متعبون يناشدون رئيس الجمهورية

فهد العميري
الاربعاء ، ١٩ مارس ٢٠١٤ الساعة ١٢:٢٦ صباحاً
يا رئيس الجمهورية : تعز بحاجة إلى محافظ لكل ابنائها دون استثناء وليس محافظا على من ثار الناس ضدهم , محافظا يلبي تطلعات هذا الشعب بالتغيير لا محافظا يعيق التغيير , محافظا يقف إلى جانب بسطاء الناس لا محافظا يقف إلى جانب كبار القوم ..
يا فخامة الرئيس : ليس لنا من أمل في الحياة سوى ان نعيش في ظل دولة مدنية ديمقراطية حديثة تكفل لنا الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية ولقمة العيش الكريم وبيدك القدرة بعد الله على تحويل أحلامنا الى واقع وتطلعاتنا الى حياة فضلى فأبناء اليمن وعلى وجه اخص ابناء تعز لم يثوروا ليبقى الوضع كما كان عليه قبل الثورة ولم يقدموا التضحيات ليضل الخراب والإقصاء والتهميش وانهيار المعالم الثقافية لتعز هو سيد الموقف وهو الذي يعلى ولا يعلى عليه , إنما ثاروا وقدموا التضحيات لينتقلوا إلى دولة العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية دولة ينتهي فيها التعامل الاستعلائي الطبقي الأرستقراطي ويحل بدلا عنه التعامل الإنساني التواضعي البناء , فهل تتركنا لنواجه هذا الخراب الذي انهك ارواحنا ودمر أنفسنا دونما نصرة منك ؟
 
يا رئيس الجمهورية : الم يحن الوقت بعد لتعلن ثورتك ضد كل اللصوص والفاسدين الذين أفسدوا حياتنا ؟ الم تحن اللحظة لتمنع كل هذا البؤس عنا ؟  تقود سفينة التغيير الثوري الى خاتمتها وتبعث البسمة في قلوب البسطاء الذين يرمقونك من مهجرهم, الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم خلال العقود الخمسة الماضية وارتوت بدمائهم تربة الارض اليمنية الطاهرة ,  المتعبين الذين يرجونك والعرق يتصبب من على اجسادهم وقلوبهم في الجولات والارصفة والشوارع الضائقة بهم على امتداد الارض اليمنية وكلهم رغبة في رفعة اليمن وتقدمه  ؟
 
يا رئيس الجمهورية : هل فكرت يوما بالبؤساء الذين يتضورون جوعا ولا قدرة لهم على سد رمقهم  , بالمرضى الذين انهكم التعب وهم عاجزون أن يبوحون لك بمعاناتهم , بالنسوة اللواتي اجبرهن شظف العيش على سلوك طريق الضياع , بالشباب الذين اكتظت بهم الشوارع وليس بوسعهم الا أن يحلمون بك تقود سفينة الوطن الى منتهاها وتحفظ لهم كرامتهم المسلوبة من عبث الفاسدين ؟ انهم يناشدونك كل يوم تشرق فيه شمس الرحمن ان تخرج عن صمتك وتضع حدا لكل هذا الجحيم ,  تعيد للجيش مهابته وللأمن سكينته وللمتعبين وطنهم المسلوب . 
يا رئيس : ندعوك الى تلبية نداء البسطاء وأوجاعهم قبل أن يستوطن الخذلان ارواحهم , نطالبك أن تستغل هذه اللحظة التاريخية الفريدة  لبناء دولة المواطنة المتساوية والقوية , فليس أشد وطأة على قلوب الامهات والبسطاء والمتعبين الا أن يتحول فارسهم الذي طالما تعشموا في نجدته , الى  مسؤول عن كل دموعهم ودمائهم واحلامهم الضائعة وإن لم يكن ذنبه الا أنه صمت ؟
 
يا رئيس الجمهورية : أملهم فيك ما زال باقيا فلا تخذلهم وثقتهم فيك لم تتلاشى فلا تدمرها , فهم سندك عند الشدة ويدك التي ستضرب بها الحيوانات المفترسة المحيطة بك والتي تتخطف أحلامهم وتطلعاتهم ونواياك الصادقة ووطننا الحبيب.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي