تعرف على "القاعدة والحوثيين والإخوان"

عبدالله الرشيد
السبت ، ٠٨ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٤ مساءً
أصدرت السعودية قائمة أولى لجماعات وتنظيمات وجهات إرهابية، تنفيذا للأمر الملكي الذي صدر الشهر الماضي. وشملت القائمة «تنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق، وداعش، وجبهة النصرة، وحزب الله في داخل السعودية، وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثيين»
 

امتدادا للأمر الملكي الصادر مطلع فبراير (شباط) الماضي، والذي ينص على المعاقبة بالسجن لكل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة أو الانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية والفكرية المتطرفة، أو تقديم الدعم المادي أو المادي لها، وتشكيل لجنة من وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة العدل، وديوان المظالم، وهيئة التحقيق والادعاء العام، مهمتها إعداد قائمة – تحدث دوريا – بالتيارات والجماعات، أعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها مساء أمس القائمة الأولى للأحزاب والجماعات والتنظيمات وهي: «تنظيم القاعدة، تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، تنظيم القاعدة في اليمن، تنظيم القاعدة في العراق، داعش، جبهة النصرة، حزب الله في داخل المملكة، جماعة الإخوان المسلمين، جماعة الحوثي»، علما بأن ذلك يشمل «كل تنظيم مشابه لهذه التنظيمات، فكرا، أو قولا، أو فعلا، وكل الجماعات والتيارات الواردة بقوائم مجلس الأمن والهيئات الدولية وعُرفت بالإرهاب وممارسة العنف»، كما نص على ذلك البيان.
 
وفي ما يلي تقدم «المجلة» تعريفا بهذه الجماعات والتنظيمات، وأسسها وأهدافها، وأنشطتها في المنطقة.
 
1) تنظيم القاعدة:

أسس أسامة بن لادن تنظيم القاعدة في عام 1988 من العرب الذين شاركوا في القتال في أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي. وكان الهدف المعلن للتنظيم هو تأسيس خلافة إسلامية تشمل العالم الإسلامي كافة. وسعيا لتحقيق ذلك الهدف كان تنظيم القاعدة يستهدف توحيد المسلمين لقتال الغرب خاصة الولايات المتحدة، والإطاحة بالأنظمة الإسلامية التي اعتبرها التنظيم «كافرة»، والتخلص من النفوذ الغربي في الدول الإسلامية وهزيمة إسرائيل. وأصدر التنظيم بيانا في فبراير 1998 يعلن فيه تأسيس «الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين»، ويدعو كل المسلمين إلى قتل المواطنين الأميركيين – سواء كانوا مدنيين أم عسكريين – بالإضافة إلى حلفائهم في كل مكان، ثم اندمجت الجماعة لاحقا مع حركة الجهاد الإسلامي المصرية في يونيو (حزيران) 2001.
 
وفي 11 سبتمبر (أيلول) 2001، اختطف 19 مهاجما انتحاريا من تنظيم القاعدة أربع طائرات أميركية تجارية، اصطدمت اثنتان منها بمركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك، واصطدمت الأخرى بمقر البنتاغون على مقربة من واشنطن العاصمة، بينما سقطت الرابعة بأحد حقول شانكسفيل ببنسلفانيا. وقد أسفرت تلك العملية عن مقتل 3000 شخص. كما أدار تنظيم القاعدة قبل ذلك أيضا هجوم 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2000 على البارجة الأميركية «يو إس إس كول» في ميناء عدن باليمن، والذي أسفر عن مقتل 17 بحارا أميركيا وإصابة 39 آخرين، كما نفذ التنظيم تفجيرات أغسطس (آب) 1998 على السفارتين الأميركيتين في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا، وهو ما أسفر عن مقتل 224 شخصا وإصابة أكثر من 5000 شخص. ومنذ عام 2002، شن تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له العديد من الهجمات في جميع أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط، وفقا لمعلومات ووثائق «المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في أميركا».
 
2) تنظيم القاعدة في جزيرة العرب:

هو ذراع عسكرية من أذرع تنظيم القاعدة، قام بعمليات إرهابية داخل السعودية استهدفت مجمعات سكنية، وأمنية، واختطاف أجانب. وأول قائد له في السعودية هو يوسف العييري، الذي قتل على يد السلطات الأمنية السعودية في يونيو 2003، كما كان من أشهر قادته عبد العزيز المقرن، وصالح العوفي. يدين التنظيم بالولاء لزعيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن، ومن بعده أيمن الظواهري.
 
تبنى التنظيم عددا من الأعمال الإرهابية والتفجيرات واستهداف الأجانب ورجال الأمن في السعودية. ففي مايو (أيار) عام 2003 نفذ التنظيم هجوما إرهابيا بثلاث سيارات مفخخة على مجمع سكني بالرياض تقطنه غالبية غربية أسفر عن مقتل 26 شخصا إضافة إلى مقتل تسعة من المهاجمين. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2003 أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم بشاحنة مفخخة استهدف مجمعا سكنيا بالرياض أسفر عن سقوط 17 قتيلا و100 جريح. وشنت السلطات السعودية حربا شاملة على أفراد التنظيم، واستأصلت وجوده وجففت مصادره.
 
3) تنظيم القاعدة في اليمن:

بعد اشتداد الحملة الأمنية السعودية على أعضاء تنظيم القاعدة في السعودية، تسرب عدد كبيرة من كوادرها إلى اليمن، وهناك في يناير (كانون الثاني) 2009 أعلن إرهابيون يمنيون وسعوديون التوحد تحت مظلة مشتركة إيذانا باعتزام التنظيم العمل كمركز للإرهاب الإقليمي تحت مسمى «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية». وكانت قيادة هذا التنظيم الجديد تتكون من أمير الجماعة وهو ناصر الوحيشي، ونائبه الذي قتل وهو سعيد الشهري، والعسكري قاسم الريمي. وكانت الجماعة في البداية تركز على استهداف المصالح الأميركية والغربية في شبه الجزيرة العربية لكنها أصبحت الآن تتبنى استراتيجية عالمية.
 
كان التنظيم مسؤولا عن عدد من الهجمات الإرهابية، كانت أشهرها تلك العملية التي استعان فيها التنظيم بعمر فاروق عبد المطلب، نيجيري المولد، الذي حاول تفجير طائرة «نورث إير لاين 253» المتجهة من أمستردام بهولندا إلى ديترويت بولاية ميشيغان في 25 ديسمبر (كانون الأول) 2009، وهي أول محاولة لشن هجوم داخل الولايات المتحدة ينفذه تنظيم تابع لـ«القاعدة» منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، تلته محاولة أخرى تضمنت إرسال طرود تحمل متفجرات إلى الولايات المتحدة في 27 أكتوبر 2010. وكان أنور العولقي، الذي يحمل الجنسيتين الأميركية واليمنية والذي كان يتمتع بشعبية واسعة باعتباره منظرا راديكاليا، واحدا من أهم أعضاء التنظيم لكنه قتل في عملية تفجيرية في سبتمبر 2011.
 
وفي ديسمبر 2013 قام تنظيم القاعدة في اليمن بالهجوم على مجمع وزارة الدفاع اليمنية، واقتحام مستشفى العرضي، وسقط في ذلك عشرات القتلى والمصابين، معظمهم من النساء والمرضى والأطفال.
 
4) تنظيم القاعدة في العراق:

أُسس تنظيم القاعدة في العراق الذي يعرف أيضا باسم «دولة العراق الإسلامية» في أبريل (نيسان) 2004 على يد الأردني أحمد الخلايلة، الشهير بـ«أبو مصعب الزرقاوي»، والذي تعهد في العام نفسه بولاء جماعته لأسامة بن لادن. وقد استهدف تنظيم القاعدة في العراق قوات التحالف وكذلك المدنيين بالاستعانة بتكتيكات مثل السيارات المفخخة والمفجرين الانتحاريين وقتل الرهائن عبر قطع رؤوسهم وغيرها من الوسائل في محاولة للضغط على الدول والشركات الأجنبية لمغادرة العراق ودفع العراقيين للتوقف عن دعم الولايات المتحدة والحكومة العراقية وجذب المزيد من الكوادر إلى صفوفها، وفقا لمعلومات ووثائق «المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في أميركا».
 
5) جبهة النصرة لأهل الشام:

منظمة تنتمي للفكر السلفي الجهادي، متفرعة من الدولة الإسلامية في العراق التي تتبع تنظيم القاعدة، تشكلت أواخر سنة 2011 خلال الأزمة السورية، وسرعان ما نمت لتصبح في غضون أشهر من أبرز الفصائل المسلحة. صنفتها الولايات المتحدة الأميركية في ديسمبر 2012 كجماعة إرهابية. يقدر عدد مقاتليها بـ6 آلاف مقاتل.
 
زعيمها هو أبو محمد الجولاني أحد المقاتلين السوريين ضمن تنظيم القاعدة في العراق، انتقل إلى سوريا وأسس جبهة النصرة بمشورة من «دول العراق الإسلامية» في أول الأمر، لكن الخلافات دبت بين الطرفين، وأدت إلى اقتتال جبهة النصرة مع دول العراق والشام.
 
6) «داعش» :

وتسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام».. وهو تنظيم مسلح يتبنى الفكر الجهادي، ينتمي لتنظيم القاعدة، يهدف أعضاؤه إلى إعادة «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة»، يمتد في العراق وسوريا. ويقدر عدد مقاتليها بـ5 آلاف مقاتل.
 
ويعد أبو بكر البغدادي زعيمها، وهو أمير ما يعرف بـ«دولة العراق الإسلامية»، أسس جناحه في سوريا بعد أن رفضت جبهة النصرة الانضمام تحت لوائه أو تلقي الأوامر منه.
 
وتعود النواة الأولى لتأسيس «داعش» إلى «جماعة التوحيد والجهاد» التي أسسها أبو مصعب الزرقاوي، وأعقب ذلك بمبايعة زعيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن، وبعد مقتل الزرقاوي في 2006 جرى انتخاب أبي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم، وفي نهاية السنة تم تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبي عمر البغدادي.
 
7) حزب الله :

تأسس تنظيم حزب الله في عام 1982 كرد فعل على الغزو الإسرائيلي للبنان. ويسعى حزب الله، وهو جماعة إرهابية تتمركز في لبنان، إلى تمكين الشيعة عالميا. كما يؤيد التنظيم الجماعات الفلسطينية في صراعها ضد إسرائيل ويوفر التدريب للمسلحين الشيعة الذين يهاجمون المصالح الغربية في العراق. وأعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في مايو 2013 تأييد حزب الله لنظام بشار الأسد عبر إرسال مقاتلين إلى سوريا. وصنف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله كتنظيم إرهابي في 22 يوليو (تموز) 2013 في أعقاب إدانة أحد أعضاء التنظيم بقبرص وتفجير أوتوبيس يقل إسرائيليين في بلغاريا في يوليو 2012 وتدخل التنظيم في سوريا.
 
وفي يونيو 2013 صنف مجلس التعاون الخليجي حزب الله جماعة إرهابية، متخذا إجراءات مشددة لتجفيف وملاحقة مصادر واستثمارات حزب الله في دول الخليج.
 
يذكر أنه في عام 1996 تعرضت السعودية لهجوم إرهابي في مدينة الخبر، وكشفت التحقيقات انتماء أفراد الخلية الإرهابية إلى حزب الله، وهو ما عرف بمسمى «حزب الله الحجاز» الذي يوصف بأنه الذراع العسكرية لمنظمة الثورة الإسلامية التي تهدف لنشر أسس وأفكار الثورة الخمينية، وتتلقى دعما مباشرا من إيران.
 
وتنشط كتائب ومنظمات متعددة تحت اسم حزب الله في أكثر من مكان في العالم، سوءا في العراق أو لبنان أو سوريا، مما يؤكد أن حزب الله حركة عالمية تنتشر فروعها وخلاياها في أكثر من مكان، وإن كان الأشهر والأبرز هو حزب الله في لبنان، الذي يترأسه الزعيم الشيعي حسن نصر الله، ويرتبط الحزب بصلات وثيقة واستراتيجية بالنظام الإيراني.
 
8) جماعة الإخوان المسلمين:

هي جماعة إسلامية عالمية، مقرها الرئيس في مصر، وتنشط في جميع دول العالم، تحت اسم «التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين». أسسها الداعية المصري حسن البنا في مارس (آذار) عام 1928، ونشطت في العمل السياسي والدعوي، وكونت لها جناحا عسكريا تحت مسمى «التنظيم الخاص».
 
وتصنف الجماعة نفسها بأنها «جماعة إسلامية، إصلاحية شاملة، وتعتبر أكبر حركة معارضة سياسية في كثير من الدول العربية، خاصة في مصر». وتسعى الجماعة إلى تحقيق «الخلافة الإسلامية»، عبر «دعم عدد من الحركات الجهادية التي تعتبر حركات مقاومة في العالمين العربي والإسلامي، مثل حركة حماس في فلسطين، وحماس العراق في العراق، وغيرهما من الحركات التي تنشد الاستقلال لبلادها». كما يؤكد ذلك التعريف الرسمي للجماعة في موقعها على الإنترنت.
 
وتعمل الجماعة وفق الهيكلة الحركية والحزبية، وأنشأت حزبا سياسيا لها باسم «حزب الحرية والعدالة»، بعد ثورة 25 يناير في مصر، ويحتل المرشد العام المرتبة الأولى في الجماعة باعتباره رئيسا لها، ويرأس في الوقت نفسه جهازي السلطة فيها، وهما مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام.
 
في ديسمبر 2013 صنفتها الحكومة المصرية كـ«جماعة إرهابية»، عقب تورطها في أحداث عنف وتفجير حدثت في بعض المدن المصرية.
 
9) جماعة الحوثيين:

تسمى بـ«حركة أنصار الله»، وهي حركة سياسية مسلحة تأسست عام 2004 في شمال اليمن، وتعد صعدة معقل الحركة التي تمتلك مشروعا سياسيا ومذهبيا وقوة عسكرية وتبايع إماما هو عبد الملك الحوثي.
 
تشكلت البدايات الأولى للحركة عام 1992 حين أسس بدر الدين الحوثي منتدى «الشباب المؤمن» الذي ضم تحت لوائه الآلاف من الشباب، وكان شعاره «الله أكبر.. الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام». وتطالب الحركة ظاهريا بإعادة حكم الإمامة ومنح الحقوق للزيديين، وخاضت هذه الحركة ست حروب مع السلطة، كما دخلت في حرب مع الجيش السعودي في الحدود الجنوبية، انتهت بهزيمتها، وانسحابها إلى معاقلها داخل اليمن.
 
وتتهم السلطات اليمنية النظام الإيراني بتقديم الدعم اللوجيستي والعسكري لحركة الحوثيين، حيث أعلنت السلطات الأمنية اليمنية في عام 2009 ضبطها لسفينة إيرانية محملة بالأسلحة لدعم الحوثيين. فيما صرح عدد من رجال الدين الشيعة مثل مقتدى الصدر بدعمه للحوثيين.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي