خطاب لا جديد فيه.. غير مُسحة اليأس الواضحة

محمد عايش
الثلاثاء ، ٠٩ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٥ صباحاً
اليأس من إمكان استجابة السلطة والقوى السياسية لمطالب المحتجين بالشكل الذي كان منطقيا، في افتراض زعيم الحوثيين، الاستجابة بواسطته.
 
الخطاب دون مستوى حجم انتظار الناس له ومتابعتهم إياه على نطاق واسع، وخصوصا أنه انتهى بتخويف الرئيس "هادي" من "الآخرة" بدلا عن تخويفه بـ"الثورة" و"التصعيد".. وتلك ذروة الإحباط.
 
لم يحمل الخطاب مبادرات، ولم يسرد كالعادة "نجاحات" للاحتجاجات حتى اللحظة.. ذلك أنه لا نجاحات أصلا لأن الطرف المقابل يبدو ليس غير مكترث فحسب، بل عاجز فعلا عن تقديم شيء لهذه المطالب. (لذلك كتبت قبل يومين هنا: أسوأ أنواع الحرمان أن تكون لديك "ثورة" وليس لديك "نظام").
 
 مع ذلك فإني سعيد بالطبيعة التي اتخذها هذا الخطاب، خصوصا لجهة كونه جاء بعد أحداث القمع التي طالت المعتصمين أمس في شارع المطار.
 
 توقعت خطابا متطرفا أو مغاليا في رد الفعل، ولكن الحمد لله.. عدت بسلام، وتلك، من الوجهة الأخرى، نقطة تحسب لمصلحة الخطاب وحكمة وتعقل صاحبه.
 
عبد الملك الحوثي، في قراءتي الخاصة خصوصا من هذا الخطاب، لا يَعتَد بقوته العسكرية فيما يتعلق بصنعاء...
 
انظروا ملامح اليأس والإنهاك على ملامحه، وبين سطور خطابه، إنها ملامح من يراهن على قوة جماهيرية مرابطة في الشارع و يخشى عليها أن يدركها الملل؛ أويتسلل إليها الإحباط؛ لا ملامح من يثق في قوة عسكرية يبيت النية لتحريكها في اللحظة المناسبة.
 
سيحتاج الرجل لذلك خطابا آخر قريبا أكثر حماسية، وأقدر على زحزحة صخرة اليأس التي تسد الآن شارع المطار، أو هكذا يبدو.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي