‏مسيرة الحوثيين والمخرج الآمن للوطن

محمد مقبل الحميري
الثلاثاء ، ١٩ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٥٠ مساءً
المسيرة التي دعى إليها سيد مران السيد عبدالملك الحوثي ، وطالب جماهيره في مختلف المحافظات الانطلاق في ركبها والمشاركة فيها وقبلها وجه تهديدا قويا للحكومة بأن رده سيكون قاسياً، لن اخوض بالحديث عن الخطاب والمسيرة وحجمها فبغض النظر عن ذلك ، إلا أني انظر لها وطنيا أنها ربما تقوض كل شئ وتدخل البلاد في انفاق مظلمة ، لا يستطيع المرء التكهن بنهايتها ، ونقول للأخوة الحوثيين اتقوا الله في هذا الوطن وراجعوا حساباتكم ، ومهما أخذتكم النشوة بسيطرتكم على محافظة عمران ، فإن الأمر اعقد مما تتصورون ، ولن تكون اليمن لقمة صائغة سهلة الابتلاع ، فلا تستدرجكم نفوسكم الى ما هو ابعد ، ولا شك ان ذلك سيكون ضرره على الوطن كبير وانتم جزء من هذا الوطن ، وأول من سيدفع ثمن ذلك ، ولن يستثنى احد من هذه الفتنة ، فبإستطاعتكم ان تزهقوا الارواح وتدمروا مدنا ومدارس وما تشاؤون من الدمار ، ولكن لن يكون باستطاعتكم البتة السيطرة على الوطن وأمنه واستتبابه ، مهما رفعتم من شعارات . 
 
أما الجرعة فرغم معارضتنا لها إلا أنكم لا يمكن ان تقنعوا السواد الاعظم من ابناء هذا الشعب أنكم ما خرجتم إلا من اجل إلغائها رحمة به ، خاصة ان منهجكم قد وضح والسيد عبد الملك قد اعلن أكثر من مرة انه سيعمل على استرداد الحق الالهي ، لاعتقاده انه أحق من سائر ابناء الوطن بالحكم والملك ، وأي دعوة أخرى ما هي إلا غلاف لهذه الدعوة ، وإذا كان الشعب اليمي قد ثار على من يستمد سلطته من الارض ولم يدعي الأحقية المطلقة في الحكم فإنه لن يقبل أبداً بمن يدعي انه خير من هذا الشعب وانه يستمد سلطته المطلقة من السماء ، لإيمانه ان دين الله لم يفرق بين عبادالله وليس لاحدٍ منهم أفضلية على الآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح ، وليس بين الله وبين عباده نسب ،
 
 الأخوة الحوثيون : نخاطبكم خطاب الأخوة لاخوانهم ان تتقوا الله في هذا الشعب وفي أنفسكم ، وإذا اردتم التغيير فمن حقكم ذلك ولكن وفق الأطر القانونية والطرق المشروعة ، وليس بالاستعلاء وادعاء الأفضلية ، فإذا كنتم جادين وصادقين في في البناء والإصلاح فما عليكم إلا ان تسلموا السلاح الثقيل والمتوسط للدولة ومن حقكم ان تطالبوا الدولة ان تسحب السلاح من أي مليشية مسلحة او قبيلة او أي جهة غير سمية ، وأسسوا حزبا تنافسون الآخرين من خلاله ، وكونوا بناة قبل ان تهدموا الصوح ، وتسقطوا المعبد على من فيه ! 
 
الأخوة الحوثيون ان المتتبع للواقع يجد ان هناك تململا من عنجهيتكم لدى الكثير ، وأخشى ان تكون خطواتكم مغذي رئيسي للدواعش من حيث لا تحتسبون ،ولن تستطيعوا حينها ان تواجهوا الطوفان والفتنة العارمة ، وستكونوا انتم من سن هذه الفتنة التي لن تصيب الذين ظلموا من ابناء هذا الوطن خاصة ، نخاطبكم لعلكم تكونوا أرجى لسماع النصح وصوت العقل من هؤلاء الدواعش الذين سفكوا الدماء وذبحوا الأبرياء ، والكل  يقتل وهو يكبر ويذبح باسم الاسلام والاسلام من كل الضالين براء ، فديننا يدعو الى المحبة والرحمة والإخاء وليس للقتل والدمار والفناء ،،
 
الاخوة الحوثيون : العاقل من أتعض بغيره ، فانظروا  الى نوري المالكي رئيس وزراء العراق الذي كان يعتقد ان العراق قد دانت له بعربها وفرسها واكرادها ، مسلميها شيعة وسنة وأكراد ، ومسيحييها وصابئيها ويزيدييها ، وإذا به بين عشية وضحاها يجد نفسه وحيدا منبوذا تخلى عنه القريب و البعيد ، وبقت الجرائم التي ارتكبها في رقبته تلاحقه في الدنيا فإذا أفلت من هذه الملاحقة ، فمن ينجيه من ملاحقة اليوم الآخر !
 
   نناشدكم الله ان تعيدوا النظر في توجهكم الذي كارثته لن تكون على منطقة بعينها ولكنها ستشمل الصالح والطالح ، ونكرر القول ان بإمكانكم التدمير والقتل ولكن لن يكون بإمكانكم الحسم والقضاء والغلبة والسيطرة التامة.. وليس لنا جميعا من مخرج سوى الالتفاف حول الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي لتنفيذ مخرجات الحوار ، ومن أراد غير ذلك فإنما يسبح عكس التيار وسيكون من نصيبه الغرق.
 
اسأل الله لنا ولكم الهداية .. وللوطن الخير والصلاح .
 
 
*عضومجلس النواب / عضومؤتمرالحوارالوطني الشامل
الحجر الصحفي في زمن الحوثي