وحوش الدبلوماسية..

بسام غبر
الاثنين ، ٠٩ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٢٧ مساءً

استلقى ارضا ينادي, يستغيث ويستغيث.. يبعث زفرات وتنهيدات.. يرافق ذلك بكاءه الناجم عن الم ووجع.. يبحث عن ملجأ يُسكن أوجاعه المتشبعة في جسده النحيل.. وينقب عن انسانية لدى وحوش برُتبٍ دبلوماسية.. يصرخ، ويصرخ، فيجيبه اثنين من شباك نافذة بالنظر اليه فقط بمذاق واستمتاع.

هكذا حاله كمواطن يمني يبحث عن دواء، وهكذا حالهم مسئولون يمارسون هواياتهم في قتل المواطن وهتك الوطن.

في صبيحة الثلاثاء المنصرم كان الكابتن توفيق عبد الجليل على موعد مع الموت، بسبب حكومة لا تعرف الرحمة، وتتنصل من الانسانية، وتمارس البغاء في هتك عرض الشعب اليمني.

الكابتن توفيق الذي اصيب بتليف في الكبد ويعالج منذ زمن، لم ترحمه الشياطين في السفارة اليمنية بالقاهرة وهو يستغيثهم بأنه لا يملك قيمة الدواء، وأنه على مشارف الموت.. لن يخفي ذلك الفيديو - التي بثته الفتاة المصرية على صفحتها بالفيس بوك أنينه المدوي وهو مستلقي على الشارع ومشاهدة المارة احداث انفاسه الاخيرة دون أي تحرك انساني تجاهه - لن يخفي جرم الحكومة والمسئولين عنه وبشاعة اجرامهم وتنصلهم من الانسانية والمسئولية.. لن يشفي غل من رأى فيديو موت توفيق إلا دعوات تقصم ظهر كافة الساسة والمسئولين والذين بدورهم يتداوون في أرقى المستشفيات الخارجية وعلى نفقة "توفيق" وأبناء وطنه.

ولن يُغفر لشعب اليمن إلا اذا ارتضى بذاته ان يقف في وجه كل مسئول كبير او صغير ينوي الذهاب للعلاج خارج البلد ويقف بحزم وصرامة لمنع ذلك المسئول للعلاج في الخارج وان يبادل المرضى من المواطنين الرقود على اسرة مستشفيات الجمهوري او الثورة.. لن يهدأ بال توفيق تحت الثراء وزملائه في المرض حتى يروا ونرى زحف مسئول على رصيف واستغاثته للعلاج وطلب المساعدة يوما ما كما رأينا زحف توفيق وأنينه الصاخب في شارع دبلوماسي امام بيته الاول ومأواه الكبير أمام نسخة مصغرة لبلده وحكومته.

لن ولم يرضى الشعب ما وعى استخفافه بالبيان الصادر عن وزارة الشباب والرياضة والتي انكرت فيه هوية الشخص الظاهر في الفيديو وأنه ليس الكابتن توفيق.. وكأن ما ذكروه حلال زلال على بقية المواطنين يتجرعوا المرارة والمذلة خارج البلد..

يا سادة.. لن يهدأ بال الضحية الميتة إلا بوقف الاستهتار بمقدرات البلد وصرفها على حزمة من اللصوص والقتلة، ووقف الموت والدمار للمواطن البسيط الذي يتجرع ألما يبحث عن قارورة دواء.

رحم الله توفيق، واللعنة تلاحق قاتليه.

[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي