اليمن والإرهاب – المختلف والمؤتلف!!

عباس المساوى
الأحد ، ٠٤ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٥٢ مساءً
 
تخوض القوات اليمنية حالياً اشرس المعارك مع ما يسمى بأنصار الشريعة او تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
 
نتفق مع التسميتين كونهما صدرتا من نفس الجماعتين، ونتفق ايضاً بأن القاعدة  وضعت كل جهدها لمحاربة الامريكيين وعملائهم في الارض اليمنية (والمقصود هنا عملاء الامريكيين من عبد ربه منصور هادي نزولا الى اصغر فراش في اي وزارة فالحكومة ومن فيها ومن عليها عميل وفق فقه التنظيم)…
 
في الجهة المقابلة تر الدولة اليمنية ان تنظيم القاعدة وانصار الشريعة مجرد حفنة من الارهابيين والعملاء والمرتزقة قدموا من كل اصقاعالارض لمحاربة الدولة واعاقة تقدمها وتطورها” ياساتر”
 
لكنها لم تجرؤ ان تقول كيف اعاقوا تقدمها وتطورها وارادوا اخراجها من سرب التقدم والتحضر الى سرب الرجعية والجاهلية والتخلف!
 
اعلن عبد ربه منصور هادي  قبل ايام ان جيشه المظفر” قوات مكافحة الارهاب ” قضت على 65 من افراد التنظيم في عملية نوعية واستخبارية دقيقة لنكتشف بعدها ان العملية خالصة مخلصة للامريكيين، المختلف فيها ان الامريكيين هبطوا بمروحيات من صناعة روسية يملكها الجيش اليمني وبمشاركة اليمنيين ولا ننسى طائرات -الدرونز- في العملية.
 
تأتي هذه العمليات الحربية للقوات الامريكية وحليفتها اليمنيةبعد زيارة وزير الدفاع اليمني محمد ناصر احمد ورئيس هيئة الاركان العامة  وقائد القوات الجوية اليمنية الى واشنطن حيث اجرو لقاءات مكثفة مع الجانب الامريكي..
 
قدر لي  حينها ان التقي بوزير الدفاع اليمني الذي اكد وبقوة انه لا توجد اي اتفاقات بين الجانبين الامريكي –اليمني، وان اليمن لم يوقع على ورقة واحدة بالخصصوص… (الف علامة استفهام على السطر)
 
ما يهمنا هنا ليس شرعية الحرب على القاعدة واخواتها من عدمه، ما يهمنا هو معرفة الحقيقة وعلى الدولة اليمنية ان تعترف ان القاعدة مجرد نتاج لحالة التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، وان الاخطاء التي تمارسها الدولة باجهزتها كافة انتجت الف قاعدة بمسميات مختلفة، فهناك من يقتل ايضاً في شمال الشمال من اليمن باسم الموت لأمريكا.
 
النظام اليمني  يشبه  النظام السوري في محاولة الالتفاف على الحقيقة، فمثلما يتحفنا النظام في سوريا واعلامه الموالي بأنه يحارب الشيشانيين والافغان والباكستانيين، لكنه لم يجرؤ ان يقول كيف توفرت لهؤلاء البيئة الحاضنة في اكثر من 70 في المائة من الارض السورية على الاقل! هو لايريد ان يعترف ان اكثر من 95 في المائة من المقاتلين هم من السوريين وان اغلبهم حمل السلاح ليثأر لابيه وامه واخيه وصاحبته وبنيه  قتلتهم البراميل المتفجرة وحمم الدبابات التي لم تحرر الجولان المحتل، وليتها فعلت لكنا صفقنا لها بكلتا اليدين!.مع اعتزازنا وفخرنا بانه النظام العربي بعد نظام الراحل الشهيد صدام حسين الذين كانت لهما مواقف مشهودة من القضيتين الفلسطينية واللبنانية.
 
تخوض الحكومة اليمنية بجيشها واعلامها الحروب المتتالية ضد القاعدة منذ العام 2001 تاريخ غزوة منهاتن العليا، فهي شريكة حقا في المجهود العالمي لمحاربة التنظيمات الاصولية المتطرفة كما تسميها لكن هذه الحروب المتتالية تأتي لصالح تنظيم القاعدة دوماًوينظم اليه (اي للتنظيم) الالاف من اقرباء او قبيلة من قتلتهم الطائرات الامريكية (الدرونز) ووفق دراسة استخبارية حديثة فإنه مع كل قتيل مدني يسقط خطأً بفعل الصواريخ الغبية في اليمن  يستبدل بخمسين فرداً من اهالي القتيل (والحسابه بتحسب)…يجوز لنا التذكير -هنا- بأن  الولايات المتحدة الاْمريكية بدأت حربها على القاعدة والأخيرة محصور في قندهار وهاهي تتم عامها 13 عشر وقد انتشرت في الجزيرة العربية وشمال افريقيا واوسطها وفي اروبا التي باتت تصدر المتعاطفين مع القاعدة للقتال في الى سوريا… اذن من الذي انتصر في هذه الحرب المجنونة القاعدة ام العالم المتحالف ضدها؟
 
كلنا يعرف ان القاعدة هي الابنة الشرعية للنظام العالمي المتوحش الذي اسس مداميكها الأولى في افغانستان لمحاربة الروس “السوفييت” وهو الذي يدعمها في سوريا حاليا ودعمها في ليبيا ويحاربها في العراق واليمن حالياً.
 
 - آه  ثم آه ملء الحنجرة والفم – كم  ان حكام هذا  العالم متوحشون ومتناقضون؟يحاربونها في مكان ويدعمونها في مكان اخر!!! ما يجعلنا نضع الف سؤال والف الف علامة استفهام حول حقيقة القاعدة واخواتها من بقية التنظيمات التي توصف بالارهابية والمتطرفة.
 
خسر العرب اكثر من 60 مليار دولار في محاربة القاعدة في ثلاثة عشر عاماً ودفع الأمريكيون لوحدهم ترليوني دولار وخمسين الف جريح وسبعة الاف قتيل في العراق وأفغانستان في نفس المدة  ولكنهم لم يقدموا فلسا واحدا للتنمية في البلدان التي تخرج الارهابيين والمنتحرين على ضفاف الظلم العالمي.
 
لو أن هذه الأموال انفقت على التنمية وعلى انتشال البلدان المتخلفة من بؤسها لكنا اليوم في حالة رخاء قل مثيلها.
ولكنا اليوم في جنة الله الموعودة وفردوسه المعشوق.
اذاً هي الحرب من أجل الحرب والدم للدم والهدم للهدم.
أو ليس الانسان اول من قتل؟ اوليس الغراب هو أول من يواري سوءة اخيه؟
لا أطاب الله عيش الأغنياء وفجارها…
الحجر الصحفي في زمن الحوثي