«ميسي» أم نحن الضحية..؟!

عارف أبو حاتم
الأحد ، ١٧ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٨ مساءً
من كان الضحية، نحن الإعلاميين أم النجم الأرجنتيني ميسي..؟!. 
في قناعتي ليس أحدٌ منا الضحية، بل قيم المهنة التي تشوهت عبر دخلاء ومدمني شهرة وأضواء، فقد تعرّضت مهنة الإعلام في الأسابيع الماضية لتشويه كبير حملت وزره صحيفة “لو كومبيتيتور” الجزائرية الناطقة بالفرنسية عبر موقعها الإلكتروني، حين تطوّعت باختلاق كذبة مدوّية أن لاعب كرة القدم الأرجنتيني ومهاجم “برشلونة” الشهير “ليونيل ميسي” قد تبرّع بمليون يورو دعماً لإسرائيل. 
 
وجاء توقيت الخبر في ذروة العدوان الصهيوني على قطاع غزّة من أجل تأجيج مشاعر الناس في كل العالم ضد “ميسي” ذلك أن حرب غزّة لم تعد شأناً عربياً فقط، فقد هزّت أصداؤها العالم وما أكثر في أمريكا اللاتينية، حيث سحبت عدد من الدول سفراءها من اسرائيل، وسحبت رئيسة الأرجنتين “كريستينا فيرنانديز” الجنسية المزدوجة من الجنود الاسرائيليين الحاصلين على جنسية بلدها، واستقالت الوزيرة في الخارجية البريطانية “سعيدة وارسي” من منصبها بسبب سياسة دولتها تجاه حرب غزّة؛ وبحسب موقع «BBC» فإن “وارسي” الوزيرة المسلمة ذات الأصول الباكستانية ورئيسة حزب المحافظين لفترة قصيرة “كتبت إلى رئيس الوزراء: ببالغ الحزن لا أستطيع تأييد حكومتي حيال حرب غزّة، وأتقدّم إليكم باستقالتي”. 
 
توقيت الخبر السيئ الصيت بشأن دعم “ميسي” لإسرائيل ونشر صور سابقة له عند حائط المبكى، جاء في لحظة تعاطف إنساني عالمي مع غزّة، وأحرق شخصية النجم الشهير، بنزوة إعلامية لا أخلاقية قادتها “لو كومبيتيتور” الصحيفة الجزائرية التي قرّر “ميسي” مقاضاتها أمام المحاكم الدولية. 
 
حاول “ميسي” الدفاع عن نفسه بطريقة لاعب كرة، لا يجيد مراوغة السياسيين، وقال: “إسرائيل دولة غنية، وأنا أفضّل أن أقدّم أموالي إلى المستشفيات والمدارس في روزاريو على أن أقدّمها لدولة أو أشخاص غير محتاجين” قال ذلك بعد حملات إعلامية عربية وغربية شنعت بنجوميته في كل العالم. 
 
ما كان لي أن أوضح تلك المعلومة المهمّة لولا وجود شخصية وطنية من طراز إنساني رفيع كتلك التي يحملها اللواء علي عبدالكريم الصباحي، رفيق الرئيس الحمدي، والقارئ المتميّز والحصيف يهاتفني عقب كل مقال يقرأه ويزوّدني بالنصائح المحمولة على خبرة وتجارب امتلأت بها حياته الشريفة الزاهدة “العم علي” يتنقل بين بيته وبيت الله مثل رجل زاهد أفلت من يد الغواية، وتفرّغ لربه وأهله، له ولأهله التحيّة والإجلال. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي