الاصطفاف بوطنية

خالد الصرابي
الجمعة ، ٢٩ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١١:٥٩ مساءً
من ليس السلام هدفه المنشود بالتأكيد فهو المتجرّد من كل معاني الإنسانية تلك القيم التي تحمل في طياتها العديد من المضامين لعل من أبرزها “الروح الوطنية” التي يعتبر توغّلها في عمق كل مواطن بروزاً كبيراً لبشائر الأمل المتوعدة بالبناء الوطني. 
 
الاصطفاف الوطني في الظرف الراهن ضرورة ملحّة على أن يقضي في طريقه على كافة الانقسامات الهدامة، بمعنى أنه لابد وأن يشمل جميع أبناء الوطن من مختلف الشرائح والانتماءات. الاصطفاف الوطني لا يجب تأمله من زاوية ضيقة اتخذت منحى الأنانية، إذ لا بد أن يكون النظر إليه من مختلف الاتجاهات وأوسع الزوايا حتى نتمكّن وبكل إرادة وطنية من كسر وتحطيم كافة الحواجز الحائلة بيننا كأبناء شعب واحد يتقدمها نبذ شرارة الحقد والكراهية فيما بيننا, وعلى هذا الأساس فإن الجميع يدرك تماماً صعوبة البناء في حالة تفكك كيان المنظومة الوطنية, وأن أي طرفاً مهماً كانت حجم رؤيته فلن يتمكن بمفرده تحقيق ولو جزء من ذلك الهدف. 
 
إننا عندما نتحدّث عن الاصطفاف الوطني كلغة باتت مفرداتها تسري في شرايين كل من يعشق تربة هذا الوطن فلا بد أن تكون ذروته الخالصة هي المعنى الحقيقي لانتصارنا على كافة العوائق وتجاوزنا كل الصعوبات الماثلة أمامنا ابتداءً من تصحيح المسار الوطني الذي يتطلّب اجتثاثاً حقيقياً لكافة أوجه الفساد, وعلى الحكومة المعنية بمعالجة هذا الجانب النظر وبدقة متناهية إلى كل من استغل ظروف الأوضاع الراهنة وما يواجه الوطن من تحدّيات صعبة ليستمر في تمرير أوراقه الخاصة من خلال ممارسة أشكال التعسف والإقصاء بمن اؤتمن على مسئوليتهم ليعكس بتلك التصرفات السلبية صورة مغايرة تماماً للوجه الحضاري للقيادة والحكومة في نفوس المتضررين من الضعفاء الذين مكّنتهم مناصبهم من الاستقواء عليهم، إن دحر هؤلاء المتغطرسين يمثّل سعياً قيادياً وحرصاً شديداً منها للحفاظ على تماسك كيان الاصطفاف الوطني متكامل البنيان. كما إننا إن لم نتدارك ما نعتبرها «صغائر الأمور» فإنها ستنمو وستترعرع في حضانة أعداء الوطن لتصبح مشاكل وهموماً يصعب حلّها ويتطلّب وقتاً طويلاً.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي