الجهاد في سبيل واشنطن

عارف أبو حاتم
الأحد ، ٠٨ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٤٦ مساءً
غير مستعبد أن يتم الدفع بعدد من عناصر «القاعدة» للاختباء في جبال وشعاب أرحب، وغير مستعبد ـ أيضاً ـ التغرير بعدد من أبناء أرحب للمشاركة مع الجماعات الإرهابية في المحافظات الشرقية، وذلك لإيجاد مسوغ قانوني وأخلاقي لضرب منطقتهم، وكل ذلك تمهيداً لتهيئتها للاستسلام إلى المد الحوثي القادم من كهوف صعدة المظلمة محمولاً على فكرٍ مشوّه وحلمٍ كئيب. 
 
مثّلت أرحب شوكة مؤلمة في الامتداد الحوثي الجامح في مناطق شمال الشمال، حتى اختلق زعيم الحوثيين “عبدالملك بدرالدين” خرافة دينية بأنه رأى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في المنام وقال له: “أرحب ليست لك..!!” لذلك انسحب منها. 
 هكذا تكلّم زعيم الجماعة الحوثية عبر قناته الفضائية “المسيرة” اتكأ على مُعطى ديني يشابه الاتكاء الديني على حقه الإلهي في الحكم والعلم، بمعنى أن مشكلة الحوثي ليست مع أرحب أو الإصلاح أو اللواء محسن بل مع الشعب كلّه، لأنه لا يؤمن بحرية الناس في اختيار حاكمهم ومعتقدهم وفكرهم؛ لأن الله قد أوكل إليه ذلك..!!. 
 
 وأمريكا "راعية الديمقراطية" لا تمانع في هذا النوع من التديُّن؛ لأنه الأنسب في تمكينها مما تريد وتطمح، ولا شيء سيوفّر غطاءً للوصاية الغربية على المنطقة العربية مثل المشاريع الطائفية. 
 وفي اعتقادي لم يعد هناك وجود لدولة عربية لا تعاني تلك المشكلة سواء برزت على السطح كمشكلة مثل لبنان وسوريا أو ظلّت تحت الرماد كجميع دول المنطقة، أو يتم نفخ النار فيها كاليمن ومصر..!!. 
 
من منكم قرأ أو سمع في حياته عن وجود شيعة في اليمن إلى ما قبل 2011م..؟! لم يكن في اليمن شيعي واحد، اليوم أسمعها من كثيرين من الحوثيين يتحدّثون عن “اضطهاد يلحقنا نحن الشيعة..!!” رغم نشأتهم وترعرعهم تحت مظلّة الدفاع عن المذهب الزيدي. 
 
والحق الذي يجب أن يُقال إن معتنقي المذهب الزيدي هم من يحكمون ويسيطرون على رأس ومفاصل الدولة اليمنية منذ خروج الأتراك من اليمن حتى اليوم، دون أن يشعر أي يمني بذلك؛ لأننا مجتمع متجانس ومتوافق، ولا نفكر بعنصرية أو مذهبية أو مناطقية دنيئة، حتى خرجت من صعدة جماعة دنيئة الفكر والوجهة، وشرخت وحدة المجتمع ولاتزال تعمّق ذلك الشرخ، مستغلّة فقر أتباعها ودناءة متبعيها من المشائخ. 
ومن يهتفون: «الموت لأمريكا» من الجماعتين «القاعدة» و«الحوثة» لا يجدون مستقبلاً لرصاصهم غير صدور إخوانهم اليمنيين الموحّدين؛ لأن المنشأ والمربّي واحد هو «أجهزة المخابرات الغربية والإيرانية»..!!. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي