‏اليمن يعيش فراغا سياسيا وعسكريا واقتصاديا وحزبيا

محمد مقبل الحميري
الاربعاء ، ٠٩ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٠٣ مساءً
اليمن يعيش فراغات عدة وفي كل الاتجاهات والمحاور مما يوحي بقتامة النظرة للمستقبل ، فقد أثبتت الأحداث ان اليمن تفتقر حاليا لوجود سياسيين محنكين يملكون النظرة الثاقبة ويقدرون الأبعاد السياسية وقياداتها ليس لديهم رؤية واضحة في السياسة التي ينتهجونها وتغلب عليهم العشوائية في قيادة البلاد ، دون مبالاة او خجل معتمدين ومراهنين على الخارج وتوجيهاته غير واضعين أي اعتبار للداخل ، كما أنها تفتقر لجيش وطني موحد يمتلك عقيدة عسكرية واضحة يستطيع الحفاظ على وحدة الأرض والإنسان عندما يختل المعيار الوطني لدى القادة السياسيين ، كما انه يعيش فراغا حزبيا ، فلا توجد قيادات أحزاب تحمل فكرا سياسيا واضحا وبرنامج عمل تستطيع من خلاله احتواء الشعب واحتضان المواطنين بحيث يشعرون بالمواطنة المتساوية ويثقون بهذا الحزب او ذاك. ، مع احترامنا للشرفاء داخل هذه الأحزاب واحساسهم الوطني ولكن حركتهم مشلولة وطاقاتهم مهدرة بفعل القيادات المتملكة لهذه الأحزاب والتي تحجرت و شاخت وهي تعمل ضد منطق الحياة وسنة التغيير ، كما يعيش المواطن اليمني فراغا اقتصاديا ومعاناة شديدة مما يجعل الكثير من شبابه فريسة سهلة لأصحاب المشاريع الصغيرة والأفكار المتطرفة بأرخص الاثمان ،، 
 
 المواطن الحر في بلادنا اصبح يعيش فراغا ولا يجد الجهة التي يقتنع بها  ليعلن اصطفافه ويحدد موقفه في ظل هذه الفراغات القاتلة كون البلد لا تسير وفق برنامج واضح او عمل مؤسسي ولا توجد شخصيات وطنية كارزمية تستطيع حشد الجماهير حولها.
 
     ان ما حدث اليوم في عمران كشف حقائق كثيرة كانت غائبة عن الكثير وأثبت ان كل القيادات السياسية والحزبية في بلادنا ليست مؤهلة للاستمرار في تحمل الأمانة التي خانتها ، وهل الوزراء الذين تم تغييرهم أكثر فشلا وخيانة من وزير الدفاع الذي كانت كل تصريحاته ان الجيش يقف على مسافة واحدة بين الاطراف المتقاتلة في عمران ، رغم انه كان اقرب للمليشيات من الجيش نفسه ، ولم تعد مواقفه بحاجة الى تحليل او استنباط ومع ذلك يظهر على الشعب بكل تبجح وكأنه بطل قومي ولا احد يصارحه من هذه الأحزاب او غيرها بذلك ، والمناطقية التي ثرنا عليها عادت تمارس من جهات أخرى بأبشع مما كانت وخير دليل استمرار هذا الوزير وتجاوزته لكل الخطوط الوطنية الحمراء جهراً نهاراً.
      إن الساحة الوطنية بحاجة الى اصطفاف وطني جديد خالٍ من هذه الشوائب التي لوثت الوطن ، فلهذا اليوم ما بعده ، ومالم يصحو الشرفاء بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم على مستوى الساحة اليمنية  ويرتبوا انفسهم ويوحدوا صفهم بعيدا عن المجَرَّبين فإن القادم أسوء .
 
      نسأل الله السلامة لوطننا والتوفيق لأبنائه الشرفاء .
 
                                 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي