبت ، ١٣ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٩ مساءً
لا اخفي عليكم أن الأخت الفاضلة , الكاتبة القديرة الأستاذة (شفاء الناصر) كانت قد استدرجتني مساء أمس .. وبحيلة النواعم الماكرات , حين طلبت مني برسالة على الخاص و بكل ود .. وهذا ما تمتاز به وأحييها على لطافتها المتواضعة .. قالت فيها (أستاذ علي .. يسعد مساااااك .. لو تكرمت أرسل لي رابط المقال تبعك الذي كتبته في بدايات ألازمه الحوثية بعنوان : من سيكسر رقبة الآخر هادي أم الحوثي ؟
 
حقيقة أنا قد نسيت المقال وما تضمنه , لولا أنها هي من ذكرتني بعنوانه ورديت عليها مازحا ( آح منك يا مكسورة الرقبة .. ايش ناوية من رقبة تكسريها الليلة؟) .. وقلت .. حالا الآن !.. وفعلا بحثت عنه وأرسلته لها .. بطيب خاطر وبكل سرور .. وهذه هي عادتي وطبعي مع كل زملائي من الكتاب والإعلاميين وغيرهم .. وأن كانت تحظى بتميز في علاقتي الأخوية والتشجيعية لها كمرآة تستحق الاحترام وككاتبة قديرة ذات كفاءة مهنية راقية وشهادتي مجروح فيها وسبق وقلت عنها في مقال خاص لشدة إعجابي بكتاباتها المتميزة وبشخصيتها النادرة وثقافتها العالية , بعنوان (شفاء الناصر .. أسم على مسمى) نشر على معظم مواقع الانترنت والصحافة المحلية .. وما زلت عند رأيي فيما قلت عنها ما حييت!
 
وبنفس اللحظة أرسلت لي مادة أعلانية عبارة عن (ريبورتاج) أسلامي .. لكن لاحظت أنه مطول ويحتاج وقت للاطلاع عليه وأيضا ليس بجديد علي .. أدركت أن هناك ما في الأمر ما يستحق التأكد منه .. وفتحت مقالي لقراءته لعلي اعرف ماذا في الأمر .. ووجدت أنها قد سبق ووعدت بالرد عليه وفي الوقت المناسب قائله ( أخاف أن يأتي يوماً واكتب فيه مقالاً بعنوان "لقد كسر الحوثي رقبة هادي) !
 
وأدركت أنها تصيدتني بحيله ماكرة ..وأرادت أن تلهيني بمتابعة (الريبورناج) المطول .. وأنها سترد بما وعدت به سابقا .. ولم يعد يهمني كسر رقبة (هادي أو الحوثي) او رقبتيهما معا .. أكثر من كسر رقبتي .. وتيقنت أنها نوت "الماكرة" على كسر رقبتي أنا !
 
وفتحت صفحتي ورأيت رقبتي ملفوفة بمشنقة قلمها "اللعين" في منشور لها كرد على مقالي السابق بعنوان (إلى صديقي علي منصـور .. لقد كسر الحوثي رقية هادي .. ؟)
 
طبعا من العنوان .. العنوان يكشف مضمونه .. واختتمت مقالها بتأكيدها تمسكها برأيها .. وهذا حق مكفول وأنا احترمه .. متسائلة .. والسؤال موجه لي ..قائله (لقد اخضع الحوثي الرئيس هادي وجعله يخفض أسعار الوقود مرتين .. وخــرج منتصراً وسليماً يا صـــديقي !
 
فهل خضع هـادي بداعي السلام ؟ ام كسر الحوثي رقبة هادي .. ؟) .
ابحث لي عن أجابه مقنعة ، وعندي استعداد لتصحيح ما اعتقد .. وسأعتذر أن كنت على خطأ .) إلى هنا ينتهي حديثها.
 
وتدخلت بتعليق فوري مقتضب قائلا:-
 
اعلم ماذا تريدين أن تستنبطيه أيتها الصديقة (الماكرة) العزيزة والكاتبة الفذة (اللئيمة) والمخضرمة .. أنا لست منجم ولا ممن يجيدون قرأة "الكف" وتنقطع الكف التي كتبتي بها هذه السطور "المتصيدة" وعلى الطريقة الداعشية .. والرصاص لا يمسك بسوء يا الغالية .. فما كتبته قبل الأزمة كانت مجرد تساؤلات ليس الا .. وكنت انتظر منكم معرفة آراءكم .. ومع هذا سأشبع فضولك مكرها أيتها الصديقة العزيزة , برد يشفي غليلك المتقد .. لا كما تتوقعي انه سيكون انفعالي وتفقديني السيطرة على التركيز ورد الفعل "العاطفي" كما يحلو لك وصفي بهذا .. سأعرج فيه من على مسافات بعيدة .. أوجز لك أهمها :-
 
( أنني لا أتوقع أن اتفاقا بين "هادي والحوثي" يشرف عليه المبعوث ألأممي جمال بن عمر سيخرج عن السياق القانوني لمخرجات الحوار وقرارات الشرعية الدولية واهما منطوق القرار الدولي 2140 تحت البند السابع) الذي وصل اليوم في أتون هذا الوضع الملتهب ليرعى هذا الاتفاق ويضع فيه بصمات "المنظمة الدولية" التي تلزم طرفي الاتفاق بمشروعية التنفيذ .. وهو أول التزام للحوثي سيبصم عليه في أرشيف المؤسسة الدولية .. وأنتي أعلم ماذا يعني هذا بالنسبة للحوثي (مكسب أم خسارة) لأن بن عمر لا يستطيع أن يخرج عن منظومة الحل "الدولي والإقليمي" اعتقد أنك فهمتي ما تبقى من ردي جيدا .. !
 
ومثلما منحتك ثلاثة أسابيع للرد على مقالي .. استميحك عذرا يا صاحبة الجلالة أن تمنحيني الفرصة حتى يتم التوقيع على الاتفاق واطلع على نص الاتفاق وسارد على سؤالك يا عزيزتي الكريمة .. وبكل سرور.
 
وسلمي لي على الملك عبد الله بن عبد العزيزمليون سسسسسسسسلام !
 
ولكن الليلة حصلت واطلعت على نسخة من بيان مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن الذي أدلى به مساء أمس ووجدت فيه ما يعزز ما أشرت إليه في تعقيبي على منشور الصديقة الحميمة "شفاء الناصر" مساء أمس وكما أوجزته في ردي عليها بالاتي (( أنني لا أتوقع أن اتفاقا بين "هادي والحوثي" يشرف عليه المبعوث ألأممي جمال بن عمر سيخرج عن السياق القانوني لمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات الشرعية الدولية واهما منطوق القرار الدولي 2140 تحت البند السابع)).
 
وتأكيدا لذلك اليكم أهم ما ورد في نص بيان السيد جمال بنعمر :-
 
وذكّر بنعمر أن مجلس الأمن حث الشهر الماضي جميع الأطراف في اليمن على حل خلافاتهم عبر الحوار والمشاورات ، وعلى رفض أي أعمال عنف لتحقيق أهداف سياسية ، والامتناع عن الاستفزازات ، والالتزام الكامل بالقرارات 2014 و 2051 و 2140. وتمنى أن تكون هذه الرسالة القوية وصلت إلى الجميع.
 
وجدد بنعمر دعوة اليمنيين إلى بذل جهود جدية وذات مصداقية لتسوية خلافاتهم والتوصل إلى حل يخدم المصلحة العليا للبلاد ، التي يجب أن تكون فوق جميع المصالح الأخرى.
 
وأضاف أنه يزور اليمن حالياً من أجل مواصلة التعاون مع الرئيس عبدربه منصور هادي وجميع الأطراف السياسية {{للدفع في اتجاه حل سلمي بناء على اتفاق نقل السلطة (المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية) ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن}}.
 
اعتقد البيان واضح وإشارة جمال بنعمر التالية ((للدفع في اتجاه حل سلمي بناء على اتفاق نقل السلطة (المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية) ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن)) تعزز وتؤيد وتتفق وتوقعاتي التي أوردتها ليلة أمس .
 
ودخول جمال بنعمر على خط أزمة (الحوثي) وتسويرها بمظلة ورعاية (الشرعية الدولية) التي قالت الأستاذة القديرة (شفاء الناصر) أن (الجرعة) لا علاقة لها بقرارات الشرعية الدولية .. وهذا ما يعني أن "هادي" نجح في تدويل (الجرعة) وجراعيها (الحوثي وعفاش) وسلم رقابهما "للشرعية الدولية" يا عزيزتي الغالية !
 
غدا أن وافق "الحوثي" ووقع على الاتفاق .. فهو أصبح ملزم دوليا بتنفيذ (مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي (2140) تحت الفصل السابع .. كما اشترط بن عمر ربط الحل استنادا إلى ذلك.
 
وإذا كابر ورفض التسوية السلمية ورفض التوقيع على الاتفاق الذي أصبح "دوليا" فهو دخل في مواجهة مباشرة لا يقوى على تحمل عواقبها الوخيمة حتى أذا استولى على قصر "النهدين" ليس مع"هادي" كما يضن البعض .. بل مع الإقليم والشرعية الدولية .. كمعرقل رئيس ومتمرد يقود مليشيات مسلحة خارجة عن القانون , تهدد الأمن والاستقرار الدوليين كما ورد في القرار الدولي "2140" عن وصفه الحالة في اليمن .. أليس كذلك ياصديقتي العزيزة؟!
 
لذلك لن أقول لك من سيكسر رقبة من ؟! وأترك الأمر للأيام والسويعات القادمة للإجابة عليه .. ولكنني أجدد تأكيدي الذي أورته في مقالي السابق وهو :-
 
أن نشوة النصر في عمران التي أدخلت "الحوثي" فخ "صنعاء" لا يمكن أن يتركه "هادي" أن يخرج منها منتصرا أو سليما?!
 
وأعفيك من الرد على مقالي هذا .. لأنني أعلم يقينا ما تبحثين عنه وما تعلمينه علم اليقين .. وربما في ما نجحتي في الحصول عليه وأن بمكر النواعم .. فكيدهن عظيما .. رغم أنك لن تطالي من كسر رقبتي مطلقا .. إلا بالود .. ولأنك في نظري رافعة قوية لهامتي المرفوعة دوما .. وأثق أنك لن تكوني غير هكذا وكما خبرتك وخبرتك الأيام كاتبة جديرة ومناضلة صلبة .. ولأن ما يجمعنا هو قضية وطن ومصير أمة .. فهذا ما ستجاوب عليه السويعات والأيام القادمة ؟! فلننتظر وسنرى ؟!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي