الجيوش الخاصة؟!!

عدنان العديني
الثلاثاء ، ١١ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٠٥ مساءً
 
كان صالح قد استدعى جيشا احتياطيا خاص به لمواجهة الثورة الشعبية التي عمت مدن اليمن وهو ما بات يعرف بمجاميع البلاطجة التي تمركزت على أطراف العاصمة حينها، هذا الجيش نفسه هو من يعبث الان داخل المنطقة القبلية التي رفضت ان تكون جزء من تحالف يقف ضد الثورة حتى ان التحريض المناطقي الذي كرره صالح على مسامعهم في جولته عليهم لم تتمكن من إنعاش ذاكرة صراعات الماضي لديهم مع نصف الوطن.
 
تمكن الشعب من اجتياز محنة العنف الصادر من ذاك الجيش الخاص بسلمية كبيرة وهو الامتحان الذي مازال مستمر الى الان وان ضمن اجندات أخرى ولافتة مختلفة، ابحثوا عن قادة ذلك الجيش ستجدونهم يلعبون أدوار كبيرة في العنف الذي يتعرض له اليمنيون حول صنعاء.
 
مجرد وجود تلك المجاميع تلك مثل دليلا كافيا على ضرورة رحيل رجل النظام الأول الذي قرر ان يتعامل مع المتظاهرين من خلال جيش مرتزق وعصابة مكونه من قطاع طرق، كان الاجراء فاضح للوضع فقد تعرضت مؤسسات الدولة للتهميش وتم تحويل الجيش على سبيل المثال من مؤسسة تنتمي للوطن والشعب الى جهاز يتبع السلطة وبالأخص دوائر الحكم العائلية، تحول مثل غيره الى جهاز لتقديم خدمات خاصة.
 
الخروج ضد زعيم عصابة لا يجب ان يتوقف الا حين يتم إعادة القرار لمؤسسات الدولة فالوقوف في منتصف الطريق قد يعرض كل الثوار للانتقام كما يحصل الان، فالدولة هي من يجب ان تتصدى لجماعات العنف المنفلتة وليس غيرها.
 
مازال العنف يهدد اليمنيين وما زلنا على نفس العزيمة في تجنيب المجتمع حربا أهلية والدولة وحدها هي من تستطيع مواجهة التحدي بحل يخدم مستقبلنا جميعا.
 
انتزاع السلاح من المجتمع وتحريم تداوله واحتكار حيازته واستخدامه في أجهزة الدولة هو المخرج الذي في حال تحقق سيكون التتمة الأهم لثورة قامت ضد نظام اعتمد على العنف في السيطرة.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي