السوق الخضراء

أحمد غراب
السبت ، ٣١ مايو ٢٠١٤ الساعة ١٠:١٠ صباحاً
 
أنواع الأسواق في اليمن أربعة :
أولا : السوق الصفراء : وهذه هي السوق التي نشتري منها وعلى الرغم من ان نصف المنتجات الاستهلاكية فيها مغشوشة أو مقلدة أو مزورة أو مهربة إلا أنها تظل ارحم من أنواع الأسواق الأخرى.
ثانيا : السوق الغبراء : وهي سوق بلا راعي للقبائل والنفوذ والجماعات المسلحة وغيرها.
ثالثا : السوق الخضراء : وهي سوق القات والبحشامة .
رابعا : السوق السوداء وهي علامة الأزمات الكبيرة ظهورها دليل على وجود مشكلة اقتصادية كبيرة تواجه الدولة مما يجعل هذه السوق تنتشر كما أنها تشير إلى أن هناك سياسة اقتصادية خاطئة لا تلبي احتياجات الناس وبالقياس كلما زاد انتشار السوق السوداء زاد معدل الفشل الاقتصادي.
ولو كان باستطاعة الشعب اليمني أن يرنج ( يطلي ) السوق السوداء بأي لون لما تأخر ولكن وكما يقال مرضنا فينا فالناس ما يصدقوا أزمة وكل واحد يحد سكينه من ناحيته ويطلب الله من ظهر الآخر على طريقة أما لك أو لأخيك أو للذئب.
 
في اليابان لما حدث الزلزال الأخير كان الياباني يدخل السوبر ماركت يأخذ رز بقدر حاجته لماذا ما تأخذ كمية كبيرة وأنت في كارثة وزلزال ؟ يقولك لكي اترك المجال لغيري ولكي لا يرتفع ثمن السلعة يتراحمون ويتشافقون فيهم بينهم حتى تزول الأزمة. 
ولو ارتفعت سلعة يهملونها كلهم حتى تتعرض للكساد 
وتباع لهم بأرخص الاثمان 
عندنا لو حدثت أزمة في سلعة يحلقون عليها ويحولونها إلى مزاد 
في كل أزمة ارتفاع في بلادنا يحصل أمرين :
الأول : كل واحد يرفع من جهته ويتذرع بالأزمة الأصلية 
التاجر حتى لو معه بضاعة قديمة من قبل الارتفاع يتحجج بأنه اشتراها بسعر جديد مرتفع 
والكل بشكل عام يرفع من جهته ويتعذر بالأزمة ..
الثاني : الناس يتزاحمون في طوابير ويتضاربون ويجذرون الأزمة بزيادة الهلع على السلعة المأزومة 
يعني مثلا واحد أشاع أن مادة كذا سترتفع أضعافا ماذا يحصل ؟
يقبل الناس على شرائها وتخزينها بكميات كبيرة فيخلقون أزمة اكبر من الأزمة اللي كانت متوقعة.
باختصار وراء كل سوق سوداء وصفراء وغبراء سوق خضراء ( شعب مفذح وسياسات اقتصادية مبحشمة ) .
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي 
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي